Site icon IMLebanon

أوساط ديبلوماسيّة: الحملة الدوليّة على «داعش» تُزلزل المنطقة

 

 

 

 

يفتح المأزق الامني والسياسي الذي دخلته الساحة الداخلية الباب على انخراط لبنان في المعركة التي اعلنها التحالف الدولي على تنظيم «داعش» ولكن من دون ان يكون هناك تدخل مباشر سواء من قبل هذا التحالف او من قبل الدولة اللبنانية بل من خلال ازمة عرسال وخطف العسكريين اللبنانيين من قبل هذا التنظيم الارهابي اولا وعبر الوجود الهائل للنازحين السوريين على جميع الاراضي اللبنانية ثانيا. لكن لبنان عاجز عن تحمل هذا الربط الذي يعني حكما تأجيلا لكل استحقاقاته الداخلية كما كشفت اوساط ديبلوماسية مطلعة، اذ اعتبرت ان هذا الواقع الجديد سيجعل من الواقع اللبناني مسرحا للتجاذبات ولتبادل الرسائل المتفجرة في المنطقة ويعرض لبنان ليكون الطرف الوحيد في المنطقة الذي سيدفع عن قصد او غير قصد ثمن الحرب الدولية على الارهاب.

وتقول هذه الاوساط ان الانقسام الداخلي الذي يتعمق يوما بعد يوم وتكشفت مظاهره بقوة بعد جريمتي ذبح الجنديين عباس مدلج وعلي السيد المروعتين من خلال ما شهده الشارع من احداث وقطع طرق، يدل على ان الاستقرار العام بالغ الحساسية وان فتيل الفتنة قد اشتعل فعلا ولم تعد هناك من قدرة لدى السلطة السياسية على ضبط ردود الفعل الاحتجاجية على هاتين الجريمتين، كما الامكانات لتفادي تكرار اي حوادث والتي تختصر بسلسلة اجراءات تبدأ بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية على ان يتم لاحقا «تنفيس» الاحتقان السياسي وايجاد ارضية مشتركة لكل القوى السياسية للتفاهم على خارطة طريق سياسية تسمح بمعالجة الوضع الامني ومقاربة الازمات التي تحتل الاولوية فيها قضية خطف العسكريين من قبل التنظيمات السورية المسلحة.

واضافت الاوساط الديبلوماسية ان التقليل من حجم الخطر الداهم والذي سيتفاقم مع بدء التحرك الدولي الميداني في العراق وسوريا، هو الاجراء المتبع من قبل اكثر من جهة سياسية خصوصا تلك التي تتخبط في صراعاتها الداخلية، وبالتالي فان استمرار النهج الحالي من التخبط والتضارب في المواقف والاتجاهات كما هو حاصل في قضية العسكريين المخطوفين على سبيل المثال او في تلمس تسوية الازمة الرئاسية من واشنطن او من المجتمع الدولي او في اكثر من قضية او حلف حيوي كملف النازحين السوريين على الاراضي اللبنانية، يؤشر الى ان المأزق قد لامس حدود الانفجار وان صمود الداخل امام تداعيات الحرب السورية قارب على الانتهاء. ودقت هذه الاوساط ناقوس الخطر من تداعيات مقبلة وقد تكون موازية في خطرها لتداعيات الحرب السورية وهي مرحلة ما بعد الحملة الدولية على «داعش» في المنطقة خاصة ان الادارة الاميركية اليوم تتحرك بشكل واسلوب مشابهين لتحرك ادارة الرئيس السابق جورج بوش في حربه ضد الارهاب وتنظيم «القاعدة» والذي ادى الى حصول تغييرات هي كالزلزال الذي ضرب العراق بالدرجة الاولى وطالت تردداته المنطقة العربية بأسرها.

ويطاول التحذير من الفتنة الداخلية مجالات تتعدى المجال الامني الى المجالات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية كما كشفت الاوساط الديبلوماسية التي اعتبرت ان اخراج موضوع رئاسة الجمهورية من التجاذب الاقليمي هو الخطوة الاولى في طريق الجهود المطلوبة لتفادي اي انكشاف للساحة الداخلية على المستوى السياسي اولا والانطلاق من عملية انتخاب رئيس جديد الى الاعداد للانتخابات النيابية او ربما التمديد للمجلس الحالي اذا تعذرت الانتخابات ولكن في ظل وجود رئيس للجمهورية ثانيا ومواجهة التحديات الامنية الناجمة عن خطف العسكريين من قبل «داعش» وتحصين الساحة الداخلية من العاصفة الاقليمية التي بدأت تهب من العراق ثالثا.