شدّد النائب طوني فرنجية، عبر برنامج “حوار المرحلة” مع الاعلامية رولا حداد على الـ LBCI، على أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ميّزت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان، معتبرًا أن الأمر ليس مفاجئًا نظرًا إلى كونه “حليفًا للولايات المتحدة الأميركية ويحظى بأكبر كتلة نيابية في البرلمان”.
وأبدى فرنجية استغرابه من “تهكّم جعجع مؤخرًا على رئيس الجمهورية”، لافتًا إلى أن “الرئيس جوزاف عون يحتاج إلى الدعم في هذه المرحلة، وهو حريص بما فيه الكفاية على الداخل اللبناني، ويدرس خطواته بدقة، وهذه السياسة تأتي بنتيجة”.
وفي ما يخص الموقف الأميركي من سلاح حزب الله، قال فرنجية: “لم أسمع أن أورتاغوس حدّدت مهلة لسحب السلاح أو لحصره بيد الدولة، كما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري، والقرار 1701 يحتاج إلى مسار واضح لتنفيذه”، كاشفًا عن أن “80% من مراكز الحزب قد تمّ تسليمها، وأن الجنرال الأميركي المسؤول عن لجنة الإشراف على وقف النار غادر لبنان لأن ‘الإسرائيلي فاتح على حسابو'”.
وأكد فرنجية ضرورة الوقوف إلى جانب الجيش اللبناني في ملف حصر السلاح، مشددًا على أن “الكثير سيتحقق خلال السنة الأولى من عهد الرئيس جوزاف عون”.
وانتقد “استغلال ملف حزب الله في الانتخابات”، قائلًا إن “الحزب استُعمل كمادة انتخابية بدلًا من فتح حوار جدي”، مضيفًا: “حزب القوات يُدرّس في التنظيم، ولعبت المعادلة الإقليمية لصالحهم، ومحورهم اليوم متقدّم”.
وفي سياق حديثه عن منطقة الشمال، قال فرنجية إن “زغرتا حُميت في الحرب بالسلاح، وفي السلم بالسياسة، في وقت خسر فيه محور المقاومة”.
وأضاف: “قد تكون المقاومة عبر التكنولوجيا، لكننا اليوم في مرحلة جديدة تتطلب أن نقف جميعًا خلف الدولة اللبنانية”، مشيرًا إلى أن “الجنوب تدمّر، ومن الضروري أن يعود أهله إلى منازلهم، وأن تنطلق ورشة إعادة الإعمار، وهو ما يُفترض أن يشكّل أولوية لدى الرئيس عون”.
وحول الخيارات المطروحة في ظل التصعيد، رأى فرنجية أن “الوقت قد حان لنُثبت للغرب وللإسرائيلي أن الخيار الدبلوماسي هو الأنسب والأكثر جدوى”، معتبرًا أن “مطلب الحزب بانسحاب إسرائيل ووقف الغارات منطقي، لكن مسألة سلاح الحزب باتت موضع نقاش واسع حتى في أوساط مؤيّديه”.
وفي الملف الفلسطيني، قال فرنجية: “نحن نؤيد القضية الفلسطينية، لكن ليس على حساب مصلحة لبنان، وهذا ما يدركه ويعبّر عنه تيار المردة”، مضيفًا: “لم نعد قادرين على الدفاع عسكريًا عن القضية الفلسطينية، وبعد هذه الحرب، هل لا يزال هناك مجال لحل الدولتين؟ بالتأكيد لا”.
وأردف بالقول: “ليتنا لم ننجرّ إلى حرب الإسناد، فقد كانت كلفتها باهظة، ودفعت الطائفة الشيعية ثمنها بشكل خاص”.
كما شدد على رفضه التام لتصريحات أورتاغوس التي شبّهت حزب الله بالسرطان، مشددًا على أن “حزب الله مكوّن أساسي من مكوّنات لبنان، ويجب احترامه كمكون سياسي”.
وأضاف فرنجية: “لم أخرج من عباءة والدي سليمان فرنجية، وهناك اختلاف بسيط في الأسلوب بيننا، لكن المصلحة الوطنية ثابتة في تيار المردة مع مرور الأجيال”، وأوضح أن “لبنان أمام فرصة تاريخية لترسيم كامل حدودنا، وهو ما يجب أن نعمل عليه لتعزيز سيادتنا”.
وأشار إلى أن “ترامب هو رجل سلام لا رجل حرب، وهو يلوح بالقوة التي يتمتع بها لتجنب الحرب”.
وفي ما يتعلق بملف سلاح حزب الله، قال فرنجية: “أتمنى أن يكون ملف سحب سلاح الحزب مسألة داخلية تُناقش مع رئيس الجمهورية، وليس ملفًا خارجيًا يُطرح في العراق”، مضيفًا أن “سياسة العقوبات توصل إما إلى حرب أو تفاهمات كبرى، وأنا أرى أن الأمور بين الولايات المتحدة وإيران تتجه إلى تفاهمات.”
وتعليقًا على تصريحات بعض الوزراء بشأن سلاح الحزب، أكد فرنجية أن “الزلات طبيعية تحصل، وعلينا أن نقف إلى جانب الرئيس عون في هذه المرحلة”، مشيرًا إلى أن “وزير الخارجية يوسف رجّي عليه أن يتحدث بلسان كل اللبنانيين، لا حزب القوات، وأعتقد أن بعض تصريحاته كانت ‘شطحًا’ وهي زلات لسان”.
