IMLebanon

التعيينات على الأبواب… خضره: التوازن والكفاءة!

تقرير داني دياب:

تتصدّر التعيينات في كل أوجهها أولوية عهد الرئيس جوزاف عون وحكومة نواف سلام الجديدة. فقد مضت جلسة مجلس الوزراء بتاريخ 6-3-2025 من دون طرح ملف التعيينات للمزيد من البحث، كما عُلِمَ أن الرئيس عون يريد إجراء “نفضة كاملة” في الملف أي أن تتولى أسماء جديدة المناصب العليا لا أسماء سبق أن كان لها انغماسٌ في فساد النظام السابق.

ويبدو أن هذه المرحلة قد تشهد تغييرًا في مسار الأحداث، لتُؤكّد عودة الكتل المسيحية بقوة إلى قلب السياسة، كما ولتفعيل دورها المؤسساتي الحقيقي. فمنذ تأسيس الدولة الحديثة، كان للمسيحيين دور رئيسي في تأسيس النظام السياسي وإعتلاء المناصب خدمة للدولة ومؤسساتها.

وفي هذا السياق، إعتبر رئيس مؤسسة “لابورا” الأب طوني خضره في حديث لـIMLebanon، أن “أهمية أمن وأمان لبنان الحقيقيين يتمثلان في التوازن في إدارات الدولة، أي أن الطائفة المسيحية يجب أن تكون مشاركة في دورها وممثلة بقدر حجمها المجتمعي وفق ما ينص عليه القانون والدستور، من منطلق الكفاءة والقدرة العملية، أي الشخص المناسب في المكان المناسب وليس من منطلق الهيمنة أو الإستحواذ على حقوق الغير”.

وأضاف: “حصلنا على وعود من المرجعيات السياسية أن التعيينات ستكون عادلة وتتمتع بالتوازن المطلوب بين شرائح المجتمع كافة”، مشددًا على أن “الإختيار يكون وفق الكفاءة العلمية والقدرة العملية، كما وجوب إدخال “دم جديد” إلى المراكز”.

وكشف عن “العمل على وضع آلية للتعيينات وعن المؤسسات التي ستشارك في هذه الآلية، وعلى هذا الأساس يبدأ فرز الاسماء والاشخاص حسب الآلية الموضوعة كما والمراكز الشاغرة”.

أما في موضوع التعيينات العسكرية، أكد رئيس مؤسسة “لابورا”، أن “التعيينات تتم على قاعدة المناصفة والتوازن بين كل الطوائف”، لافتًا إلى أن المشكلة في هذا الموضوع تكمن في عدم إقبال الشباب المسيحي على الوظائف العسكرية بسبب تدني الرواتب في هذا القطاع من جهة، وهيمنة بعض الجهات على القرارات الداخلية والخارجية ما قد يدفع الشباب إلى البعد عن هذه الوظائف من جهة أخرى”.

من هذا المنطلق، كشف الأب خضره لـ”IMLebanon”، عن أننا “نعمل على 3 محاور لتشجيع الشباب المسيحي وحثهم على الإنخراط في الوظائف العسكرية، أولًا، من خلال تقديم المساعدات على مختلف أنواعها للشباب ضمن رعاياهم، ثانيًا، من خلال إجتماعات مع المسؤولين في الدولة والبحث في رفع رواتب هذه القطاعات، وثالثًا، نعمل مع كل جهاز في الدولة لمنح محفزات جاذبة للشباب ولدفعهم للإنخراط ضمن صفوفه”.

كما وجه الأب خضره نداءً للشباب المسيحي، قائلًا: “لبنان وطننا علينا حمايته بدمنا وحياتنا، فالوطن ليس فندقًا ندخله ونخرج منه ساعة نشاء، ولحمايته علينا الإنخراط ضمن الأسلاك العسكرية”، مشيرًا إلى أن “كل قطاعات العمل اليوم في لبنان لا تأخذ حقها بالرواتب التي تعطى لها بدلًا عن الأتعاب”، ومتابعًا: “ليس علينا التفكير فقط بموضوع الرواتب عند إقدامنا على الدخول إلى الأسلاك العسكرية، بل علينا أن نعي أنه بالإضافة إلى الراتب هناك تقديمات طبية وتعليمية وإجتماعية تأتي جنبًا إلى جنب معه”.

وتابع: “علينا تبديل العقلية السلبية الراسخة لدى الشباب المسيحي عن وظائف الدولة ولاسيما العسكرية منها، وذلك عبر تنشئتهم في مراحلهم التعليمة المدرسية والجامعية على أهمية والوطن ووظائف الدولة، كما ومساعدتهم كنسيًا في هذا المجال”.

وعن موضوع شواغر الفئة الأولى، قال الأب خضره: “على صعيد الفئة الأولى (المدراء العامين 200 – 100 مسيحيين و100 مسلمين) عدد الشواغر يتخطى الـ 72% من ضمن الـ200″، موضحًا أن “المدراء المعينين بالإنابة يعتبرون من الشواغر أيضًا”. وفي سياق الحديث، كشف عن أن “أكثر من 33 مركزًا من أصل حصة المسيحيين يشغلهم أشخاص من طوائف أخرى”، داعيًا إلى العمل على عودة المناصفة ضمن الفئة الأولى بين المسيحيين والمسلمين، وتطبيق مبدأ المداورة في الإدارات والوزارات”.

وشدد على أن “العمل في الفئات الأخرى يجب أن يتم بالمناصفة والعدل بين الطوائف اسوةً بالفئة الأولى”، معاودًا التركيز على “التعيين وفق الكفاءة والأقدمية والنزاهة وإشراك الشباب و”الدم الجديد” ضمن الأولويات”.

وختم محذرًا من “المس بالتوازن في التعيينات وخاصة في تعيينات الفئة الأولى”، مضيفًا: “سنواجه إلى النهاية لإحترام حقوق الجميع وإنصافهم”.