Site icon IMLebanon

أوساط نيابيّة وسطيّة: تسوية التجاذب الداخلي حول الرئاسة مُؤجّلة لأشهر نتيجة «ضبابيّة» العلاقة الأميركيّة ــ الإيرانيّة

طرح إعلان رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط عن قراره بعدم انتخاب أي من المرشّحين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، أكثر من علامة استفهام في الساعات الماضية، خاصة في ضوء تزامن هذا الإعلان مع أكثر من اشارة محلية وإقليمية إلى العماد عون كمرشّح قوي للرئاسة، مقابل حديث ديبلوماسي ـ دولي عن وجوب سلوك الإستحقاق الرئاسي السبل الديمقراطية، وبالتالي، إنتخاب المرشّح القادر على الحصول على أوسع تأييد نيابي في مجلس النواب، من دون أن يكون هناك أي تمييز بين المرشّحين المعلنين حتى اليوم.

وفي هذا الإطار، وجدت أوساط نيابية وسطية، أن عودة الحديث عن الدعم الخارجي لمرشّحين معينين إلى الرئاسة، لا سيما لجهة ما صدر بالأمس عن تأييد سوري للعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، يندرج في سياق الردّ المباشر والصريح على الكلام الذي تناول الدور السوري في الإستحقاق الرئاسي، بعد مرحلة من الإنكفاء نتيجة الحرب الدائرة في سوريا. وأوضحت هذه الأوساط أن ما رافق نتائج الإنتخابات الرئاسية السورية من تأويلات في لبنان، كما في المجتمع الدولي، قد أعادت طرح دمشق مجدّداً كلاعب على الساحة اللبنانية من خلال مشاركتها في عملية خلط الأوراق الجارية داخلياً نتيجة انسداد الأفق أمام كل الأطراف، وغياب المؤشّرات على أي تسوية محتملة على صعيد انتخابات الرئاسة، بل على العكس زيادة منسوب الإحتقان، بعدما بات الشغور الرئاسي يهدّد المؤسّسات الأخرى، وينذر بانسحاب معادلة الفراغ على أكثر من مستوى.

فـ «الكلام الجنبلاطي»، وبحسب الأوساط النيابية نفسها، يرتدي طابع التحذير من استمرار حال التجاذب بين أكثر من جهة محلية وإقليمية إزاء المرشّحين المعلنين والمستترين منهم، وبالتالي، فإن كل الطروحات التي عمل عليها أكثر من مرجع داخلي، قد اصطدمت بمشاريع التعطيل التي أعدّت منذ أشهر وبدأت تُترجم بدءاً بموقع رئاسة الجمهورية، وهي تنذر اليوم بالإنسحاب على مؤسّسات عامة أخرى، وذلك بصرف النظر عن كل التنبيهات، وبشكل خاص الغربية منها، من خطورة استمرار هذا التعطيل. وأعربت الأوساط نفسها عن خشية مماثلة من هذا الخطر الداهم لدى بكركي التي أطلقت صرخة مدوّية، ولكنها بقيت من دون جواب لدى الأفرقاء المسيحيين المؤثّرين في الإستحقاق الرئاسي، لافتة إلى أن المبادرة لم تعد محصورة في الداخل، بل على العكس تحوّلت إلى حراك إقليمي بالكامل منذ الخامس والعشرين من أيار الماضي، وذلك بفعل قرار المواجهة و«الصدام» والذهاب حتى النهاية من قبل بعض المرشّحين، والذي ما زال مستمراً على الرغم من كل التحدّيات الماثلة على الساحة الداخلية بسبب الشغور الرئاسي، وليس أقلّها التهديد بتعطيل مجلسي النواب والوزراء في مرحلة قريبة.

وكشفت الأوساط النيابية ذاتها، أن المناورات السياسية التي بدأت تظهر تباعاً في الأيام الماضية، مؤشّر على أن اللاعبين الأساسيين في انتخابات رئاسة الجمهورية، وتحديداً طهران وواشنطن في الدرجة الأولى، ما زالا يتريّثان في ترجمة خطابهما الهادئ إلى واقع في المنطقة، وخصوصاً في سوريا قبل الوصول إلى لبنان. وأكدت أن هذا التجاذب، مرشّح لأن يستمرلأشهر عدّة، مما سيفتح الساحة المحلية على أكثر من سيناريو يجري الإعداد له في الكواليس الدولية والإقليمية، وإنما لم تظهر في الأفق أية ملامح واضحة له، باستثناء أن التوتّر بات سيد الموقف، وما من فريق داخلي قادر على استشراف ما ستؤول إليه الأوضاع في الأسابيع المقبلة. وخلصت الأوساط، إلى أن الصورة الضبابية والمتشنّجة في مجلس النواب، كما داخل الحكومة، تخفي وراءها صعوبة في الرؤية لدى غالبية القوى في فريقي 8 و 14 آذار، والتي تبدو في حالة ترقّب وانتظار لاكتمال مشهد المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية حول الملف النووي الإيراني، وقرار رفع العقوبات الدولية عن طهران.