وأردف فرنجية أن “الاستراتيجية الدفاعية والحوار ليسا تحايلاً على المجتمع الدولي، بل الحوار هو ممر إلزامي، ولن يسلم لبنان في حال التحايل”.
في سياق آخر، دعا فرنجية أورتاغوس إلى “التحدث بنفس الطريقة مع الإسرائيليين، والضغط عليهم أيضًا”، مؤكدًا أن “لبنان يجب أن يتمسك بسيادته بشكل كامل في جميع الملفات.”
وتحدث فرنجية عن ضرورة الإصلاحات في لبنان، مؤكدًا أن “الإصلاحات ليست من أجل صندوق النقد الدولي، بل لأننا بحاجة إليها، فإذا قمنا بالإصلاحات سنستفيد بشكل كبير، وسنحصل على ملياري دولار في وقت قصير، مما يساعدنا على تسديد الدين.”
وكشف فرنجية عن عزمه تقديم قانون يلزم جميع المرشحين للانتخابات النيابية الذين تولوا مناصب في الدولة برفع السرية المصرفية. وقال: “السياسيون يخشون من رفع السرية المصرفية، لكنني أعتزم تقديم قانون يُلزم جميع النواب برفع السرية المصرفية.”
وعن الحكومة الحالية، قال فرنجية: “منحنا الثقة للحكومة بعيدًا عن موضوع تمثيلنا من عدمه، ولكن شعرنا بألا رغبة لدى نواف سلام بتمثيل تيار المردة في الحكومة.”
كما اعتبر أن النائب ميشال معوّض هو من بدأ الحرب في الانتخابات البلدية، مشيرًا إلى أنه “اعتبر اليوم هو الوقت المناسب للقضاء على طوني فرنجية وتيار المردة”، وأضاف: “معوّض قال في البرلمان أثناء إعطاء الثقة للحكومة إنني أمثل المافيا والميليشيا في زغرتا، إذا لم يكن يقصدني في كلامه، فليخرج ويعلن ذلك”.
وتمنى فرنجية أن “يخرج معوّض من الزواريب السياسية كي نتفاهم معًا، وأقول له إن الانتخابات البلدية ليست فرصة لتصفية الحسابات السياسية”. وأكد فرنجية أنه “يؤمن بالحوار، وبعد لقائه بجبران باسيل، سيعقد لقاءً مع النائب سامي الجميل وكافة رؤساء الأحزاب”.
وفيما يتعلق بالتحالفات الانتخابية، قال فرنجية: “لا مشكلة لدينا بالتنسيق والتحالف مع القوات اللبنانية في الانتخابات البلدية”، مضيفًا أنه “أتعامل مع المجتمع المدني في منطقتي، وأعتبر مطالبهم محقة، وألتقي معهم لنتباحث في مصلحة منطقتنا وسبل تحسينها”.
وعن الانتخابات النيابية، أكّد فرنجية أنه “إذا كنت بحاجة إلى حليف في الانتخابات النيابية، فلا داعي لأن أترشح”، كما أشار إلى أن “وليم طوق هو أخ وصديق، ونحن نركز على تقوية رصيدنا بين أبناء منطقتنا، ويمكننا تشكيل لائحة حتى دون تحالف مع أي جهة، وسنخوض معركة قوية، وربما تتشكل تحالفات لاحقًا، واذا تحالفنا مع “القوات” في البلديات ينتهي معوض”.
وفيما يتعلق بمشروع الكورة، قال فرنجية: “مشروعنا في الكورة لا يهدف إلى الربح، والسياسيون في الكورة لم يقدموا شيئًا للمنطقة ولم يخلقوا فرص عمل، أما نحن، فقد زرعنا العديد من أشجار الأرز، وقمنا بإزالة 500 شجرة زيتون غير معمرة، وأنشأنا منطقة للصناعات الحرفية والزراعية مع الحفاظ على الانبعاثات الصفر”، وأضاف: “تعرضنا لحملات افتراء سياسية لا أساس لها من الصحة.”
وأوضح فرنجية أن “كتلتنا مؤلفة من 4 نواب وهم فريد الخازن، وليم طوق، جورج بوشكيان وأنا، ونحن نلتقي بشكل أسبوعي للتباحث في القضايا السياسية والاقتصادية.”
وفيما يخص الوضع الاقتصادي في لبنان، أشار فرنجية إلى أنه “ضد أن يتحمل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة منفردًا كل المشاكل الاقتصادية”، مؤكدًا أن “هناك مسؤولية جماعية في إدارة الأزمة الاقتصادية ويجب أن يتم التعاون بين جميع الأطراف لإيجاد حلول.”
وعن تصريحاته السابقة، طالب فرنجية ميشال معوّض بـ”الاعتذار عن الكلام الذي قاله في جلسة الثقة في البرلمان، حيث أنني أعتبر أنه كان كلامًا غير دقيق”، كما أكد فرنجية إيمانه بالحوار، قائلاً: “أنا مؤمن بالحوار، وقد أزور معراب في أي وقت إذا تطلب الأمر.”
وفيما يخص الانتخابات النيابية، قال فرنجية: “إذا كنت بحاجة لحليف للنجاح، فحينها من الأفضل ألا أكون نائبًا، لأننا نؤمن بالقدرة على النجاح بأنفسنا.”