Site icon IMLebanon

أحداث العراق تحرك «خلايا نائمة».. لبنانياً

عملية استباقية للجيش في جرود عرسال

أحداث العراق تحرك «خلايا نائمة».. لبنانياً

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والعشرين على التوالي..

خطر الفراغ بدأ يكبر، خصوصاً أنه يتقاطع للمرة الأولى منذ ولادة الحكومة، مع معطيات أمنية خطيرة كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري سباقا في التحذير منها، نتيجة تداعيات التطورات الإقليمية على لبنان في ضوء الفراغ الرئاسي.

فقد استحوذ اجتياح «داعش» الموصل ومدناً ومناطق عراقية عدة عند مشارف بغداد، على اهتمام لبناني كبير، سياسيا وأمنيا، واتخذت الأجهزة العسكرية والأمنية في الساعات الـ48 الأخيرة إجراءات استثنائية، ربطا بمعطيات عن احتمال قيام «خلايا نائمة» تابعة لـ«كتائب عبدالله عزام» في لبنان بأعمال أمنية، قد تعيد الى الأذهان صوراً سوداء.

وقد اتخذت إجراءات حدودية وأخرى في بعض المناطق (ومنها محيط بعض المخيمات)، وستُعقد اجتماعات عسكرية وأمنية في الأسبوع المقبل لأجل اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية. كما لوحظ أن الحواجز الأمنية الرسمية عند مداخل الضاحية الجنوبية شددت إجراءاتها في الساعات الأخيرة.

في هذا السياق، نفذ الجيش اللبناني، امس، عملية عسكرية في منطقة عرسال وجوارها وأحد مخيمات النازحين السوريين في وادي حميد قرب البلدة، التي كانت مؤخرا مسرحا لاشتباكات مسلحة وتصفيات وأعمال خطف، وذلك في ضوء ورود شكاوى متكررة من النازحين في المخيم نفسه.

ووصف مرجع أمني العملية العسكرية التي قام بها «الفوج المجوقل» بتغطية جوية من مروحيات الجيش وبتعزيز القوى على الأرض، بأنها «وقائية واستباقية فرضتها التطورات الأخيرة وبينها حوادث خطف وقتل في منطقة عرسال وجرودها».

وإذ أكد المرجع لـ«السفير» أن العملية مستمرة لفرض الأمن في هذه المنطقة ولن تقف عند حدود ما أُنجز أمس، أشار إلى تزامنها مع إجراءات أمنية مشددة في مختلف مناطق انتشار القوى العسكرية والأمنية، وذلك وفق خطة تهدف إلى ما يلي:

÷ التضييق على الجهات (والأفراد) التي يشتبه بعلاقتها بالفئات التكفيرية والإرهابية (وقد تم توقيف بعضهم مؤخرا).

÷ تشديد الإجراءات الأمنية في كل مناطق الانتشار، وخاصة «المناطق الحساسة»، منعاً لاستغلال الوضع من قبل بعض «الخلايا النائمة» التي قد تحاول تسميم الأجواء اللبنانية، وسحب النار العراقية في اتجاه لبنان.

÷ إقفال مسارب المسلحين على الحدود اللبنانية السورية، في الاتجاهين، حيث تملك القوى الأمنية معلومات حول وجود مجموعات مسلحة بأعداد كبيرة فرت من منطقة القلمون إلى الجرود السورية المقابلة لمنطقة عرسال. وبحسب المعلومات الأمنية، فإن وحدات الجيش أحكمت السيطرة على التلال المشرفة على عرسال والمواجهة للجرود في الجانبين اللبناني والسوري وقطعت بعض المسارب. ورُصدت عمليات فرار لمجموعات مسلحة كانت ترابط بالقرب من الحدود اللبنانية.

÷ التدقيق في بعض المعلومات التي تحدثت عن وجود سيارات مفخخة (تم تداول أعدادها وأرقام لوحاتها وطرازها وحتى بعض أماكن وجودها).

÷ الحؤول دون تحوّل مخيمات اللاجئين إلى بيئة حاضنة لبعض المجموعات الإرهابية، وفي هذا السياق تندرج عملية أمس، التي انتهت الى إلقاء القبض على أحد عناصر «كتائب عبدالله عزام» التابع لتنظيم «القاعدة» ويدعى ز.ع.أ. (سوري الجنسية) وعلى خمسة سوريين آخرين على صلة بتنظيمات إرهابية، وعُثر في حوزتهم على كاميرات تصوير وأجهزة كومبيوتر وأقراص مدمجة تتضمن دروساً في كيفية التفخيخ والتفجير وتثبت اشتراكهم في تدريبات مع مجموعات إرهابية، وكذلك قتالهم على الأراضي السورية، فيما يستمر البحث عن آخرين.

إبراهيم: تقدم في ملف المخطوفين

في غضون ذلك، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لـ«السفير» أن زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق الى الدوحة حققت نتائج إيجابية على صعيد ملف عدد من المخطوفين اللبنانيين الموجودين بحوزة مجموعات مسلحة محددة الهوية. وقال إنه بتوجيهات من وزير الداخلية اجتمع الى عدد من المسؤولين الأمنيين القطريين وتم الخوض في بعض التفاصيل، «وقد لمسنا تجاوبا قطريا لا بل اندفاعا لحل هذه القضية».

أضاف ابراهيم أن هذه الصفقة ستكون شبيهة بالصفقات السابقة (تبادل)، وتشمل المصور الصحافي سمير كساب (الزميل في «سكاي نيوز»). ونفى حدوث أي خرق في قضية المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، مؤكدا «أننا ما زلنا في المربع الأول، أي تحديد الجهة الخاطفة»، لكنه قال إنه مستمر في العمل لإماطة اللثام عن هذه القضية بأسرع وقت ممكن.

أبو فاعور يلتقي الحريري

من جهة ثانية، استقبل الرئيس سعد الحريري في مقر إقامته في الدار البيضاء في المغرب وزير الصحة وائل ابو فاعور موفدا من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، وجرى خلال اللقاء اتصال بين الحريري وجنبلاط اتفقا خلاله على لقاء بينهما «في موعد يحدد لاحقا»، كما جاء في البيان الذي وزعه المكتب الإعلامي للحريري.

يذكر أن جنبلاط سيتوجه الأسبوع المقبل الى باريس للقاء الرئيس السابق ميشال سليمان، وقال لـ«السفير»، أمس، انه أوفد أبو فاعور الى الحريري في المغرب لمعرفة ما اذا كان اللقاء بينهما في باريس ممكناً في غضون الأيام القليلة المقبلة.