يراهن ديبلوماسي غربي على أنه لن تمضي الأيام الخمسة التي تفصلنا عن موعد جلسة الإستحقاق الرئاسي النيابية الإنتخابية إلاّ تكون قد توافرت مقوّمات الإجماع أو شبه الإجماع حول العماد ميشال عون الذي (وفق تقدير وحسابات الديبلوماسي المشار إليه أعلاه) قد فُتحت طريق بعبدا أمامه وكذلك أبواب القصر الرئاسي على مصاريعها. معلومات سعادتك؟ يجيب: أولاً – إن وراء العماد أكثرية نيابية كبيرة تبدأ بكتلته العشرينية، تضاف إليها كتلة تيار المستقبل النيابية التي يتناقص فيها عدد الإعتراضيين على قرار الرئيس سعد الحريري بشكل ملحوظ ليستقر على ثلاثة أو أربعة في نهاية المطاف. فكتلة نواب القوات اللبنانية الثمانية والتي لا خروقات فيها. ثم الثلاثة عشر نائباً في كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله). وهؤلاء وحدهم يشكلون الأكثرية المطلقة. ويضاف اليهم الأكثرية الساحقة في نواب اللقاء الديموقراطي (نواب الحزب الإشتراكي وحلفاؤهم الإنتخابيون). ومن اطلع على وقائع الإجتماع الأول للقاء عرف بالضرورة ان شبه إجماع كان بين المتكلمين على التمني على جنبلاط السير بالعماد عون، باستثناء صوتين معارضين أحدهما مروان حماده. والمعلومات المتوافرة تشير الى توجه حلفاء حزب اللّه في 8 آذار (من قوميين وبعثيين) الى تأييد العماد عون وصب الأصوات لمصلحته في صندوق الإقتراع. وبالتالي فإنّ أكثرية نيابية كبيرة من شأنها أن تدعم وصول الجنرال «براحة». ثانياً – إنّ الرئيس نبيه بري سيدرس الوضع بهدوء وروية. وهو، حتى الآن، لن يقترع للعماد عون، ولكنه ليس في وارد العرقلة. وهذا ليس اكتشافاً، إنما هو صدى لموقفه المعروف والذي إزداد ليونة لمجرّد أن «المبادرات الإيجابية الكلامية» من جانب العماد عون وأركانه نحو بري قد لقيت تجاوباً من دولته فبدت تصريحاته، خارج البلد، تتجه نحو الليونة وترطيب الأجواء. أضف الى أنّ دولته لا يتصوّر حاله غير ممثل في الحكومة، كما أن الجنرال عون والشيخ سعد لا يريدانه خارج الحكومة. واضافة أخرى في «مسألة» الرئيس بري وهي ان الإنتخابات النيابية على الأبواب وهو أيضاً في حاجة الى الأصوات النيابية لعودته الى رئاسة المجلس أو أقله لتكون عودة وازنة في حجم النواب المؤيدين. ثالثاً – (ومضى الديبلوماسي يقول): الإشارات الخارجية مهما كانت تصب في مصلحة خيار الجنرال. إما لأنّ الدول ذات الشأن والتأثير (وبلدي منها) منشغلة بأزمات المنطقة، وإمّا لأن ثمة إجماعاً على ضرورة ملء الشغور الرئاسي في لبنان لألف سبب وسبب. فالإشارات الآتية من روسيا واضحة: امشوا بمبادرة الحريري – عون. الإشارات الأميركية هي أيضاً واضحة من خلال تفسير كلام جون كيري (الذي لم يكن بمبادرة منه بل رداً على سؤال صحافي عابر)… تفسيره بما يتوافق مع المبادرة. فرنسا رحّبت وترحب وتستعجل الإستحقاق. وكذلك الڤاتيكان، السعودية موقفها لا يقبل إجتهاداً (…) الإتحاد الأوروبي يستعجل، هو أيضاً، الإستحقاق من دون الدخول في بورصة الأسماء. رابعاً – كلام البطريرك، إثر لقائه عون يوم الإثنين الماضي، كان واضحاً وضوح الفرحة التي ارتسمت معالمها على أمائر وجهه. ولدى سؤال الديبلوماسي الغربي، أخيراً وليس آخرا: هل ثمة عائق ما غير منظور؟ أجاب: لا عوائق غير منظورة، أمّا اللامتوقع فتلك مسألة قضاء وقدر كما تقولون في منطقتكم.