Site icon IMLebanon

إسرائيل في المأزق التاريخي واليهود يسألون نتنياهو لماذا لا تحموننا؟

إسرائيل في المأزق التاريخي واليهود يسألون نتنياهو لماذا لا تحموننا؟

حماس زعزعت استراتيجية إسرائيل أمنياً وعسكرياً رغم عدم توازن القوى

اسرائيل تعيش اليوم في المأزق التاريخي، حيث صواريخ القسام تطال كل مناطق فلسطين المحتلة من تل ابيب الى اشدود الى عسقلان الى حيفا والقدس وديمونا وكل المنشآت العسكرية.

وظهرت دولة الكيان الاسرائيلي عاجزة امام صواريخ المقاومة من غزة، فكيف اذا فتحت جبهة الجنوب وجبهات عربية اخرى. وفي ظل هذا المشهد العربي الجديد، فان الشعب اليهودي يقف مصدوما ويسأل قيادته «لماذا جئتم بنا الى هنا، لماذا جئتم بنا الى اسرائيل، لكي نتعرض لصواريخ المقاومة ونعيش في الملاجئ والرعب، لماذا استقدمتم 1000 طائرة وآلاف الدبابات وبنيتم مفاعل ديمونا والقبة الحديدية، فأين هي تلك؟ ولماذا لا تحموننا من صواريخ المقاومة، وهل ما قمتم به من تجهيزات واستقدمتم من امدادات وتقنيات حديثة عاجزين عن وقف صواريخ المقاومة البدائية الصنع؟

هذه الاسئلة من قبل الشعب الاسرائيلي لقادة العدو اربكت اسرائيل وعمقت مأزقها على كل الصعد، حيث ستترك حرب غزة تداعيات على الاقتصاد الاسرائيلي والسياحة والصناعة وستضرب مصداقية شعبها بدولته وحكامه الصهاينة، وهذا ما سيؤسس لمعادلة جديدة في الصراع العربي – الاسرائيلي، وبدأت نتائجه تظهر على الحكومة الاسرائيلية ورئيسها نتنياهو الذي اقال نائب وزير الحرب الاسرائيلي داني دانون حيث يحاول رئيس الحكومة تحميل وزارة الدفاع الاسرائيلية مسؤولية الفشل في الحرب على غزة والعجز عن وقف اطلاق الصواريخ، لكن التطورات ستطيح بالحكومة الاسرائيلية وستحاول اسرائيل الخروج من المأزق بالذهاب الى انتخابات مبكرة.

واللافت ان التدخل الاميركي «الخجول» حتى الان يكشف عن انزعاج واشنطن من التصلب الاسرائيلي خصوصا ان الولايات المتحدة سعت لانجاز تسوية اسقطها نتنياهو من خلال الذهاب الى الحرب مع حماس واستخدام القوة، وها هي واشنطن ترد على نتنياهو وتطرفه «قبّع شوكك بايدك» ولا تبدو واشنطن متحمسة لاخراج اسرائيل من عزلتها، فيما الموقف الروسي تم التعبير عنه بإدانة القصف الاسرائيلي دون الدخول بأي وساطات، وهذا ما يؤكد عن الانزعاج الاميركي – الروسي من سياسات نتنياهو.

اسرائيل تعيش مأزقا حقيقيا واستراتيجيا، حيث كشفت هذه الحرب ضعفها وعجزها، فكيف اذا تقدمت «داعش» و«النصرة» باتجاه الاردن والحدود السورية واللبنانية المتاخمة لاسرائيل وبدأت باطلاق الصواريخ وعملت على تغيير المعادلات، فكيف سيكون وضع اسرائيل عندها.

اسرائيل بدأت تعيش المأزق منذ تموز 2006 وها هي حرب غزة تعمق المأزق الاسرائيلي وامن هذه الدولة اليهودية.

من جهة اخرى، كثفت المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها على مبادرة التهدئة التي اقترحتها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي المقابل تسعى إسرائيل لشراء بطاريات صواريخ اعتراضية جديدة من منظومة القبة الحديدية.

فقد أعلنت «كتائب القسام» أنها قامت بقصف مدينة بئر السبع بصاروخ «سجيل 55».كما أعلنت كتائب القسام » أنها قصفت مدينة المجدل الاسرائيلية بـ 5 صواريخ غراد ،ومستوطنة سديروت بـ4 صواريخ من طراز قسام،و أسدود بـ8 صواريخ غراد.

فيما أوردت قناة «الميادين» أن «مستوطنة اسرائيلية قتلت جراء سقوط قذيفة هاون اطلقت من غزة على معبر ايرز». إلى ذلك أفيد عن إصابة جندي إسرائيلي بجروح طفيفة بشظايا صاروخ أطلق من قطاع غزة واستهدف منطقة سديروت.

