Site icon IMLebanon

أي دلالات لكسر سليمان عُرف التمديد؟

على رغم ان حصول انتخابات رئاسية قبل 25 ايار يبدو أمراً غير محتمل وفق كل المعطيات والمعلومات المتوافرة وهو أمر سلبي جداً، فإن احدى الايجابيات المرافقة تتمثل في ان الرئيس ميشال سليمان ينهي عهده على نحو طبيعي وفق ما يفترض بأي رئيس ان ينهي عهده وعلى نحو لم تعرفه الأجيال اللبنانية الشابة التي عايشت بعض فترة الحرب او كلها وفترة الوصاية السورية التي مددت لرئيسين ساهمت اساسيا وبقوة في وصولهما الى سدة الرئاسة الاولى، ولو ان “حزب الله” سعى الى مقاطعته و”عزله” “ربطاً بمواقفه السيادية في الاشهر الاخيرة. يكسر انتهاء ولاية سليمان بذلك تقليدا سعى النظام السوري الى تكريسه في لبنان امعانا في استنساخ الالية السورية في الاعراف اللبنانية وفي فرض ارادة النظام ومصلحته، علما ان في تفسير عدم حصول التمديد وجهتي نظر بين: من يعتبون على الرئيس سليمان لرفضه المبكر جدا والبعض يقول المتسرع للتمديد وعدم سعيه الى البقاء مدة اضافية تفاديا للشغور في موقع الرئاسة الاولى في ظل استحالة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي ظل تهديدات حذر منها هو بنفسه يوم الاحد الماضي، وبين من يقول ان عدم توافر الفرصة الداخلية والظروف الخارجية هي التي حملته مبكرا على عدم خوض معركة التمديد. لكنه على الاقل لم يخض غماره ولم يسجل عليه ما يفيد سعيه العلني اليه، فيقول عارفوه انه يخرج من السلطة بكرامته ولم يسمح بان يكون التمديد له في حال حصوله سببا لخراب البلد او لتحميله مسؤولية هذا الخراب.

لذلك ليس بسيطاً ان يعاد مع انتهاء ولاية الرئيس سليمان مسار “الديموقراطية”، ولو المتعثرة، على صعيد موقع الرئاسة الاولى الى طريقها الصحيح في ما خص مضمونها ومعناها اي حصول التغيير وتداول السلطة وليس الانتخابات التي تحصل في دول المنطقة وتوسم بأنها ديموقراطية. كما ليس بسيطاً ان ينهي عهده من دون الاضطرابات التي رافقت نهاية ولايات رئاسية اخرى علماً ان الفراغ قد يكون مؤلماً وربما ادى وفق ما يتخوف كثيرون الى تجاذب وضغوط قد تعيد بعضاً من تجارب الماضي القريب الى الواجهة نظراً الى الاهمية التي يكتسبها الصراع حول موقع الرئاسة الاولى اقليميا ومحليا، لكن المسؤولية سيتحملها الافرقاء السياسيون فضلا عن ظروف واعتبارات مختلفة. من هذا المنظار كان يمكن توجيه رسالة مهمة عبر حضور جميع الافرقاء الجلسة الاخيرة للحوار وفق ما تقول مصادر مشاركة، اقله حضور الافرقاء المسيحيين، كون الجلسة تعتبر تكريماً ختامياً مستحقا للرئيس سليمان بالذات قبل ثلاثة اسابيع من مغادرته قصر بعبدا وليس لبحث اي من مواضيع الحوار مثار الجدل والمعروف مسبقاً انه لن يؤدي الى اي نتيجة من جهة ولان احدا لا يتوهم بامكان اعطاء اي رئيس جمهورية او مسؤول مغادر اي مكسب حتى قبل ستة اشهر من مغادرته موقعه.
واذ فاجأ الرئيس سليمان في الموقف الذي اطلقه يوم الاحد الماضي كثراً وقد خالوا ان الرئيس سيبدأ خطاباته الوداعية، فإنه سيسجل له وفق المصادر المعنية انه سعى الى ابقاء موقع الرئاسة فاعلاً حتى اللحظة الاخيرة. فعتب البعض على ما اعتبره بمثابة تصفية حساب يقوم بها الرئيس سليمان مع “حزب الله” الذي لم يعطل الحوار الذي قاده سليمان حول الاستراتيجية الدفاعية فحسب بل لاعتباره وفقا لهذه المصادر انه كان مسؤولاً عن اوضاع صعبة عدة في البلد خلال عهده وحال ولا يزال دون انتقال لبنان الى وضع الدولة السيدة والى مرحلة سلمية بعيدا من محاور المنطقة، وذلك من خلال كشفه سعي الحزب المضمر الى مؤتمر تأسيسي لنقض المناصفة وتأكيده معارضته له ورسم سقف للزعماء المسيحيين للمراحل اللاحقة. في حين انه حصد مواقف ملتزمة ورافضة في بعبدا. فيما يرى اخرون ان الرئيس سليمان يحرج حلفاء الحزب من الافرقاء المسيحيين في الوقت الذي يؤسس للمستقبل القريب على اساس ان اي معارضة او سياسة سيختارها لن تكون بنت ساعتها بل بناء على تجربة اختبرها وعرف اسرارها واطلق نواة لهذه السياسة وهو لا يزال في موقع الرئاسة، وهو تالياً يحجز لنفسه موقعاً وحضورا اساسيين سيتعذر تجاهلهما وربما يتعين على الافرقاء المسيحيين ان يحسبوا حسابا لمواقفه على هذا الاساس!