IMLebanon

مصير السلاح بانتظار المفاوضات الأميركية الإيرانية؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
كلام كثير يقال عن حل مشكلة سلاح حزب لله، وتسليم سلاحه للدولة اللبنانية بعد التشدد الاميركي الذي نقلته الموفدة الاميركية مورغان اورتيغاس مؤخرا، وربطت فيه استتباب الامن والاستقرار في لبنان بنزع سلاح حزب لله، وحصر السلاح بيد الدولة، كما تقديم المساعدات المالية ايضا، وكان اخر ما قاله رئيس الجمهورية جوزيف عون،حسبما نقله  عنه احد نواب كتلة الاعتدال الوطني بأن الحزب يبدي الكثير من المرونة والليونة،وفق خطة زمنية محددة، وقبلها قال امام وفد زاره من الخارج «ان حل موضوع سلاح الحزب يحتاج الى مزيد من الروية والمساحة»، فيما كان موقف رئيس الحكومة نواف سلام اكثر  تشددا عندما قال: «ان سلاح حزب لله اصبح من الماضي»، فيما كانت كل هذه المواقف تواجه بردود فعل رافضة من الحزب، وإن كانت مغلفة تارة بالدعوة الى عقد طاولة حوار وطني لمناقشة هذه المشكلة، وتارة اخرى الى وضع استراتيجية دفاعية حول هذا الموضوع.
لا شك ان التشدد الاميركي ومطالبة كبار المسؤولين اللبنانيين بنزع سلاح حزب الله،استنادا للقرار١٧٠١، وربط الاستقرار وتدفق المساعدات الاميريكية والدولية للبنان، بتلبية هذا المطلب الضروري والملحّ، وضع الدولة اللبنانية امام مسؤولياتها، ووعودها بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط، وقلص هامش تاجيل البت بهذه المشكلة الى الحد الادنى، واوجب عليها اتخاذ الاجراءات والقرارات المطلوبة لانهاء هذه المشكلة، تفاديا لاستمرار الاحتلال الاسرائيلي لبعض المواقع الاستراتيجية جنوبا، ووقف اعتداءاتها المتواصلة على لبنان، ولاستتباب الامن والاستقرار، كما واطلاق ورشة اعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي  والنهوض بالاقتصاد اللبناني.
بالرغم من كل ذلك، ينتهج حزب لله سياسة المراوغة والتقلب في التعاطي مع مسالة نزع سلاحه، تارة بالادعاء بأن اتفاق وقف النار الذي حصل بين لبنان واسرئيل وتنفيذ القرار١٧٠١، يشمل جنوب الليطاني فقط، ولا ينسحب على باقي المناطق اللبنانية، وتارة اخرى بانه لا يجوز الخوض في هذه المشكلة، والاحتلال الاسرائيلي للمرتفعات الخمسة في جنوب لبنان، مايزال مستمرا، ولا يصح ان يطرح هذا الموضوع على بساط البحث قبل الانسحاب الاسرائيلي الكامل من لبنان، فيما الهدف الاساس، رفض البحث باي صيغة لحل مشكلة السلاح بالرغم من محاذير وخطورة تاجيل الحل المطلوب لهذه  المشكلة نهائيا، وتداعياتها الخطيرة، وبينها استمرار لبنان بالدوران في دوامة الازمات المالية والاقتصادية، وانعدام الامن والاستقرار فيه، بينما دوافع تاجيل الحزب لحل مشكلة السلاح، ليست بدوافع داخلية كما هو ظاهر للعيان، وانما استجابة للقرار الايراني الذي يتحكم بحركة ووجهة استعمال سلاح حزب لله، لاستغلاله وتوظيفه لصالح نفوذه الاقليمي، وعلاقته  مع الولايات المتحدة الاميريكية، مايعني باختصار ان حل المشكلة،يبقى رهينة لنتائج المفاوضات الاميريكية الايرانية اليوم في سلطنة عمان.