من جهته تحدث الجيش الإسرائيلي عن إطلاق 35 صاروخا من غزة على إسرائيل. وأفيد بأنّ صفّارات الإنذار دوّت لأول مرة في شمال حيفا. وقالت عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها قصفت حيفا بصاروخ من طراز آر160 أما سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- فقالت إنها قصفت موقع صوفا العسكري القريب من غزة بستة صواريخ من نوع 107.

وسقطت صواريخ المقاومة في عسقلان وياد مردخاي وسديروت والنقب الغربي وجنوب تل أبيب، وفي مدينة إيلات جنوب إسرائيل. كما سقط صاروخ في مدينة أسدود الساحلية جنوب إسرائيل.

ودوّت صفارات الإنذار في منطقة مرج بن عامر شمال الناصرة، وفي ضواحي تل أبيب الجنوبية، وفي بلدات ومناطق جنوب وشرق حيفا، وفي مناطق في وسط وجنوب إسرائيل

وارتفعت حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 194 بعد مقتل شاب (25 عاما) جراء استهدافه بصاروخ شرق مدينة غزة ومقتل مسنّ باستهداف أرض زراعية في خان يونس.

وكالة وفا قالت أن الطائرات الإسرائيلية شنّت عدة غارات على حي الزيتون ومخيم الشاطىء وبلدة بيت لاهيا ودمرت عدة منازل.

وشن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات جوية في قطاع غزة بعد توقف دام لست ساعات. وشن الطيران الاسرائيلي غارة واحدة على الاقل في مدينة غزة بينما ذكر شهود عيان وقوع غارة جنوب منطقة خانيونس.

وقالت سرايا القدس إنها اخترقت هواتف أربعمائة ألف إسرائيلي، وأرسلت إليهم رسالة تهديد باللغة العبرية.

وفي الأثناء، أكد مسؤول إسرائيلي أن بلاده أمنت التمويل اللازم لشراء ثلاثة بطاريات صواريخ اعتراضية جديدة من منظومةالقبة الحديدية لاعتراض صواريخ حماسالفلسطينية وباقي فصائل المقاومة.وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن إسرائيل كانت تملك سبع وحدات من نظام القبة الحديدية، ولكنها أدخلت اثنتين إضافيتين بعد العملية العسكرية ضد غزة.ورغم أن المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لم يتحدث عن مصادر التمويل، فإن مدير وكالة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الدفاع يائير رماتي قال للصحفيين مطلع الأسبوع إن جميع بطاريات صواريخ القبة الحديدية العاملة ما عدا واحدة مدفوعة من هبات أميركية.

وقالت مصادر في صناعة الدفاع الإسرائيلية في السابق إن كل بطارية في القبة الحديدية تكلف خمسين مليون دولار ولكنها أشارت إلى أن هذه التكلفة ستنخفض بعد قيام شركة أنظمة دفاع رافاييل المتقدمة المملوكة من الدولة بصقل تقنياتها الإنتاجية.

سياسيا أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنها أبلغت الجانب المصري رسميا بعدم قبولها بالمبادرة المصرية للتهدئة في قطاع غزة، في حين قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تدرس المبادرة، التي رحبت بها الرئاسة الفلسطينية وإسرائيل وجامعة الدول العربية. وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن المبادرة المصرية لا تلبي حاجات الشعب الفلسطيني وشروط المقاومة وإنها لم تستشر فيها أصلا، وأكدت سرايا القدس الجناح العسكري للحركة أنها ستواصل عملياتها.

من جانبه قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إنّ حماس لن تلتزم بالمبادرة المصرية لأنها لم تعرض على الحركة للتشاور بشأنها. وأكدّ أنّ حماس لن توقف القتال قبل تلبية شروطها المتمثلة في رفع الظلم عن أهالي القطاع.

وفي السياق ذاته أكد موسى أبو مرزوق-نائب رئيس المكتب السياسي لحماس- أن الحركة تجري مشاورات داخلية بشأن مبادرة التهدئة في غزة التي اقترحتها القاهرة.وقال أبو مرزوق «إننا نتشاور داخليا ولا تخيفنا كل التهديدات»، في إشارة إلى توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوبتوسيع حربه على غزة، إذا لم توافق حماس على المبادرة المصرية.

ولكن المسؤول في حماس شدد على أن التهدئة مقابل تهدئة أمر مرفوض، مؤكدا على ضرورة أن يكون الوضع في غزة يختلف تماما عما كان عليه قبل العدوان الإسرائيلي.

وأضاف أبو مرزوق أن التصريحات الصادرة عن السلطة الفلسطينية بشأن جهود التهدئة تساوي بين الجلاد والضحية، مضيفا أنه إذا كان الهدف من زيارة الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة وقف العدوان فإن حماس ترحب بهذه الجهود، لكنها ترفض أن تكون الجهود فقط من أجل التهدئة.

وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس قد أكدت في بيان لها ، أنها لم تتلق أي اتصالات من جهة رسمية أو غير رسمية بشأن مبادرة لوقف إطلاق النار. وأكد البيان أنه إذا صحّ محتوى ما يقال عن كونها مبادرة للتهدئة، فإنها مبادرة «ركوع نرفضها جملة وتفصيلا».

