IMLebanon

ابحثوا عن سلاح “الحزب” في مكبات النفايات

كتب ريشار حرفوش في “نداء الوطن”:

من كان يتوقّع أن مكبّ النفايات قد يتحوّل إلى موقع استراتيجي لما يسمى بـ “المقاومة”؟ في لبنان، كلّ شيء جائز… انفجار كفرتبنيت الأخير، الذي تبين لاحقاً أنه ناجم عن تفاعل حريق في مكبّ نفايات مع صاروخ مرمي، كشف واحداً من أكثر الأساليب غرابة في تاريخ إخفاء الأسلحة: تحت النفايات.

الانفجار لم يكن عادياً، فالصاروخ، بعد أن اشتعلت فيه النيران، أطلق مقذوفه باتجاه أحد المنازل، مخلّفاً أضراراً داخلية، في منزل يعود لـ “آل جابر”، ما اعتُبر أول الأمر حادثاً عرضياً، فتح الباب أمام سلسلة تساؤلات وتكهنات حول ما إذا كان “الحزب” يستخدم هذه المكبات كمخابئ ظرفية للذخائر، خصوصاً في ظل التطور الدراماتيكي للمواجهات في الجنوب.

مصادر عسكرية علقت لـ “نداء الوطن” بأن فرضية اعتماد بعض مقاتلي “حزب الله” على مكبات النفايات كخطة بديلة أثناء نقل الذخائر تبقى واردة جداً، خصوصاً عند سماعهم تحليق الطائرات الإسرائيليّة المسيّرة فوق رؤوسهم، ما يدفعهم إلى إخفاء الأسلحة فوراً في أقرب نقطة لا يتوقعها الجيش الإسرائيلي، وغالباً ما تكون “مكاناً لا يليق بالسلاح”، كمكبّ للنفايات.

تضيف المصادر، هذه ليست سابقة، فقد ضُبط سابقاً أحد العناصر ينقل الذخائر داخل صهاريج مياه، كما أن “الحزب” أظهر ابتكاراً في تهريب المخدرات عبر الحدود البرية والبحرية والجوية للبنان، باستخدام وسائل لا تخطر على بال أكثر رجال الاستخبارات تمرّساً.

لم تستبعد المصادر العسكرية تخزين الصواريخ في المكبات أو مواقع مشابهة، ضمن بيئة تخزين مدروسة لا تؤثر على سلامة الذخائر أي بعيدة عن أشعة الشمس والرطوبة، مؤكدةً أن “الجيش اللبناني، ومنذ بدء تنفيذ القرار 1701، سيطر على ما لا يقل عن 500 منشأة وبنية تحتية عسكرية، من بينها مخازن أسلحة تابعة لـ “الحزب”، كان بعضها مخفياً بطرق مبتكرة وغريبة”.

في سياقٍ متصل، أعلنت “اليونيفيل” في بيان أمس الثلثاء أن قواتها متواجدة على الأرض في جنوب لبنان، ترصد استمرار الوجود الإسرائيلي والضربات الجوية، وتواصل العثور على أسلحة غير مصرح بها داخل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك منصّات إطلاق صواريخ وصواريخ مضادّة للدروع، والتي تُعدّ كل هذه الأنشطة انتهاكاً للقرار 1701″.