«داعش» تذبح صحافياً اميركياً ثانياً وتهدد رهينة بريطانية بالمصير ذاته
أوباما : سندمر «تنظيم الدولة الاسلامية» وبريطانيا «كل الخيارات محتملة»
اكدت الولايات المتحدة صحة الفيديو الذي يظهر اعدام الصحافي الاميركي ستيفن سوتلوف على ايدي عناصر من تنظيم «داعش»، كما اعلن البيت الابيض امس.
وقالت كايتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الامن القومي ان «الاستخبارات الاميركية حللت الفيديو الذي بث في الاونة الاخيرة ويظهر المواطن الاميركي ستيفن سوتلوف وتوصلت الى تاكيد صحته». وانه حقيقي، وبدا أن الرجل الذي ظهر في الفيديو ويفترض أنه ينفذ الإعدام هو نفس الرجل الذي يتحدث الانجليزية بلكنة بريطانية في التسجيل المصور في 19 من آب الذي عرض لقتل الصحفي الأميركي جيمس فولي.
واختطف سوتلوف العام الماضي في سوريا.
وظهر الشهر الماضي في نهاية فيديو يظهر قتل الصحفي جيمس فولي بطريقة مماثلة.
وكانت والدة سوتلوف قد ناشدت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية إطلاق سراح ابنها بعد قتل فولي.
ويظهر مقطع الفيديو رجلا ملثما مع سوتلوف، الذي كان يرتدي ملابس برتقالية.
وأوضح الملثم أن قتل سوتلوف يأتي ردا على الغارات الأميركية.
وقال: «عدت يا أوباما، عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة تجاه الدولة الإسلامية…على الرغم من تحذيراتنا الجدية.» وأضاف: «ننتهز هذه الفرصة لنحذر تلك الحكومات التي دخلت في هذا التحالف الشرير مع أمريكيا ضد الدولة الإسلامية كي يتراجعوا ويتركوا مواطنينا بمفردهم.»
واختطف سوتلوف قرب مدينة حلب في شمالي سوريا في آب 2013 ، وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتدمير تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال إن بث التنظيم فيديو ذبحه الصحفي الأميركي ستيفين سوتلوف «لن يرهب الولايات المتحدة». وحذر أوباما قائلا «باعنا طويل وسوف تتحقق العدالة». وقال الرئيس أوباما – الذي كان يتحدث في إستونيا – إن الذبح «عمل مريع من أعمال العنف، ولا يمكننا تصور الألم الذي يعانيه محبو ستيفين الآن. إن بلدنا يشاركهم الحزن».
وأضاف «بغض النظر عما يفكر هؤلاء القتلة في تحقيقه من وراء قتل أميركيين أبرياء، مثل ستيفين، فإنهم فشلوا بالفعل». وقال إن الولايات المتحدة سوف تشكل تحالفا «لتقليص وتدمير» التنظيم.
واشار الرئيس الأميركي إن القتلة «فشلوا لأن الأميركيين، والناس في أنحاء العالم، صدمتهم بربريتهم. ولن يرهبنا هذا. بل إن أعمالهم المرعبة توحدنا كبلد، وتقوي عزمنا». وأكد «أن أولئك الذين يرتكبون خطأ إيذاء الأميركيين، سوف يتعلمون أننا لن ننسى، وأن باعنا طويل، وأن العدالة ستتحقق».
وقال أوباما إن استراتيجية الولايات المتحدة هي «ضمان ألا يستمر تهديد تنظيم الدولة الإسلامية للمنطقة». لكن أوباما حذر بأن تلك الاستراتيجية ستستغرق وقتا وجهدا.
كيري
من جانبه، توعد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بأن تقتص الولايات المتحدة من قتلة الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف اللذين قطع متطرفون من تنظيم «داعش» رأسيهما.
وقال وزير الخارجية الأميركي في بيان «عندما يقتل إرهابيون في أي مكان من العالم رعايانا ستحاسبهم الولايات المتحدة مهما طال الوقت، فليعرف الذين قتلوا جيمس فولي وستيفن سوتلوف في سوريا أن الولايات المتحدة ستحاسبهم أيضا أيا يكن الوقت الذي سيستغرقه ذلك».ووصف إعدام سوتلوف بأنه «ضربة في الصميم» و«وحشية ترقى إلى القرون الوسطى».
كذلك عقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعاً للجنة الازمات التي تعرف باسم «كوبرا» لبحث ردها على تهديد «داعش» بقتل رهينة بريطاني.
وقد تبنى مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية» ذبح الصحافي الأميركي الثاني ستيفن سوتلوف. وبحسب ما ظهر في العنوان الفرعي للفيديو في الدقيقة 1.35، كشف التنظيم عن وجه الرهينة الثالثة وهو البريطاني «دايفيد كاوثورن هاينز»، مهددين بذبحه أيضاً ما لم يتم تلبية مطالبهم المعروضة في الفيديو.