كما شدد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم بدوره على أن وقف إطلاق النار دون التوصل إلى اتفاق «مرفوض»، مضيفا أنه «لم يحدث في حالات الحروب وقف إطلاق النار ثم التفاوض».

أما على مستوى السلطة الفلسطينية في رام الله، فقد أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ترحيب القيادة بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار كون الهدف الأول هو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.وأضاف أن ذلك جاء بعد أن بذل الرئيس الفلسطيني محمود عباس جهودا مضنية مع مصر والولايات المتحدة والأمم المتحدة للوصول إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وفق تعبيره.كما أوضح أبو ردينة ، أن المبادرة أخذت بالاعتبار المصلحة الفلسطينية وأن على حكومة الوفاق الوطني أن تمارس دورها في إعادة إعمار قطاع غزة.وقد أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس عباس سيتوجه إلى القاهرة ، وقالت إنه يتوجه على رأس وفد رفيع المستوى لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار وأيضا سبل إعادة إعمار القطاع.

تهديد إسرائيلي

من جانبه، هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتوسيع العملية العسكرية «من أجل استعادة الهدوء المطلوب» إذا ما رفضت حماس المبادرة المصرية.وقال نتنياهو في إطار مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، «لقد قبلنا بالمبادرة المصرية من أجل إعطاء فرصة للتعامل مع نزع الصواريخ والقذائف الصاروخية والأنفاق من قطاع غزة بطرق سياسية». وقال نتنياهو للصحافيين: «وافقنا على المبادرة المصرية من أجل إعطاء فرصة لنزع سلاح القطاع (غزة) من الصواريخ والأنفاق عبر السبل الدبلوماسية».وأضاف: «لكن إذا لم تقبل حماس مبادرة وقف إطلاق النار كما يبدو الوضع الآن فإن إسرائيل سيكون لديها كل الشرعية الدولية لتوسيع العملية العسكرية لتحقيق الهدوء المنشود».

وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية قد وافقت، على اقتراح التهدئة الذي قدمته مصر، حسبما أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.وصرح اوفير جندلمان، المتحدث باسم نتنياهو، على «تويتر» أن «الحكومة قررت الموافقة على المبادرة المصرية من أجل وقف إطلاق نار .

أما الوزير الألماني فأبدى تعاطف بلاده مع إسرائيل، وقال «جئت هنا إلى إسرائيل كي أمرر رسالة واضحة جداً, أمن دولة إسرائيل وتحديداً بالنسبة لنا نحن الألمان في غاية الأهمية».

الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز اعتبر ان «وقف اطلاق النار يعطي فرصة لوضع حد لمعاناة كلا الطرفين»، مؤكدا انه «لا يمكن التوصل الى السلام عن طريق الحرب والاقتتال».واوضح ان «الفلسطينيين في قطاع غزة ليسوا أعداءً لاسرائيل وان المشكلة تكمن في الارهاب المنطلق من القطاع».

وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان أكد أن «العالم ملزم بمنحنا الدعم السياسي الكامل للذهاب حتى النهاية»، مشيراً إلى أنه «ينبعي انهاء هذه العملية والجيش السرائيلي مسيطر على كل غزة».

ومن جهة أخرى، رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالمبادرة المصرية، معربا عن أمله في أن تتيح هذه المبادرة العودة الى الهدوء.وأكد أوباما، خلال حفل إفطار رمضاني استضافه في البيت الأبيض، أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات «لا تغتفر»، واصفا في الوقت نفسه مقتل مدنيين فلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه «مأسوي».

وامس توجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة يلتقي خلالها الرئيس عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وسيتبادل الجانبان وجهات النظر, ويتشاوران بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية.

الى ذلك اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل بممارسة «ارهاب الدولة» في قصفها لقطاع غزة وانها ترتكب «مجزرة» بحق الفلسطينيين في القطاع.

على صعيد آخر هاجم شبان فلسطينيون سيارة وزير الصحة في حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية جواد عواد بالحجارة عند معبر رفح احتجاجا على ما وصفوه بـ»تقصير» الحكومة و»تقاعسها» في الإشراف على الأوضاع الصحية بقطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي.وأدانت حكومة الوفاق الهجوم الذي تعرض له الوزير والوفد المرافق لدى دخولهم قطاع غزة من معبر رفح.واعتبرت في بيان أن هذا «الاعتداء» هو «ثمرة تحريض مارسته جهات عديدة في غزة ضد حكومة الوفاق».

وكان عواد قد توجه مع وفد إلى غزة عبر معبر رفح بعد أن منعتهم السلطات الإسرائيلية من الدخول عبر معبر «إيريز» في بيت حانون، وذلك للوقوف على الوضع الصحي والمساعدات المطلوبة للقطاع خاصة في ظل الحرب المتواصلة.