IMLebanon

رعاية إجتماع جدة إهتمام سعودي أكبر؟

كتب صلاح سلام في “اللواء”:
إنتقال الإجتماع الأمني اللبناني ــ السوري إلى جدة إثر تأجيله بناء لطلب دمشق، ليس حدثاً عابراً، بقدر ما يؤسس لآلية عمل جديدة وناجعة بين لبنان وسوريا، عبر دخول المملكة العربية السعودية على خط الوساطة بين البلدين الجارين، لإطفاء نار الخلافات بينهما بسرعة، ووضع إطار مناسب للتواصل والتعاون بين «الشقيقين المتعبين»!
دمشق فاجأت بيروت بتأجيل الإجتماع المقرر بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري ، في خطوة إعتُبرت بمثابة رسالة غير ودية من الجانب السوري، الذي يشكو حالة التوتر والفوضى السائدة على الحدود مع لبنان، بسبب معابر التهريب غير الشرعية، ووجود مسلحين لبنانيين معادين للنظام في دمشق، الذي يتهم حزب الله بدعمهم، بحجة حماية اللبنانيين الساكنين في مناطق متداخلة على الحدود بين البلدين.
الوساطة الأخوية السعودية من المفترض أن تساعد على بناء الثقة بين الطرفين اللبناني والسوري من جهة، كما أن المملكة ستكون الشاهد والضامن لأي إتفاق يمكن التوصل له بين الوفدين اللبناني والسوري، لتنظيم العلاقة الجديدة، وتهدئة الأوضاع المتوترة في المناطق الحدودية.
نجاح القيادة السعودية في جمع الوفدين اللبناني والسوري في جدة، بمثل هذه السرعة، وبعد ساعات من إعلان تأجيل اللقاء الثنائي في دمشق، هو في الواقع إنجاز ديبلوماسي بسيط، قياساً على النجاحات الدولية الكبيرة التي حققتها ديبلوماسية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الأشهر الأخيرة، وفي مقدمتها الإجتماع الرفيع المستوى بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وكان الأول بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، والذي إنتهى إلى نتائج إيجابية، أعادت الدفء إلى العلاقات بين واشنطن وموسكو، وفتحت الطريق لتفاهم لإنهاء الحرب الأوكرانية.
ثم جاءت الإجتماعات الروسية ــ الأوكرانية، والأميركية ــ الأوكرانية في الرياض لتؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه السعودية للتوصل إلى إنهاء حرب إقليمية بين بلدين أوروبيين، وكادت تتحول إلى حرب عالمية مباشرة، بسبب الدعم العسكري الأميركي والأوروبي المفتوح لأوكرانيا. ولكن المساعي التي بذلها محمد بن سلمان للإفراج عن معتقلين  إميركيين في موسكو، وتحرير عدد من الأسرى الروس في أوكرانيا، فتحت الأبواب الموصدة أمام الحل السياسي للحرب الأوكرانية.
اللبنانيون يأملون أن تكون الوساطة السعودية لإجتماع جدة اليوم، بداية لديناميكية جديدة  للدعم السعودي للبنان في عهد الإصلاح والإنقاذ، والتي كان للمملكة اليد الطولى في تشكيل السلطة الجديدة، التي تعهدت بإعادة الثقة بقدرات الدولة، والإمساك بقرار الحرب والسلم، ورفض وجود السلاح خارج المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية.
فهل تكون الرعاية السعودية لإجتماع جدة بداية إهتمام سعودي أكبر بالوضع الهش في لبنان؟