وكشفت قناة The Wire الأميركية في تقرير لها أن «هاينز مواطن بريطاني»، مشيرةً إلى أنه «شغل منصب مدير أمن منظمة «اللاعنف» الدولية في جنوب السودان، مؤكدةً المنظمة في بيان، أنه «حين اختطف على يد التنظيم، لم يكن يعمل لديها، إذ أنهى عمله في المنظمة في آب 2012».
ولفتت الصحيفة إلى أن «منظمة «اللاعنف» هي منظمة لا تستهدف الربح، بل تهدف إلى تربية وتدريب الناس والجماعات والحكومات على ممارسة العمل اللاعنفي من أجل التغيير الاجتماعي والسياسي»، في إشارة إلى أن هاينز كان بعيداً تماماً عن أعمال العنف ويحب أن كون شريكاً في العمل الخيري ويساهم في مكافحة كل أشكال الإرهاب.
وأشارت القناة إلى أن «هاينز انتقل للعمل بعدها كمدير استشاري في يوغوسلافيا مع شركة «أستريا»، وهي شركة توريد معدات للمطابخ، من تشرين الأول 2012 حتى عملية الإختطاف».
وذكرت الصحيفة أن هاينز متأهل وله طفلة، عاش فترة قصيرة مع أسرته في كرواتيا قبل اختطافه، وفي حين لم يعرف تاريخ اختطافه حتى الساعة، تشير المعلومات إلى أن «هاينز اختطف في أوائل عام 2013 في سوريا».
وقال زميل هاينز في منظمة: زميلٌ لنا اختُطف منذ بضعة أشهر، وكنا نأمل أن يفرج عنه قريباً».
وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أعلن أن الحكومة ستبحث «كل الخيارات المحتملة» لحماية الرهينة البريطاني المحتجز لدى (داعش) ديفيد كوثرون هاينز، بما في ذلك توجيه ضربات جوية. وكان المسلح هدد بذبح البريطاني خلال عملية ذبحه للصحافي سوتلوف، ولم يعرف من هو هاينز. وأضاف هاموند، عقب اجتماع لجنة الحكومة للطوارئ المعروفة باسم كوبرا، أن «التحليل الأولي» للفيديو، يظهر أنه صحيح. وكشف وزير الخارجية البريطاني عن محاولة فاشلة لإنقاذ الرهينة البريطاني، وقال إن الشخص الملثم الذي ظهر في فيديو قتل سوتلوف، يبدو أنه هو نفسه الذي نفذ قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي، قبل أسبوعين.
وكشفت صحيفة «تايمز» البريطانية عن أهم محطات حياة الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف، الذي كتب تنظيم «الدولة الاسلامية» آخر فصول حياته يوم أمس بعد أن تبنى ذبحه في تسجيل فيديو مصور، مشيرةُ إلى أنه «كان مولعاً بمنطقة الشرق الأوسط وكان يتحدث العربية بشكل جيد بعد أن تعلمها في اليمن».
ولفتت الصحيفة إلى أن سوتلوف بقي في اليمن ليغطي أحداث «الربيع العربي» في عدة دول من بينها ليبيا ضمن فريق عمل صحيفة «نيويورك تايمز الأميركية» وكتب أيضاً لمجلة «تايم» و«فورين بوليسي» و«كريستيان ساينس مونيتور» .
وأضافت الصحيفة إنه «بالرغم من وجود الكثير من الغربيين في اليمن، إلا أن سوتلوف كان يفضل الإختلاط بالمجتمعات التقليدية ومصادقة ومصاحبة اليمنيين، حتى أن له كثيراً من الصور وهو يرتدي الزي التقليدي اليمني على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «مع تحول الانتفاضة المطالبة بالحرية إلى الحرب الأهلية في سوريا، انصب اهتمام سوتلوف فقط على تغطية تطورات الأحداث في عدة مواقع وخاصة في حلب، ولم ينافس ذلك الإخلاص سوى تشجيع فريقه المفضل في كرة السلة في مدينته الأميركية».
ونقلت الصحيفة عن لورين، أخت سوتلوف، أن «آخر رسالة وصلتها منه كانت عقب أن اختطفه التنظيم المتشدد في حلب في آب الماضي، وقال فيها «لم أكن أصلي من قبل لكن أعتقد أن اليوم مناسب لأن ابدأ في القيام بذلك».
على صعيد اخر، قالت الولايات المتحدة ان الرئيس باراك اوباما وافق على نشر عدد اضافي من القوات الاميركية، يبلغ 350 جنديا، لحماية المنشآت الدبلوماسية الاميركية والموظفين في العاصمة العراقية، بغداد.
وقال البيت الابيض انه يعتزم ارسال بعض المسؤوين الكبار، ومن بينهم وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، ووزير الدفاع، تشك هاغيل، الى الشرق الاوسط لدعم المشاركة الاقليمية ضد تنظيم الدولة الاسلامية.