إحباط تحركات أصولية في محيط المدينة الرياضية والمخيمات وصولا الى قصقص
بري لمعطلي التشريع والسلسلة : «بالطربوش سرّ ما بيعرفوا إلا الكوّى» وسليمان التقى هولاند
الوضع الأمني ما زال يتصدر الشغل الشاغل للمسؤولين في ظل النشاط المتزايد للعناصر الاصولية في عدد من المناطق، مستغلين الاحداث العراقية. اذ تخضع هذه التحركات الاصولية لمراقبة دقيقة من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية التي استطاعت توجيه ضربات كبيرة للقوى الاصولية، عبر اعتقال رموز عديدة وعشرات العناصر واحباط مخططاتهم بالتعاون مع اجهزة عربية ودولية.
واللافت ان الجيش اللبناني بدأ عملية استباقية في جرود عرسال، بتوجيه ضربات للمسلحين وشل حركتهم، عبر المتابعة الدقيقة واقامة الحواجز، ولم يقتصر عمل الجيش على جرود عرسال، بل طال معظم المناطق التي تعتبر مناطق حاضنة.
وتشير معلومات الى ان القوى الامنية اللبنانية، وبالتعاون مع جهات لبنانية وفلسطينية، احبطت تحركات لمجموعات اصولية منتشرة في محيط المدينة الرياضية ومحيط المخيمات، وصولا الى قصقص.
وتشير المعلومات الى ان وجود هذه القوة الاصولية يعود لسنوات، كانوا يظهرون بشكل علني والاهالي يشاهدونهم. وقد قاموا العام الماضي بتنفيذ خطة انتشار ومناورة، شملت المدينة الرياضية وصولا الى محيط المخيمات وقصقص حتى جامع عبد الناصر في كورنيش المزرعة، لتأمين حماية هذه المنطقة.
وتتابع المعلومات، انه بعد توجيه ضربات عنيفة للقوى الاصولية واعتقال رموزها والسيطرة على القلمون واعتقال الشيخ احمد الاسير، فان نشاط هؤلاء العناصر الفلسطينية والسورية واللبنانية قد تراجع في هذه المنطقة، وغابوا عن الانظار.
وحسب المعلومات، فان هذه العناصر عادت الى ممارسة نشاطها منذ اسابيع وهذا ما لاحظه الاهالي ايضا، وهم يشكلون حزاما يمتد من محيط المدينة الرياضية الى محيط مخيمي صبرا وشاتيلا وصولا الى قصقص، وله امتداداته حتى برج البراجنة، وبالتالي اقامة خطوط تماس، علما ان هذه المنطقة المجاورة للضاحية الجنوبية.
وتشير المعلومات الى ان الاجهزة اللبنانية قامت باجراءات استباقية في هذه المنطقة، وكثفت حواجزها وقامت بملاحقة هؤلاء الجماعات التي باتت مكشوفة واحبطت اجراءاتها.
اما بالنسبة للحديث عن الانفاق، فلا انفاق جديدة حسب المعلومات، لكن الجهات الاصولية حاولت اعادة اصلاح بعض الانفاق القديمة داخل المخيمات، والتي اقامها الفلسطينيون في السابق خلال حرب المخيمات لاتقاء الغارات الاسرائيلية، علما ان جهات فلسطينية حذرت من نشاط هذه العناصر، خصوصا ان معظمهم من خارج المنطقة وغرباء عنها.
وحذرت التنظيمات الفلسطينية من ممارسات هؤلاء العناصر على امن المخيمات، وان التنظيمات الفلسطينية زودت القوى اللبنانية بمعلومات عن تحركات هؤلاء وخطرهم على المخيم ومناطق الجوار اللبناني.
