Site icon IMLebanon

أنا أوالإرهاب !

سعد الحريري قال: انا او… الارهاب!

انا بما، وبمن امثل داخلياً، وعربياً ودولياً. هل فات الآوان على هذا الكلام بعدما تفلتت الغرائز وظهرت الذئاب التي ترعرعت فينا ومنذ الجاهلية على الملأ…؟

لاحظنا عبر الشبكة العنكبوتية التعليقات المقززة حول كلام الشيخ سعد. يفترض به ان يحمل الراية السوداء ويتقدم الصفوف ليبايع مولانا الخليفة كما لو ان بعض النواب وبعض الشيوخ لم يفعلوا ذلك ولم يسخروا من كل موقف متزن فالآن زمن الادغال زمن الجلابيب وان قيل ان جاذبية المال اكثر حساسية بكثير من جاذبية الايديولوجيا.

ولكن الم يستخدم كل ذلك المال وعلى مدى عقود لتسويق الايديولوجيات التي ومرة اخرى تليق بالقردة دون المخلوقات البشرية ؟

من صنع تلك الحالة في عرسال ؟ ومن شق الطرقات امام المغول؟ بل من شق الصدور امام المغول ودون ان تكون المهمة سهلة امام سعد الحريري على امل الا يكون قد عاد بعد فوات الآوان. لو كان هناك رفيق الحريري هل كان يمكن ان تنشأ ظاهرة احمد الاسير في صيدا وان يتفوه بعض النواب بما يتفوهون به(او بما يتقيأونه) وان يتحول بعض رجال الدين الى نافخين في الابواق؟ اكثر من ان تكون ابواق جهنم.

كلنا نفخنا في الابواق لكي نصل الى تلك اللحظة التي نسأل فيها اين هو لبنان واين هم اللبنانيون الذين طرب بعضهم لمصطلح «حكومة ربط النزاع» فهل هذا وقت اللعب على المحاور او هو وقت اللعب على الازمات عندما يكون التصدع على هذا المستوى الكارثي وحين يكون هناك من ظل يراهن على ابي بكر البغدادي وجحافل ابي بكر البغدادي حتى ظهر ابو حسن الفلسطيني في عرسال لا ليدق ابواب اللبوة او رأس بعلبك او القاع او الفاكهة بل ليدق ابواب الداون تاون في بيروت بعد اقامة الامارة من شمال البقاع الى شمال لبنان…

ولنقل ان الشيخ سعد عاد لا لينقذ تيار المستقبل ممن احترفوا تسويق الزبائنية والغرائزية والانتهازية ولا لينقذ الطائفة السنّية والسنّة اهل الامة من حملة السواطير بل ليساهم في انقاذ لبنان. لاننا كلنا نتعامل داعشيا مع لبنان…

ولـتكن الخطوة الاولى بالنظر الى الحكومة على انها ليست حكومة ربط نزاع بل حكومة العقد الوطني لا العقد المذهبي او الطائفي…المصطلح اياه يعني وكما كتبنا سابقاً اننا ماضون نحو شرعة تعاقدية او ميثاقية اخرى تفضي الى احداث تغيير بنيوي وفلسفي في الصيغة التي نرفض ان تكون صيغة العيش المشترك كما لو ان الذي يجمعنا هو رغيف الخبز على اهميته بل هي صيغة الحياة المشتركة.

نحن الآن بحاجة الى رؤية اخرى مفهوم آخر وآلية اخرى لنكون سوية في صناعة الحياة. قال لنا دوغلاس كنيدي انكم تعانون «ازمة حياة». تلاحظون عندنا وفي كل مجتمع عربي آخر ان الموت هو الذي يجر الحياة.

ندرك بدقة، مأزق الرئيس الحريري الذي عليه ان يقاتل داخل الغابات. مليار دولار من اجل الجيش والقوى الامنية. نتصور ان ثمة مليار دولار آخر وصل في الظل من اجل اعادة «تأهيل» من اخذ بغواية الايديولوجيا ايديولوجيا الرعاع بعدما جف المال او نصب.

لا نتقن صناعة النصائح ولا نستسيغها ولكن الا تكون الخطوة الاولى بالخروج من منطق تعليب الطائفة ثمة قوى وادمغة وقامات داخل الطائفة تم اقصاؤها (بهيج طبارة مثالا ) لمصلحة الببغاءات او المرتزقة الذين كان الرئيس رفيق الحريري يعرفهم واحداً واحداً ويعرف ما هو ثمنهم ويفترض ان يعرفهم الرئيس سعد الحريري لا لكي يتعايش معهم بل لكي يطردهم من الهيكل.

اجل ايها الشيخ سعد…اطردهم من الهيكل وكن سعد الحريري الذي يدرك ان ما يحدث في سوريا واياً كان النظام انما يتوخى تفكيك وتفجير المنطقة باسرها. التوراة قالت «وتزول دمشق من بين المدن وتصبح ركاماً من الانقاض». دمشق البهية التي يعني موتها موت كل المدن.

من لم يلاحظ اننا كعرب نعامل اميركياً واوروبياً كما الحثالة. جحافل ابي بكر البغدادي اصبحت على تخوم بغدادراح الاميركيون يراوغون (عرب ضد عرب) حتى اذا ما اقتربت الجحافل من اربيل وبعدما مضى مسعود برزاني بعيداً في التواطؤ مع رجب طيب اردوغان اهتز البيت الابيض واهتزت تلة الكابيتول وراحت الطائرات الاميركية تختال في العراق دفاعاً عن كردستان المقدسة.

لا بأس ان تسقط الموصل ومعها بغداد. لا بأس ان تسقط مكة. اربيل لا. هل يحدث هذا شغفا بالاكراد الذين مثلنا وقود في لعبة الامم ام لان مشروع الشرق الاوسط الجديد صنع خصيصاً ليمشي فوق هياكلنا العظمية؟

حتى الآن نلعب لبنانياً لعبة داعش ومن وراء داعش. سعد الحريري قال انه سيمد يده في كل الاتجاهات. ثمة من زرع الالغام حول بيت الوسط ليبقى الرجل في تلك الغربة القاتلة. اما نحن فنقول اهلاً بك في تفكيك الالغام وفي توحيد الصفوف. وليسقط…. الاصطفاف!