ضغط ميداني وتفاوض لتحرير العسكريين
إشتباكات بين الجيش والمسلحين في جرود عرسال .. وإجراءات لمنع النزوح الإضافي
يتوجه الرئيس تمام سلام، على رأس وفد وزاري الى الدوحة الاحل المقبل، في اول تحرك رفيع المستوى من اجل تحرير الجنود ورجال الشرطة المحتجزين لدى الجماعات السورية المسلحة الذين اصبحوا وراء جرود عرسال، بعدما خطا الجيش اللبناني خطوة متقدمة الى الامام، بالعمل على فصل عرسال عن جرودها، مستخدماً ورقة قوية من اوراق الضغط لاستعادة اسراه، بالاضافة عن ورقة اخرى لا تقل اهمية تتمثل باحتجاز الجرحى في مستشفى بيروت الحكومي بحماية الجيش واشراف القضاء، وسط اعادة تأكيد المعلومات بأن جبهة «النصرة» ملتزمة بتأمين سلامة العسكريين، بانتظار ضمانات مماثلة من داعش.
ويضم الوفد الوزاري كلاً من الوزراء: نهاد المشنوق، وائل ابو فاعور، سجعان قزي، ريمون عريجي، غازي زعيتر، بالاضافة الى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بعدما كلف بمهمة القيام بالاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية، لا سيما القناة القطرية، والتي تشمل المتابعة اليومية لحركة التفاوض غير المباشر، وعدم ترك الملف يترنح، لا سيما وان اهالي المخطوفين ينتظرون على نار من جمر لسماع اخبار سارة وأكيدة عن مصير ابنائهم.
وبعدما نجحت الاتصالات في سحب التحرك من الشارع لمنع الاحتكاك واثارة الخواطر الطائفية والمذهبية، نصب اهالي الجنود المحتجزين خيمة في جوار مسجد محمد الامين في وسط بيروت لابقاء القضية حية، واستمرار الضغط المعنوي والاعلامي لتسريع اعادة الجنود والشرطيين الى ذويهم بخير.
ولم تقف مسألة لجوء الدولة الى الاوراق التي بيدها عند هذ الحد، بل ذهبت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النازحين السوريين الى رسم حدود فاصلة بين مرحلة الاستقبال الانسيابي والانساني للنازحين دون اية ضوابط الى مرحلة تقنين هذا النزوح عبر اقامة مراكز ايواء نموذجية بين المناطق الفاصلة بين الحدود اللبنانية – السورية (المصنع – العبودية)، وابلاغ النازحين الجدد ان لا مجال بعد لاستقبالهم نظراً، لان النزوح من مناطق الاشتباكات قد اكتمل، وان لا قدرة للبنان على استقبال موجات جديدة من الهجرة، على ان تتولى الوزارات المعنية، بالتنسيق مع الامن العام تنفيذ هذا التوجه، كل ذلك مع مراعاة الحالات والشروط الانسانية.
واوضحت مصادر مطلعة على اجتماع اللجنة الوزارية الذي ترأسه الرئيس سلام مساء امس في السراي، ان الاجتماع خصص للبحث في الاجراءات العملانية للحد من دخول النازحين السوريين الى لبنان، بعدما انتفت اسباب النزوح، كما شهد كلاماً صريحاً بالتشدد في ذلك، ما خلا بعض الحالات الانسانية،كما برز اتفاق على موضوع التدقيق في طلبات النزوح تتولاه وزارة الداخلية والشؤون الاجتماعية ومفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.
ولفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» الى انه لم يعد مقبولاً المزيد من اللاجئين السوريين، معلناً ان ما توصلت اليه اللجنة في اجتماعها يؤكد مضي الحكومة في معالجة هذا الملف الدقيق.
وفي السياق نفسه، افادت المصادر ان هناك تفاهماً على اقامة مراكز مشتركة على الحدود للتدقيق في طلبات النزوح.
وإقامة نوع من المخيمات أو مراكز ايواء في المناطق الفاصلة بين الحدود، من دون أن يعني ذلك أن أي قرار في موضوع اقفال الحدود قد اتخذ، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تصب في مصلحة لبنان والنازحين السوريين الذين تعرضوا مؤخراً إلى تهديدات في عدد من المناطق اللبنانية، كردة فعل على خطف العسكريين اللبنانيين.
وافيد مساء أمس عن تعرض مخيم للنازحين في منطقة الشواكير شرق صور لاطلاق نار من دون أن تقع اصابات، فيما سقط جريحان سوريان بإطلاق نار على مخيم لهم في بلدة القاع البقاعية، من داخل سيّارة مجهولة يستقلها مسلحون، في حين اوقف الجيش عدداً من اللاجئين في جزين على اثر مداهمات.
وتحدثت المعلومات عن اشتباكات في جرود عرسال بين الجيش ومسلحين في محاولة للسيطرة على معبر «المبيضة» الذي يعتبر أهم معبر يوصل عرسال بجرودها، بعد تلة الحصن.
