Site icon IMLebanon

أوباما وقضية السنّة في سوريا والمنطقة

“الرئيس باراك أوباما على اقتناع تام بأن قضية السنة هي جوهر الصراع في سوريا والعراق ومحوره الأساسي وبأن المعركة الحقيقية في البلدين تتعلق بطريقة التعامل مع مطالب السنة وحقوقهم المشروعة. وهذا الاقتناع يستند الى التقارير التي يتلقاها الرئيس الأميركي من مستشاريه ومن أجهزته الديبلوماسية والاستخبارية والأمنية ويستند أيضاً الى محادثاته مع عدد من زعماء الدول العربية والغربية الحليفة. ويرى أوباما أن الحرب على الجهاديين والارهابيين مهمة وضرورية لكنها ليست الأساس اذ ان ضرب نفوذ “الدولة الاسلامية” أو “داعش” و”جبهة النصرة” والقوى المرتبطة بهذين التنظيمين لن ينهي الصراع في سوريا والعراق ولن يحل مشاكلهما العميقة والخطيرة، بل ان ضمان الأمن والاستقرار والسلام في البلدين يتطلب معالجة جذرية وعادلة ومناسبة لقضية السنة ولتطلعاتهم المشروعة”. هذا ما أطلعنا عليه مسؤول غربي بارز في باريس وثيق الصلة بالادارة الأميركية ومشارك في الاتصالات مع واشنطن الهادفة الى مواجهة الأوضاع الخطيرة في سوريا والعراق ولبنان.

وقال المسؤول الغربي ان أوباما ركز في الفترة الأخيرة، في مقابلاته مع وسائل اعلام أميركية بارزة وفي اتصالاته مع عدد من الزعماء العرب والأوروبيين، على الأمور الأساسية الآتية التي تعكس اهتمامه الخاص بقضية السنة ومطالبهم:

أولاً – يرى أوباما “ان القضية الأساسية التي يجب التركيز عليها هي ان في العراق أقلية سنية مستاءة من مسار الأوضاع ومن طريقة حكم البلد، وان في سوريا غالبية سنية مستاءة وغاضبة وهي التي فجرت الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وسنظل نواجه بكل تأكيد مشاكل اذا لم نضمن ايجاد صيغة مناسبة تحقق التطلعات المشروعة للسنة في البلدين”.

ثانياً – يشدد أوباما على ان “ما يحدث في سوريا مرده الى وجود نظام الأسد الذي يرفض الاستماع الى الغالبية السنية وتحقيق مطالبها وتطلعاتها مما جذب الجهاديين الى البلد وأدى الى تحويل أعداد من المواطنين جهاديين”.

ثالثاً – يقول أوباما: “ليس ثمة حل عسكري للصراع في العراق ولانهاء المعاناة الرهيبة للسوريين. نحن نساعد الشعب السوري من أجل أن يقف ضد ديكتاتور يقصف شعبه بالطائرات ويعرضه للجوع، كما اننا نعمل مع الكونغرس والدول الحليفة من أجل زيادة دعمنا للمعارضة السورية المعتدلة التي تقدم البديل الأفضل من الارهابيين ومن ديكتاتور وحشي، وننسق مع حلفائنا من أجل ايجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية”.

رابعاً – يقول أوباما: “عندما نساعد الذين يقاتلون دفاعاً عن حق جميع السوريين في تقرير مستقبلهم، فاننا نعزز في الوقت عينه معركتنا ضد المتطرفين الذين يزداد عددهم في سوريا ويجدون ملاذاً آمناً في الفوضى”.

خامساً – يشدد أوباما على ان “السنة في غالبيتهم العظمى ليسوا متعاطفين مع “الدولة الاسلامية” أو مع “النصرة” أو مع الحركات المتطرفة المشابهة، والقضية الأساسية بالنسبة الينا ليست الاكتفاء بمحاربة المتطرفين والجهاديين بل الاستماع الى الغالبية السنية في هذه المنطقة والعمل على تلبية المطالب المشروعة للسنة في سوريا والعراق. ونحن ندعم مع حلفائنا المعارضة السورية المعتدلة القادرة ليس فقط على مواجهة وحشية النظام، بل القادرة أيضاً على اقناع السنة بأن الخيار أمامهم ليس بين الأسد والمجموعات المتطرفة، بل ان لديهم خياراً ثالثاً تمثله هذه المعارضة” التي تدعم قيام نظام جديد ديموقراطي عادل يجلب الأمن والاستقرار الحقيقي للبلد.

وخلص المسؤول الغربي الى القول: “هذه الاقتناعات الأميركية يؤيدها المسؤولون الفرنسيون والأوروبيون عموماً وهي تدفع أوباما الى العمل مع الحلفاء من أجل انجاز حل سياسي للأزمة السورية ينهي نظام الأسد ويضمن قيام نظام ديموقراطي تعددي يحقق التطلعات المشروعة للشعب بكل مكوناته مما يضعف نفوذ المتشددين الى أدنى حد، وتدفعه أيضاً الى التشديد في العراق على ان الخروج من الأزمة الخطيرة يتطلب انهاء هيمنة فريق واحد على البلد والاتفاق على تقاسم السلطة والنفوذ بطريقة عادلة بين الشيعة والسنة العرب والأكراد وتحقيق ذلك ضمن نطاق حكومة وحدة وطنية عراقية”.