كتب ناجي شربل وأحمد عزالدين في “الانباء الكويتية”:
أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون العضو في اللجنة الفرعية لتخصيص الاعتمادات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بول غروف خلال استقباله بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، أن «مسيرة الإصلاحات انطلقت وهي حتما لمصلحة لبنان قبل أن تكون بناء على رغبة المجتمع الدولي».
بدوره، أكد المسؤول الأميركي «استمرار المساعدات الأميركية لدعم لبنان».
كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، وقال عون خلال استقباله وفد «الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز – الفرانشايز»: «نعمل على إنجاز الحكومة الإلكترونية بهدف تسهيل معاملات المواطنين وتوفير وقتهم، إضافة إلى الحد من الفساد، لأن المستثمر يحتاج إلى الثقة بالإدارات اللبنانية وبالقضاء».
كما استقبل رئيس الجمهورية المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية د.ربا جرادات، واطلع منها على عمل المنظمة في لبنان ودول المنطقة. وأكدت جرادات «التعاون مع القطاع العمالي والسعي للحد من التأثيرات السلبية على أفراده».
ويتوجه الرئيس عون اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر. وينتقل بعدها إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في زيارة دولة تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
من جهته، استقبل رئيس الحكومة د.نواف سلام في منزله الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط على مائدة فطور.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، أن البحث مع أبوالغيط شمل التطورات في لبنان والمنطقة، «مع التشديد على عمق علاقات لبنان العربية، ومساعدة الأشقاء العرب للبنان على تجاوز الأزمات، انطلاقا من التزامه بإقرار برنامج الإصلاحات، ومساعدته في تثبيت سيادته على كامل أراضيه والضغط لتأمين الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، وبسط الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة بقواها الذاتية».
كما جرى التطرق إلى تطورات الوضع في فلسطين خصوصا قطاع غزة.
وقد اصطحب رئيس الحكومة معه إلى سورية وفدا وزاريا تألف من وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ووزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، ووزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار.
في المقابل، تتعدد الملفات والاهتمامات التي تشغل الحكومة ومعها مختلف شرائح الشعب اللبناني في ظل المستجدات الإقليمية التي تشهد تحركا وتطورا دائمين.
وقال مصدر ديبلوماسي لـ «الأنباء»: «ثمة مرونة دولية تجاه الهامش الزمني الممنوح لسحب السلاح في لبنان، وذلك بفعل المفاوضات الجارية. إلا ان الجهات الدولية ترى أن لبنان لا يستطيع ان يبقى على رصيف الانتظار لفترة طويلة، نظرا إلى ارتباط الملفات وانطلاق عمل مؤسسات الدولة التي تأتي بشكل سلسلة ضمن حلقات مترابطة. وموضوع السلاح يشكل واسطة العقد، ومن دونه لا يمكن تحقيق أي إصلاح أو الحديث عن سيادة لأجهزة الدولة وضبط الأمن. وإلى جانب كل ذلك، فإن موضوع إعادة الإعمار أصبح معروفا للقاصي والداني أنه يرتبط بإنهاء ملف السلاح وحصره بيد الدولة، وما يترتب على ذلك من تداعيات لجهة عدم السماح لأهالي القرى الحدودية بالعودة وحرية التحرك، قبل الوصول إلى حصرية الأمن بيد الدولة».
وفي هذا الإطار، علمت «الأنباء» أن بلديات عدة وجهت دعوات إلى الحزبيين من أبناء البلدات الجنوبية الحدودية بعدم التوجه إليها لتجنب أي تداعيات أمنية على المقيمين ومن عاد من السكان بفعل الممارسات التي تفتعلها القوات الإسرائيلية بحجة أن عناصر حزبية تتحرك تحت هذا الغطاء.
وأضافت المصادر: «يمكن الاستفادة من أجواء التهدئة الإقليمية ودفع الأمور نحو إنجاز الحلول في لبنان من دون انتظار المفاوضات التي قد تستمر لوقت غير قصير». وتابعت: «رغم أنه لا يتوقع لمفاوضات الملف النووي أن تكون ماراثونية على غرار المفاوضات السابقة التي استمرت نحو عقد من الزمن وانتهت باتفاق عام 2015 الذي لم يستمر طويلا، فإن لبنان لا يمكنه الانتظار لسنوات أو أشهر».
على صعيد آخر، تستمر الاتصالات حول موضوع الانتخابات البلدية بعد حسم حصولها وتعذر أي تغيير أو تعديل عليها نظرا لاقتراب موعد الاستحقاق. وتبقى هناك محطتان يتركز الاهتمام عليهما: الأولى تحقيق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في بلدية بيروت والبالغ عدد الأعضاء فيها 24، والثانية اقتراع أهالي القرى الحدودية المدمرة.
وترى المصادر أن عزوف «تيار المستقبل» عن المشاركة، والذي كان دائما يشكل الضامن لتحقيق المناصفة والمشاركة الطائفية، فرض توسيع الاتصالات وتكثيفها بين القوى السياسية على اختلافها، بهدف الوصول إلى لائحة جامعة يشارك فيها الجميع وتضمن هذه المناصفة.
وتشير المصادر إلى ان الانتخابات البلدية في مدينة طرابلس، والتي ستجري في 11 مايو، قد تشكل اختبارا لمدى الالتزام بعدم الاقتراع طائفيا، وتاليا تحقيق المناصفة بالانتخابات في بلدية بيروت، والتي تجري في المرحلة التي تليها 18 مايو.
وفي موضوع الانتخابات في الجنوب والتي ستجري في المرحلة الرابعة والأخيرة في 25 مايو، هناك خشية من عدم استعداد الأهالي للتوجه إلى الجنوب للمشاركة في الانتخابات، أولا لأن بلداتهم ومنازلهم مدمرة، وثانيا التخوف من حصول حوادث أمنية واعتداءات إسرائيلية. وبالتالي، فإن على القيمين على هذا الأمر إما القبول بانتخابات بمشاركه ضئيلة جدا، أو العمل على وضع صناديق الاقتراع في مناطق آمنة وبعيدة عن الحدود.