Site icon IMLebanon

أبقوا “الله” خارج شروركم

هذا المقال ليس عن الدين. ولا يهدف إلى إقناعكم بأي شيء ديني. على النقيض تماماً، إنه فقط عن البشر وسياساتهم وشرورهم وكيف يحمّلون الدين – لوماً أو تبريراً – مسؤولية كل شيء، أو أسوأ من ذلك يحمّلون “الله” – إلههم أو إله الآخرين – المسؤولية.

يختبئ الشر الآن خلف الدين ويعوّل على الشعارات والرموز التي تغسل الأدمغة وتُخضعها لسطوتها، فيتجنّب بذلك الانتقادات لأنه يستخدم اسم الله في سياقات متعدّدة.

لا، “الله” لا يملك “حزباً” ولا “جيشاً” ولا “ناطقين باسمه”. إذا كنتم تعتقدون أن لله أحزاباً أو جيوشاً أو ناطقين باسمه، فأنتم تحتاجون إلى عناية متخصّصة وعلاج جدّي قبل انضمامكم إلينا في القرن الحادي والعشرين.

إذا كان ثمة من يدّعون أنهم يتكلّمون باسم “الله” وينفّذون إرادته على الأرض، فهذا لا يعني أنهم كذلك فعلاً. إذا غلّفت مجموعة من المعتوهين شرورها في علم يحمل اسم “الله”، فهذا لا يعني أنها لا تُمَس أو انها بمنأى عن الانتقاد. بل العكس هو الصحيح؛ فوفقاً للمنطق السليم، سلوكهم يجعلهم مرشّحين بامتياز للاجتثاث لأنهم أعداء “الله” كما تعرفونه.

عندما يلعب الأولاد لعبة اللصوص والشرطة، والطبيب والمريض، والزوج والزوجة، لا يصبحون كذلك في الواقع. وهذا ينطبق تماماً على من ينصّبون أنفسهم مدافعين عن “الله” أو ممثّلين له. ولكن عندما يتبع الأشخاص تلك المزاعم المعتوهة كما العميان، فهم يمنحونها صدقية زائفة. وهكذا تصبح الأكذوبة حقيقتنا المرّة، وإذا لم تقفوا في وجه الأكاذيب، تتكاثر ويصبح من الأصعب تحدّيها. وفي نهاية المطاف، يصبح من المستحيل محاربة الجنون عندما يتحوّل أصحاب المنطق قلّة قليلة.

تنجح لغة الخوف في ترويع الجماهير، وإلا ما كانت الأديان لتزدهر بالطريقة التي انتشرت بها عبر القارات والثقافات. السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو الآتي: أياً كان ديني، هل يجعلني مواطناً أفضل في هذا العالم؟ هل أنا مشارك فاعل في عالمنا الشاسع أم هل أنزوي في زاوية وأتحوّل أكثر فأكثر شخصاً لا قيمة له؟ إنه سؤال فلسفي غير مرتبط بمكان معيّن.

لا يهمّني ما هو دينك. ما يهمّني هو أفعالك وأقوالك. فهي تحدّد شخصيتك. وإضافة كلمة الله في أي شكل أو صيغة لا تغيّر شيئاً في شرّك أو خيرك أو نياتك أو أهدافك.

اتركوا “الله” وشأنه، لأنني بالتأكيد لن أربط الله بأعمالكم، ولن أرحمكم في حكمي عليكم لمجرد استخدامكم اسم الله الذي يجسّد مفهوماً أسمى بكثير لستم جديرين بأن يُقرَن ذكركم به.