Site icon IMLebanon

أحداث المنطقة مُتجهة لتطوّرات دراماتيكيّة لبنان لن يكون بمنأى عنها

بدأ الملل يتسرب الى الاعلاميين المولجين بتغطية ومتابعة ومواكبة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، اذ وكالعادة تأجيل جديد وموعد اخر وهكذا دواليك، وهذا الامر لم يفاجئ المتابعين لمسار الاوضاع التي ترافق هذه المسألة، باعتبار ساعة الحسم لم تدن بعد تقول مصادر متابعة للملف الرئاسي ومن الاخر كما يردد الكثيرون فان انتخاب رئيس عتيد للجمهورية اللبنانية لم ولن يحصل اليوم ولا غدا ولا بعد مئة سنة الا في سياق توافق اقليمي ولا سيما من خلال تقارب المملكة العربية السعودية وايران، بمعنى اوضح حصول تسوية على غرار التسويات التي حصلت ابان الازمات اللبنانية واخرها تسوية الدوحة التي لم يكتب لها النجاح وفرطت مبكرا ولا تزال اشلاؤها تتناثر فوق الاراضي اللبنانية من خلال الخلافات السياسية بين المكونات كافة ولا سيما 14 و8 آذار كونهما يجمعان كل القوى السياسية والتيارات الحزبية.

من هذا المنطلق، ولدت جلسة الاربعاء المنصرم لانتخاب رئيس عتيد للجمهورية ميتة كما اخواتها الاخرين منذ ان بدأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري يحدد الجلسة تلو الجلسة، وهنا تكشف المصادر انه لا يوجد حتى الساعة اي بصيص امل او كوة صغيرة يمكن النفاذ منها لانتخاب الرئيس المقبل بل الامور «مسكرة عن بكرة ابيها»، وذلك مرده الى الاحداث التي تجري في المنطقة وهي من العيار الثقيل والحجم الكبير وتحديدا احداث غزة حيث بدأت تهز الحدود اللبنانية الشمالية في وقت ان الحدود مع سوريا ومن كل الجهات «فارطة» وسائبة وكل يغنى على ليلاه من قصف وخطف ونازحين ومن كل ما هب ودب. لذا ثمة استحالة في هذه المرحلة لولوج الاستحقاق الرئاسي في فترة قريبة وبالتالي التقارب بين الاطراف السياسية من 14 و8 اذار كونه لم يحن بعد ساعة التسوية العالقة في صراعات المنطقة ولا سيما التطورات الدراماتيكية من غزة الى العراق وسوريا الى الساحة المحلية الهشة والقابلة للاهتزاز في اي توقيت وحيث احداث هذه الدول تترك تداعياتها السلبية على الداخل اللبناني وذلك اضحى امرا مألوفا لا يحتاج لاجتهادات وتبصير.

ويبدو بحسب المصادر المذكورة ان المنطقة مقبلة على تطورات بالغة الاهمية وستطال شظاياها الساحة المحلية والتي غالبا ما تحتضن صراعات المنطقة وكما يقال عندما كانت تمطر في موسكو كان الشيوعيون يحملون «الشماسي» في بيروت وحولا وعماطور ومعظم المناطق الشيوعية، فكيف الحال في هذه المرحلة حيث معظم الاطراف لها ارتباطات اقليمية والمنطقة تغلي فسوريا مشتعلة والعراق حدث ولا حرج وحرب غزة تأكل الاخضر واليابس.

ولفتت الى ان ما جرى في الاونة الاخيرة من حوارات اعادت شيئا من بصيص الامل سرعان ما تبخرت على ضوء ما جرى من اطلاق مبادرات وطروحات ادت الى خدش هذا الحوار لا سيما بعد مبادرة وطروحات العماد ميشال عون ورده «الميني سلبي» على مبادرة الرئيس سعد الحريري. ما يعني التعويل على الحوار والتواصل والتآلف بين هذا المكون السياسي وذاك بات ايضا امرا مستحيلا في هذه المرحلة. واشارت الى ان هذه العناوين المذكورة تفضي الى صعوبة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الاجواء باعتبار المعطيات المتوفرة من جهات داخلية واقليمية ودولية تؤكد ان الشغور طويل ويحتاج الى توافق اقليمي، الامر غير المتيسر ربطا بالاحداث والتطورات المشتعلة في المنطقة.