IMLebanon

ما أهداف إطلاق الصواريخ من لبنان؟

كتب معروف الداعوق في اللواء:

أكثر من هدف يُرجَّح من وراء عملية اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية تجاه الاراضي المحتلة، لاول مرة منذ ثلاثة اشهر، وفي هذه الظروف الحساسة أولها، اظهار قدرة حزب الله وجاهزيته للرد على الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف النار والقرار الدولي رقم١٧٠١، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض مناطق الجنوب، والضربات على مواقع ومراكز الحزب واستهداف كوادره، بالرغم من الخسائر الفادحة التي تعرض لها خلال حرب المشاغلة التي اشعلها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى، إن كان باغتيال كبار قادته ومسؤوليه البارزين، او ضرب بنيته التحتية، وخسارة قاعدته الخلفية بسقوط نظام بشار الاسد وانقطاع التواصل المباشر مع النظام الايراني بعد تحييد العراق عن ساحة المواجهة، وبقائه خارج وحدة الساحات الايرانية. الهدف الثاني، ابراز استمرار النظام الايراني باستعمال جنوب لبنان والتواجد المؤثر فيه، واستغلاله ساحة لتصفية الحساب مع إسرائيل، ومن خلاله توجيه الرسائل الايرانية الى الولايات المتحدة الأميركية، لتحسين شروط التفاوض حول الملف النووي الايراني، وتخفيف طوق العقوبات الاميركية والغربية عن ايران.

اما الهدف الثالث، فهو الرد المباشر على مواقف رئيس الحكومة نواف سلام، الذي قال فيها، ان صفحة سلاح حزب الله انطوت بعد البيان الوزاري، وإن شعار شعب وجيش ومقاومة اصبح من الماضي، والتأكيد بأن الحزب ما يزال موجودا، وقادرا على التأثير والمبادرة برغم كل ما حصل، ويجب على المسؤولين اخذ هذا الواقع بعين الاعتبار،وعدم التهاون بالتعاطي مع مسألة سلاح الحزب بهذه الطريقة، ومن دون مراعاة محاذير مقاربة مشكلة السلاح بهذه السرعة، ومن دون الأخذ بعين الاعتبار هواجس ومتطلبات وجوده .

يمكن القول بأن جميع هذه الاهداف قد تحققت من عملية اطلاق الصواريخ من لبنان دفعة واحدة، ولعل اقواها تاثيرا، استدراج إسرائيل للرد باعتداءات واسعة النطاق طالت مناطق واسعة، في محاولة مكشوفة لارباك الدولة اللبنانية، وتعطيل انطلاقتها، لتنفيذ وعود خطاب القسم والبيان الوزاري، لاسيما ما يتعلق منه بسلاح الحزب، ما ترتب عنه جملة تحديات ، توجب على الدولة مواجهتها بعزيمة وقوة، لتجاوز اضرارها والانطلاق قدما في مسيرة انقاذ لبنان والنهوض به.