جاء في “نداء الوطن”:
من يلعب بأمن لبنان ومن يخاطر بعودة شبح الحرب؟ سؤال طرحه غالبية اللبنانيين يوم أمس السبت، بعد التصعيد الأعنف من نوعه منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي.
ستة صواريخ انطلقت من جنوب لبنان فجر السبت، اعترضت إسرائيل ثلاثة منها، وردّت عليها بقصف مدفعي عنيف وغارات جوية متتالية استمرّت طيلة النهار على عدد كبير من البلدات الجنوبية والبقاعية. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّه استهدف مواقع لـ “حزب الله”، بينها منصّات إطلاق صواريخ وبنى تحتية عسكرية، قبل أن يعلن مساء اغتيال قائد في عمليات “الحزب” يدعى رضوان سليم عواضة، في غارة على صور.
“حزب الله” نفى مسؤوليته عن عملية إطلاق الصواريخ من الجنوب، وأكد التزامه بوقف إطلاق النار، في وقت، فكّك الجيش اللبناني ٣ منصات صواريخ بدائية الصنع عثر عليها بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون – النبطية.
وقد سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي صاروخ ينطلق من أراضي لبنان، في حين، ذهب وزير دفاعه يسرائيل كاتس أبعد من ذلك، ووضع معادلة “المطلّة مقابل بيروت” في تهديد واضح بضرب العاصمة اللبنانية.
في هذا الإطار، علمت “نداء الوطن” أنّ رئيس الجمهورية جوزاف عون أجرى في الساعات الماضية، سلسلة اتصالات مع الجانب الأميركي، لاقت تجاوباً وأسفرت عن تحييد العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية عن دائرة الاستهداف، لكنّ الإسرائيليين أبلغوا الأميركيين بأنّهم سيستمرّون باستهداف أيّ تحرّك لـ “حزب الله” في أي منطقة مع تحييد المدنيين ومؤسسات الدولة.
وتابعت المصادر بأنّ الأوامر أعطيت للجيش والقوى الأمنية بالتشدّد جنوباً ومنع أي عمل قد يجرّ البلاد إلى جولة جديدة من الحرب.
في حين أظهرت التحقيقات الأولية التي باشرتها الأجهزة الأمنية، أنّ إطلاق الصواريخ تمّ بطريقة بدائية، وأنّ الجهة التي تقف وراءه ليست محترفة، وقد يكون المسؤول فصيل لبناني أو فلسطيني أو حتى طابور خامس يريد تفجير الوضع.
وأكدت مصادر رسمية لـ”نداء الوطن” أنّ الرئيس عون ومعه الحكومة، مستمرّون بالرهان على الدبلوماسية، وإضافة إلى واشنطن، أجريت اتّصالات مع الفرنسيين لتطويق ذيول إطلاق الصواريخ من الجنوب، وقد كان الموقف الفرنسي منسجماً مع الأميركي، لجهة السعي للجم التوتر ومنع توسّع دائرة الحرب.
وفي هذا السياق تندرج، الاتصالات التي أجراها أيضاً وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، مع نظرائه في مصر والأردن وفرنسا، ومع نائبة المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس، ونائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ناتاشا فرنشيسكي، لمطالبتهم بالضغط على إسرائيل من أجل وقف التصعيد، واحتواء الوضع الخطير عند الحدود الجنوبية.