كتبت لورا يمين في “المركزية”:
قال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير ماركو روبيو تحدث مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الثلثاء وناقشا النفوذ الإيراني في المنطقة وضرورة استقلال العراق في مجال الطاقة والاستثمارات التجارية الأميركية. واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس في بيان ان “الجانبين اتفقا على ضرورة أن يصبح العراق مستقلا في مجال الطاقة، واستئناف تشغيل خط الأنابيب العراقي التركي سريعا والالتزام بشروط تعاقد الشركات الأميركية العاملة في العراق لجذب استثمارات إضافية”. وأضافت أن الجانبين “ناقشا أيضا الحد من النفوذ الإيراني الخبيث ومواصلة الجهود لمنع عودة تنظيم داعش وزعزعة استقرار المنطقة الأوسع”.
ليس بعيدا، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى سابقًا ديفيد شينكر، الخميس، إن رئيس بلاده دونالد ترامب أدرج العراق كجزء من سياسة الضغط القصوى التي فرضها على إيران. وخلال استضافته على هامش أعمال اليوم الثاني لمنتدى أربيل في نسخته الثالثة الذي ينظمه مركز “رووداو” للدراسات، قال شينكر إنه “لو نظرنا الى سياسة واشنطن و الكونغرس والإدارة الأميركية تجاه اقليم كردستان، نجد أن ذلك سيعود بالفائدة على الإقليم بطرق عدة منها دعم الاقليم، وكذلك بقاء الجنود الاميركيين في كردستان العراق”.
في المقابل، بحث السوداني، ووزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني، السبت الماضي، أمن الحدود بين البلدين ومكافحة تهريب المخدرات وغيرها من القضايا المشتركة. جاء ذلك خلال استقبال السوداني للوزير مؤمني، في إطار زيارة رسمية غير معلنة المدة، يجريها الأخير إلى العاصمة بغداد، وفق بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي. وذكر البيان أنه “جرى خلال اللقاء بحث تطوير العلاقات الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها أمن الحدود المشتركة في ضوء الاتفاقات الموقعة”. كما تم بحث “التعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات وضبط الحدود، والتنسيق في عمل المنافذ الحدودية بما يحقق الأمن والاستقرار”.
وضع الرئيس الاميركي العلاقة بين طهران وبغداد على قائمة اهتماماته، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فكل متنفَس للجمهورية الاسلامية، اقتصاديا او عسكريا، يصر ترامب على القضاء عليه. ادارة سلفه جو بايدن كانت بدأت بالضغط على العراق للخروج من تحت سطوة ايران، خاصة سياسيا وعسكريا، غير ان ترامب وضع ادوات اخرى لهذا الضغط ووسعه ليشمل في شكل رئيسي العلاقة الاقتصادية. فالتعاون بين الجارتين يساعد ايران على الافلات من العقوبات ومفعولها على الاقتصاد الايراني، الامر الذي يذهب في الاتجاه المعاكس تماما لمخططات ترامب. فالاخير يريد إنهاكها اقتصاديا بعد أن تم إنهاكها عسكريا عبر تدمير اذرعها في الشرق الاوسط، فيجرّها ضعيفة الى طاولة المفاوضات ويفرض عليها شروطه النووية و”التسلحية” والانكفاءَ الاقليمي. المطلوب اذا تجاوبٌ عراقي مع العملية الاميركية هذه، وعلى الارجح، سيأتي هذا التجاوب لكنه سيحتاج بعض الوقت، وإلا عرّضت بغداد نفسها ايضا لعزلة وعقوبات اميركية، تختم المصادر.