لا سلسلة للرتب والرواتب
اما على صعيد سلسلة الرتب والرواتب، فلم يحصل اي تطور في ظل استمرار المواقف على حالها، وان القضية ابعد من مسألة سلسلة رتب ورواتب بل الهدف، تعطيل العمل التشريعي. وهذا ما اشار اليه الرئيس نبيه بري للمعطلين بالقول: «هالطربوش في سر ما بيعرفوا إلا الكوّى». وبالتالي لا نصاب ولا تشريع ولا سلسلة ولا تصحيح للامتحانات الرسمية، وان مصير 108 الاف طالب سيبقى معلقا بانتظار الاتفاق على اقرار سلسلة الرتب والرواتب.
وقد ابقى الرئيس بري الجلسات التشريعية مفتوحة حتى يتم «التوافق المستحيل»، في ظل تمسك كل فريق بوجهة نظره. وكان لافتا ما قاله النائب وليد جنبلاط، ان وضع الخزينة حاليا لا يسمح بإقرار السلسلة لانها تتطلب المليارات وهذا قد يعرض الاقتصاد الوطني والليرة للاهتزاز.
فالجلسة التشريعية لاقرار السلسلة امس لم يتأمن نصابها، مع حضور 52 نائبا وغياب نواب 14 اذار وجبهة النضال الوطني، الذين حضر منهم النواب غازي العريضي واحمد فتفت وجمال الجراح وفادي كرم.
اما نواب المستقبل الذين رفضوا ادعاءات نواب 8 اذار، فعقدوا مؤتمرا صحافيا اكدوا فيه ان موقفهم من السلسلة ليس سياسيا بل هو مالي اقتصادي بحت، وطالبوا ان تكون السلسلة متوازنة، ومداخيلها متوازنة وان تطال الاملاك البحرية والبرية. واكدوا انهم لن يخضعوالى الضغوط والابتزاز، وحريصون على التوازن الاقتصادي، ولن يحضروا الجلسات التشريعية لان الارقام لا تناقش في الجلسة العامة، انما مع خبراء. ورفضوا تسييس السلسلة واعتبروه امرا لا يجوز.
وقد التقى الرئيس نبيه بري الهيئة النقابية وشرح لهم ماذا دار في الاجتماعات وعلى ماذا تم الاتفاق. واكدت الهيئة استمرارها في الاضراب المفتوح ومقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية وحذرت من انفجار اجتماعي اذا استمر النواب في التعطيل. واكد اعضاء الهيئة اصرارهم على الحقوق وانهم ليسوا مع فريق ضد اخر. وعلم ان هيئة التنسيق ربما دعت الى اضراب عام يوم الاربعاء والاعتصام داخل الوزارات ليل نهار.
المصادر النيابية في 8 اذار اكدت ان رفع شعار الخلاف على السلسلة ليس سوى حجة وغطاء للقرار المتخذ بتعطيل عمل المجلس ودوره، وقد يكون الهدف تعطيل عمل الحكومة، لا سيما ان شل المجلس النيابي وتعطيل دوره التشريعي والرقابي يعني تحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال.
علما ان المصادر النيابية في 8 اذار، تتهم الرئيس فؤاد السنيورة شخصيا بمعركة تعطيل جلسات السلسلة، وان السنيورة لا يصوب على المجلس فقط بل على حكومة الرئيس تمام سلام وشلها، وان هذا التصويب يطال الوزيرين نهاد المشنوق واللواء اشرف ريفي ايضا.
لقاءات فرنسا
الى ذلك، فان الوضع اللبناني كان برمته مساء امس على طاولة البحث بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس ميشال سليمان في قصر الاليزيه كما تطرق النقاش الى التطورات في العراق وارتداداتها المحتملة على الساحة اللبنانية، وصولا الى العقبات التي تمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وكان الملف الرئاسي محورا اساسيا في الاجتماع الذي عقد بين الرئيس سليمان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حضور الوزير وائل ابو فاعور، حيث تم استعراض اوضاع لبنان والمنطقة، على ان يلتقي جنبلاط الرئيس سعد الحريري مساء اليوم في منزل الاخير، وهو اللقاء الاول بين الرجلين منذ ابتعاد جنبلاط عن 14 اذار.