Site icon IMLebanon

إرتفاع حُظوظ عون تٌقلق الوسطيين وتُربك حُلفاء الحريري المسيحيين

المسألة هي أبعد من تأمين نصاب الـ 86 نائباً لجلسة الانتخاب الرئاسية في القاعة العامة لمجلس النواب سيما أن حيثيات متابعة ملف الاستحقاق الرئاسي باتت خارج إرادة القوى المحلية وأصبحت خاضعة للمشيئة الخارجية الفاعلة والمؤثرة في لبنان وكل المنطقة وبالتالي فإن مسألة تأمين نصاب جلسة الانتخاب باتت مرتبطة بالتسوية التي تكتب مسودتها بهدوء بين محور الممانعة والمقاومة المنتصر والمتقدم على جميع جبهات الصراعات الإقليمية خصوصا في سوريا وبين الكتلة العربية المدعومة من الغرب في مواجهة محور الممانعة والمقاومة الذي سيكون لانتصارته المتوقعة في سوريا تأثيرا بالغا في الاستحقاق الرئاسي، لذلك ضمن هذه المعطيات لا تزال حظوظ رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون الرئاسية كبيرة جدا على حد قول اوساط سياسية متابعة، وهذا أمر تدركه جميع القوى السياسية المتابعة لملف الاستحقاق الرئاسي لا سيما القوى الوسطية القلقة جديا من ارتفاع حظوظ العماد عون، كما ان ارتفاع حظوظ العماد عون الرئاسية تزيد من ارباك حلفاء الحريري المسيحيين الذين لديهم توجس كبير من محادثات عون – الحريري سيما أنهم يشعرون بأنهم بعيدين عن حقيقة تفاصيل هذه المحادثات وأهدافها وانعكاساتها ونتائجها وكل كلام يعاكس هذا الواقع لا أساس له من الصحة.

الأوساط أشارت الى انه من كان يظن أن سكوت حزب الله وتأنيه في الدعم والتأييد العلني لترشح العماد عون هما إشارة ضمنية برفض وصول العماد عون بات مقتنعاً وبعد أن أوضح حزب الله عبر قنواته المختلفة لجميع المعنيين بالملف الرئاسي ان حزب الله سيبادر بكل إيجابية إلى ملاقاة ودعم وتأييد أي تفاهم يتم بين عون الحريري طالما أن هذا التفاهم سينتج تأمين وصول المرشح العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، أما من كان يراهن على عكس ذلك ستثبت له الأيام المقبلة أنه واهم ومخطىء كثيرا. لذلك لا تستبعد الأوساط انه عندما تحين ساعة الجد لإعلان المستور عن التسوية بين عون والحريري سيكون هناك مفاجآت على صعيد مسارعة بعض القوى المحسوبة على فريق 14 آذار إلى تأييد هذه التسوية ودعمها، أما الثابت والأكيد فهو أن الدكتور سمير جعجع لن يقبل ولن يدعم مثل هذه التسوية وعندئذ تتم التسوية بمعزل عن اعتراضه وتحفظه كما حصل بتسوية تشكل الحكومة السلامية التي بقي الدكتر جعجع خارجها، أما الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط فإن براغماتيتهما وحنكتهما السياسية وقراءتهما الواقعية لقوة هذه التسوية فيما لو تمت ستجعلهما في الصف غير المعترض على الأقل لمثل هذه التسوية التي ستكون ركيزتها قائمة على تفاهم الثلاثي القوي عون – الحريري – نصرالله.

وتتابع بأن ضمن هذا السياق لا تزال المخاوف من المفاجآت غير المتوقعة في الاستحقاق الرئاسي ترخي بثقلها على واقع الشغور المستمر في موقع رئاسة الجمهورية ومن هذه المخاوف التي لا ترعب القوى الوسطية وبعض مكونات فريق 14 آذار لا سيما المكون المسيحي في هذا الفريق هو الحوار المستمر بين رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وبين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون خصوصا أن هذا الحوار يعتريه الكثير من الغموض وزيارات باريس ومشاوراتها لم تضف على هواجس تلك القوى المتوجسة من ذلك الحوار سوى المزيد من القلق سيما أن التطمينات التي سمعها بعض المسؤولين اللبنانيين من بعض القيادات السعودية التي التقوا بها في باريس وكذلك من بعض المسؤولين الغربيين زادت من شكوك هؤلاء المسؤولين اللبنانيين بعد أن تكاثر تردد كلمة السر الذهبية في بعض الكواليس السياسية وهي أنه لا فيتو للغرب لا سيما باريس وواشنطن على أي اسم من الأسماء المتداولة وهناك تأكيد في هذا السياق ان اسم العماد عون هو من الأسماء المطروحة ولا موانع ولا اعتراضات عند أي عاصمة من عواصم القرار في وصول العماد عون خصوصا أن وصوله يؤمن مبدأ وصول رئيس مسيحي قوي إلى سدة الرئاسة وهذا أمر تطالب به القوى المسيحية كافة وعلى رأسها غبطة البطريرك الماروني، وخصوصا أيضا أن وصول العماد عون سيشكل عامل إضافيا لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان وهذا الأمر يدخل في صميم أولويات المجتمع الدولي الساعي دائما وأبدا إلى اتخاذ كل الخطوات التي من شأنها أن تحصن أمن لبنان واستقراره وإبقاء ساحته بمنأى عن أتون البراكين المشتعلة في محيطه وجواره خصوصا لناحية ما يجري من أحداث دامية ومدمرة في سوريا.

ولفتت الأوساط عينها الى أن مساعي بعض المرجعيات السياسية اللبنانية وعلى الرغم من محاولاتها المتكررة في اقناع القيادة السعودية بضرورة دعم شخصية توافقية ترضي جميع الأطراف إلى موقع رئاسة الجمهورية وذلك في محاولة لثني وقطع الطريق أمام دعم العماد ميشال عون، إلا أن هذه المحاولات لم تأت بنتائج حاسمة بل على العكس وعلى الرغم من سماع تلك الزعامات تطمينات بأن السعودية تتفهم وجهة نظرهم إلا إن هذه التطمينات لم تكن كافية وشافية خصوصا أن هناك معلومات تؤكد وجود خطوط مفتوحة سعودية – أميركية – فرنسية – إيرانية تتداول وتتباحث في ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني وهذه الخطوط لم تسقط من مداولاتها اسم العماد عون وحسب بل أن هذه المداولات حملت في طياتها الكثير من المؤشرات التي تدل على أن السيَر بالعماد عون رئيسا هو امر مطروح وقد يصل إلى خواتيمها السعيدة، وهذه المؤشرات والمعطيات كان لها وقع سلبي على بعض القيادات السياسية في بيروت التي كان لديها صدمة من هذه الأجواء سيما أن تلك القيادات كانت تعيش بجو مطمئن بعد أن تلقت قبل اسبوعين نوعاً من التطمينات الإقليمية على إن مجيء العماد عون رئيسا هو أمر مستحيل لتكتشف لاحقا أن هذه التطمينات بدأت تتراجع رويدا رويدا حتى تكاد تتلاشى.