IMLebanon

هل يتحرّك ملفّ عودة النازحين؟

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

قاربت التداعيات السورية على لبنان مرحلة الخطورة ما حدا باللبنانيين اجمع على التحذير من الانعكاسات السلبية لاستمرار تدفق النازحين الذين فاق عددهم اكثر من نصف تعداد اللبنانيين.

الجديد واللافت ولو متأخرا وبعد حين، اجتماع عقد في دارة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في طرابلس شارك فيه فاعليات شمالية من وزراء ونواب وقيادات روحية، ورؤساء سابقون للحكومة، صدر عنه بيان أشار الى ان البحث تركز على مخاطر وابعاد ما جرى في منطقة الساحل السوري وانعكاساته على الشمال اللبناني والمناطق الأخرى. واستنكر المجتمعون ودانوا الاحداث الدامية التي شهدتها وما أدت اليه من تجاوزات يجب ضبطها. واثنوا على توجهات الحكومة السورية لمنع هكذا اعمال إجرامية مشينة وحماية المدنيين من كل أطياف الشعب السوري وتوجهاته وتسهيل عودة النازحين بعدما سقط مفهوم اللجوء المعروف بإعلان جنيف. اللاجئ هو الذي لا يرغب او لا يستطيع العودة الى بلاده. هذا يعني انه لم يعد في لبنان لاجئون بحسب المفهوم الدولي.
وتوجّه المجتمعون الى السوريين واللبنانيين منبهين ومحذرين من مغبة وخطورة التورط من جديد في مواجهات أهلية عنيفة. ودعوا الدولة اللبنانية الى التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية لمتابعة الأوضاع المستجدة في مناطق شمال لبنان الحدودية بفعل التدفق المستجد للنازحين السوريين بسبب الاحداث الدامية في سوريا. وإذ رفضوا التطبيع شددوا على وجوب الاهتمام بطرابلس.

يقول النائب السابق علي درويش المقرب من ميقاتي، لـ”المركزية” في السياق إن الموجة الجديدة من النزوح السوري التي تركزت في طرابلس وجبل محسن تحديدا خلّفت نوعا من الفلتان وجب ضبطه. إضافة لتحصين المنطقة والساحة الداخلية ككل. ما استدعى انعقاده على هذا النحو الواسع وعلى مرحلتين بحيث حضره رؤساء حكومة سابقون وفاعليات سياسية وروحية ليس من طرابلس والشمال وحسب انما من كل لبنان.
أما لماذا اليوم وليس سابقا، فقد كانت المسؤولية مناطة بالحكومة التي وضعت خطة لإعادة النازحين الى بلادهم ولكنها اصطدمت كما نعلم برفض نظام الأسد من جهة وممانعة الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية والهيئات الحقوقية لتقديم المساعدات لهم على الأرض السورية بذريعة ان عودتهم لم تكن آمنة في حينه. الظروف تغيّرت اليوم، وميقاتي عندما زار الرئيس الانتقالي احمد الشرع أخيرا بحث معه في هذا الموضوع وعلى الحكومة الحالية متابعته باعتباره بات متيسرا اكثر من السابق مع انتفاء الحجة الأمنية.
ويختم لافتا الى ان المحادثات اللبنانية – السورية التي انعقدت اخيرا في المملكة برعاية سعودية وان اقتصرت على الجانب الأمني والحدودي، الا انها تبقى مؤملة اكثر من أي يوم مضى، في ان تؤدي الى فتح باب العودة للنازحين الذين بات استمرار وجودهم يهدد لبنان في امنه وصيغته ومستقبله.