IMLebanon

“الحزب” في مأزق مالي

يواجه حزب الله صعوبة في تلبية التزاماتها المالية بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وما ألحقته من أضرار جسيمة على بنية الحزب ماديا وبشريا.

فقد تدهورت قدراته العسكرية بشكل كبير وأصبحت موارده المالية ضئيلة، إلى الحد الذي جعله يكافح من أجل الوفاء بالتزاماته تجاه أتباعه.

والجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية الجديدة لوقف تدفق الأموال إلى الحزب من إيران، الداعم الرئيسي له، تزيد من تفاقم التحديات المالية التي يواجهها، كما أن طريق سوريا أقفل بوجهه بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

إلى ذلك، قالت لينا الخطيب، من مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث: “لم يعد حزب الله يملك المال الكافي لتعويض أنصاره، ومن المرجح أن يتضاءل الولاء للجماعة في الأمد البعيد عندما يدرك أنصار حزب الله أنه لم يعد بوسعه أن يقدم لهم فوائد مالية أو سياسية أو أمنية”.

ويقدر الخبراء أن الجماعة حافظت في السنوات الماضية على ميزانية سنوية تبلغ نحو مليار دولار للمزايا والرواتب والتكاليف الأخرى، باستثناء النفقات العسكرية.

ومنذ وقف إطلاق النار في أواخر تشرين الثاني، حاول حزب الله إعادة تنظيم صفوفه، فقد قامت اللجان التي يديرها حزب الله بتقييم مئات الآلاف من المنازل المتضررة، وأصدرت المجموعة 630 مليون دولار كمدفوعات للأشخاص عن الخسائر أو الأضرار التي لحقت بمنازلهم، وفقًا لمسؤول في مؤسسة “القرض الحسن”.

بلغت المدفوعات الفردية 12 ألف دولار إلى 14 ألف دولار سنويًا للإيجار، إلى جانب مدفوعات إضافية للأثاث.

ومع ذلك، توضح الإشارات الأحدث ضائقة السيولة التي يعاني منها حزب الله.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، كشف بعض أتباع الحزب عن أن المؤسسة المالية الأساسية للجماعة جمدت في الأسابيع الأخيرة مدفوعات شيكات التعويض التي تم إصدارها بالفعل.

وقال جلال نصار، وهو صاحب مطعم في مدينة صور اللبنانية: “لدي الكثير من الأسئلة حول سبب جرنا إلى هذا الصراع، والمعاناة التي تحملناها، ومن سيعوضنا عن خسائرنا”.

وأعلن نصار أنه اضطر إلى دفع 100 ألف دولار لإصلاح المطعم الذي يملكه، والذي دمرته الغارات الجوية.

وأفاد بأن فرع البناء والهندسة المرتبط بحزب الله زار المطعم لتقييم تكلفة الإصلاحات لكنه لم يقدم المساعدة.

وذكرت فدوى هلال، وهي مقيمة في بلدة حبوش بجنوب لبنان، أنها تلقت شيك تعويض بقيمة 7000 دولار عن الأضرار التي لحقت بمنزلها في 28 كانون الثاني، لكن مؤسسة “القرض الحسن” أبلغتها لاحقًا بأنها غير قادرة موقتًا على الدفع.

وقال موسى شميساني، وهو تاجر سيارات ورئيس جمعية التجار في محافظة النبطية اللبنانية: “تلقيت 12800 دولار كمساعدة مأوى طارئة، لكنني خسرت ما يقرب من 100 ألف دولار”.

كما تتزايد التكاليف الأخرى، بما في ذلك المدفوعات للجرحى الذين يحتاجون إلى علاج طبي ودخل منتظم.

وفي السياق، أشار شخص مطلع على بيئة حزب الله لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى أن المجموعة فقدت 5000 مقاتل في الصراع، مع إصابة أكثر من 1000 بجروح خطيرة، بما في ذلك العديد من الذين فقدوا أطرافهم أو عانوا من فقدان البصر الدائم.