Site icon IMLebanon

أميركا تتمنى تجنُّب لبنان حرباً أهلية!

عن سؤال: هل سيرشّح رئيس الوزراء الأوكراني الموقت الذي زار واشنطن نفسه لرئاسة الجمهورية؟ أجاب المسؤول الرفيع نفسه في “إدارة” أميركية ثانية مهمة لها علاقة بقضايا عدة إحداها الإرهاب، قال: “كلا. هناك غيره للترشيح مثل السيدة تيموشنكو”. علّقتُ: رجل الدولة لا مكان له. المكان هو للاوليفارشية الأوكرانية. ثم تناول الحديث إيران، فسألته إذا كان يعتقد أن المفاوضات النووية معها ستنجح وخصوصاً في ظل تناقض توقعات أهل واشنطن حيال هذا الموضوع. اذ يعطيه بعضهم نسبة نجاح 50 في المئة في حين يعطيه بعضهم الآخر60 في المئة. أجاب: “نسبة 60 في المئة كبيرة وربما أكبر من النسبة الواقعية. الرئيس أوباما قال إن نسبة النجاح تبلغ 50 في المئة. لا أستطيع القول إن المفاوضات الجارية ليست جدّية. لكنها قد تكون طويلة وموضوعاتها كثيرة ومتشعّبة. فلننتظر”. وعن السؤال نفسه، أجاب عامل نشِط في الإدارة نفسها، فقال: “الاتفاق محتمل في رأي وزارة الخارجية الاميركية، والبيت الأبيض يأمل في التوصل اليه. أما وزارة الخزانة فلا تعتقد أنه سيتم. على كلٍّ، ساهمت العقوبات في بدء الحوار أو التفاوض المذكور، اذ انخفض إنتاج النفط الإيراني إلى النصف. وبدأ تذمر شعبي كان يمكن أن يترجم نفسه بتظاهرات لو لم تبدأ المفاوضات. في أي حال ستستمر وزارة الخزانة في إعداد العقوبات”. سألت: هل رفعتم عقوبات معينة فرضتموها على إيران سابقاً؟ وهل أنتم مستعدون لرفع المزيد منها في حال حصل تقدّم جوهري وحقيقي في المفاوضات؟ أجاب المسؤول الرفيع نفسه: “لم تُرفع العقوبات. قمنا ببعض التسهيل فقط. وطبعاً نحن نستعد، اذ ان أحداً لا يعرف ماذا سيحصل”. ماذا عن الوضع في سوريا؟ سألت. أجاب بسؤال: “لو كنت أميركا ماذا كنت تفعل؟” أولاً، لست أميركا ولست أميركياً. لكن أقول لك لو سألتني عن لبنان أن لا حل لمشكلاته وأزماته من دون حل الأزمة في سوريا ووقف الحرب الأهلية فيها. انا أرى أن تفاهم روسيا وأميركا ضروري لإنهاء محنة الشعب السوري. لكن أرى في الوقت نفسه أنه لن يُنفَّذ اذا لم يلقَ قبولاً إيرانياً. أما اذا توصلت أميركا وايران إلى تفاهم، فإنّ من شأنه حل الأزمة السورية وإن من دون موافقة روسية، علماً أنها ضرورية. سأل: “هل هناك احتمال لإضعاف “حزب الله” في لبنان”. أجبت: الاحتمال موجود وقد يتسبَّب به انخراطه في حرب أهلية لبنانية جراء استدراج أعدائه، او انهيار “الهلال الايراني” أو التفاهم مع أميركا. لكن ذلك لن يؤدي ابداً الى إضعاف شيعة لبنان ويجب أن لا يؤدي الى ذلك لأنه لا يخدم الاستقرار في البلاد. علّق منهياً اللقاء: “في سوريا لا يمكن إنكار ان بشار الاسد سيئ. لكن الوضع الارهابي داخل سوريا سيئ ايضاً ولا يمكن قبوله لأنه يشكل خطراً كبيراً على الداخل والخارج. لذلك لا بد من التعاطي مع الموضوع السوري بدقة”.

ماذا في جعبة مسؤول في “إدارة” أميركية ثالثة مهمة تعرف الشرق الأوسط وتتابع الارهاب المتفشّي في دوله؟ بدأ اللقاء بكلام على لبنان، قال: “لبنانياً، أنا متفائل باعتدال. أعرف الانقسامات الطائفية والمذهبية في بلادكم ومشكلاتها. لكن أتمنى، كما تتمنى أميركا، أن يكون اللبنانيون تعلَّموا من دروس الماضي وأبرز ما جرى فيه حرب 1975 – 1990. والتعلُّم يعني عدم دخول أتون حرب جديدة مرة ثانية. ويعني أن لا يحوّلوا بلادهم جزءاً من ساحة الحرب السورية. هناك أمور ثلاثة مطلوبة. يجب أن تكون للسنّة المعتدلين قيادة تحفظهم وتحمي وجودهم ولا تسمح بأن يقضمهم التطرف الجهادي (السنّي) جراء المذهبية الطاغية عند المسلمين اليوم. فالسنّة والشيعة اللبنانيون تقاتلوا ويتقاتلون في سوريا. وهذا أمر لا يمكن إنكاره. لكن لا يبدو أنهم يريدون نقل هذه الحرب الى لبنان. هل هذا صحيح أم لا؟ طبعاً هذا شرط ينطوي على مشكلات لأننا إن تعاطفنا مع 14 آذار، وان لم نكن متعاطفين مع 8 آذار، لا نتخذ مواقف عاطفية. سعد الحريري (الرئيس السابق للحكومة) غائب عن لبنان. أين هي القيادة السنّية فيه؟ انها مرتبكة. الجمهور السنّي المعتدل، وبسبب خوفه من الشيعة والعلويين، ربما يتعاطف مع طروحات الإسلاميين السنّة المتشدِّدين في لبنان وفي سوريا، وإن كان لا يحب العيش في دولة يحكمونها وفي ظل نمط حياة لم يعتد عليه”. ما هو الأمر الثاني المطلوب؟ سألت.