يشارك لبنان في الاجتماع العربي – الاميركي – التركي في جدة بدعوة من المملكة العربية السعودية، والمخصص للاطلاع على ما تقرر بالنسبة الى مكافحة التنظيمات الارهابية في قمة “الناتو” التي عقدت نهاية الاسبوع الماضي في مقاطعة ويلز في بريطانيا. وسيطلع الوزراء اليوم في جدة على ما يكون اعلنه الرئيس الاميركي باراك اوباما عن الاستراتيجية التي وضعت من اجل ضرب الارهاب التكفيري، وخصوصا بعد التصرفات غير الانسانية لمسلحي تنظيم “داعش” مع المخطوفين، وقد ذبحوا الرقيب اول في الجيش علي السيد والجندي عباس مدلج، وسبقهما اميركيان كانا معتقلين لدى منظمة ارهابية تكفيرية. وقد ادى ما شاهده الناس الى التوجس من “داعش” واخوانه من التنظيمات التكفيرية بعد انتقال نماذج منها الى لبنان، وبعدما كانت محصورة في كل من سوريا والعراق.
ويسأل قيادي بارز ما هي مصلحة لبنان في الدخول في محور كهذا؟ الا يصبح هدفا لعمل عسكري في اي وقت، من تنظيمات ارهابية، وفي مقدمها “داعش” الذي سيطر على 40 في المئة من الاراضي العراقية وعلى مناطق لا بأس بها من سوريا؟ ولفت الى ان تمركز “داعش” و”جبهة النصرة” في جرود عرسال يعتبر احتلالاً لجزء من الاراضي اللبنانية في البقاع الشرقي يجب تحريرها، وان الجيش اللبناني الذي ردهم على اعقابهم بعدما سيطروا على مراكز له بعد ساعات قليلة، قادر على المواجهة باسلحة أميركية وايطالية وأجهزة اتصال ألمانية ذات مستوى عال من التطور سيتسلمها في الاشهر القليلة المقبلة. وتحضر حاليا بعض عقود لشرائها بالمال المتوافر.
ودعا القيادي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي سيمثل لبنان في اجتماع جدة، الى عدم الالتزام بما سيتقرر اليوم الخميس في المملكة، ولا سيما اذا كان تجمع الدول الاربعين لا يريد طرح اي خطة لمحاربة الارهاب على مجلس الامن لاتخاذ قرار أممي في هذا الشأن، ولا سيما ان روسيا ضد الارهاب وتعاني بعضا منه، وهي مستبعدة عن هذا التجمع الدولي، وايران ضده ايضا، لكن المشكلة ان كلتا الدولتين لا تتخليان عن النظام السوري الذي يكافح في رأيهما الارهاب، الا ان مجموع تلك الدول هي ضده وتريد اسقاط الرئيس بشار الاسد. وشجع على انتهاج سياسة النأي بالنفس ازاء هذا التحالف الذي يعتبر اميركيا مع حلفائها. واذا كانت تلك العبارة لا تروق مسؤولين، فيمكن اعتماد سياسة الحياد، ما دام الجيش قادراً، وان الاسلحة التي يريدها هي في طريقها الى الثكن قريبا.
وبرر ابقاء لبنان على الحياد وترك الجيش يعالج هذا القضم لجرود عرسال وتحريرها، بقطع الطريق على “داعش” ومنعه من شن هجمات على اماكن قريبة من مراكز انتشاره في الاراضي السورية، ولا سيما ان الكثير من الناس خائفون من مجيء “داعش” الى لبنان، وينقلون ان هناك ربما خلايا نائمة في انحاء معينة من البلاد يمكن ان تستيقظ في اي وقت وتنفذ عمليات انتحارية او تشن هجمات عسكرية. ولفت الى ان مسألة تلك التنظيمات كادت تنسي المسؤولين أزمة اللاجئين السوريين وتداعياتها السياسية والاقتصادية والتربوية والصحية والمالية، وتقصير الدول المانحة في تسديد الاموال التي وعدت بها، على الرغم من المراجعات العديدة. مع زعماء تلك الدول او مع وزراء الخارجية ومسؤولين ماليين فيها. وافاد تقرير لمنظمة بريطانية ان “ازمة اللاجئين بدأت تشكل مخاطر جدية على استقرار الدول المجاورة، وخصوصا في لبنان الذي يعاني اقتصاده بسبب الوضع السياسي غير المستقر”.