اجتماع جدّة
اما بالنسبة لمشاركة لبنان في الاجتماع الإقليمي – العربي – الدولي في جدّة لمواجهة «داعش»، فقد كشف مصدر مطلع أن لبنان يحاذر من الانخراط في محور إقليمي مع التأكيد على انه أوّل المتضررين من «داعش» وأول المستفيدين من خطة عربية – إقليمية – دولية بمواجهة التنظيم بوصفه ارهاباً موصوفاً يُهدّد سلامة لبنان واراضيه ونسيجه الاجتماعي واستقراره الوطني.
ورأى وزير الخارجية جبران باسيل، الذي سيحضر اجتماع جدّة اليوم أن المجتمع الدولي يرتكب خطأ كبيراً بعزل أي طرف عن الحرب ضد الإرهاب، في إشارة إلى النظام السوري، مشيراً إلى أنه كلما كنا متحدين كان صراعنا ناجحاً أكثر في هذه المواجهة.
وقال: إذا استثنينا أي طرف، فهذا سيؤدي إلى خلق بيئة آمنة لداعش لكي يقوم بأعماله الإرهابية.
ورأى، بعد استقباله نظيره الدانماركي مارتن ليدغارد، أن تشكيل جبهة موحدة لمواجهة المجموعات الإرهابية يجب أن يتم برعاية من الأمم المتحدة وبدعم منها، لكي يتمكن كل من يريد الانضمام إلى هذه القوة لمكافحة الإرهاب.
وبحسب المعلومات، فان باسيل سيشدد في جدّة على ضرورة تسليح الجيش اللبناني الذي يلتزم بمواجهات قاسية ضد المجموعات المسلحة، خصوصاً في منطقة عرسال وجوارها.
ونفى وزير الإعلام رمزي جريج لـ «اللواء» وجود تباين داخل الحكومة من موضوع المشاركة في مؤتمر جدّة، مشيراً إلى أن لبنان تلقى دعوة رسمية من المملكة العربية السعودية، في إطار السياسة الإقليمية الدولية لمحاربة المنظمات الإرهابية، لافتاً إلى ان استبعاد إيران والنظام السوري جاء بقرار من منظمي المؤتمر، وبالتالي لا علاقة للبنان بهذا الأمر، وانه لم يحصل اي انزعاج من جانب وزراء 8 آذار من المشاركة في المؤتمر.
لقاء نصر الله – عون
تجدر الإشارة الى أن موضوع الإرهاب الشامل الذي يضرب المنطقة، حضر بقوة في لقاء الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله والعماد ميشال عون، حيث لم يخرج موضوع الجيش وعرسال عن إطار البحث، وهنا، بحسب مصدر قيادي في «حزب الله» كان الحديث مطولاً على ضرورة دعم الجيش اللبناني للتصدي للإرهاب، مع التشديد على عدم تكبيل قيادته ومنعها من الضرب بيد من حديد متى اقتضت الضرورة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر موثوقة لـ «اللواء» أن الجيش بات يحظى بغطاء سياسي واسع أقلّه لبنانياً للتصرّف، وتجزم بأن خلية الأزمة منحت بمؤازرة إقليمية الأمر للجيش في موضوع عرسال وجرودها، ولم يعد هناك من مشكلة في الغطاء المطلوب لمضيّه قدماً في هذه العملية.
رئاسياً، أكد المصدر القيادي أن نصر الله وعون توافقا نهائياً على عدم التفريط بكرسي الرئاسة الأولى لرئيس «كيفما كان»، وأن الرجلين حسما القرار السياسي لجهة التمسك بانتخاب رئيس قوي وحازم يمثّل المسيحيين خير تمثيل، لا سيّما في الظروف التي نعيشها.
أما في موضوع الانتخابات النيابية، فاكتفى المصدر بالإشارة الى أن الطرفين لم يتطرّقا الى موضوع التمديد للمجلس النيابي لا من قريب ولا من بعيد، نافياً ما قيل عن توافق الرجلين على عدم طعن عون بالتمديد في حال حدوثه.
يُشار هنا الى أن عون أوعز الى نوابه الى تحضير أوراقهم لتقديم ترشيحهم الى الانتخابات النيابية قبل انتهاء المهلة يوم الثلاثاء المقبل، فيما لا يزال نواب كتلة «المستقبل» في مرحلة تحضير المستندات من دون أن يتم تقديمها بعد الى الداخلية.
وعلمت «اللواء» أن قيادة تيار «المستقبل» طلبت من وزير العدل اللواء أشرف ريفي تحضير أوراق ترشيحه عن أحد المقاعد السنّية في طرابلس، وقد فعل.
وعلمت أيضاً أن وزير الداخلية نهاد المشنوق حضّر مرسوم تأليف هيئة الإشراف على الانتخابات، وسيطرحه على مجلس الوزراء اليوم.
وقال مصدر نيابي في «المستقبل» لـ «اللواء» أن لا شيء يمنع من أن تحصل الانتخابات على الرغم من اقتناع الكثيرين بصعوبة إجرائها، وأن التمديد للمجلس حاصل حتماً، لكنه اعتبر أنه إذا لم تحصل انتخابات ولم يحصل تمديد فهذا يعني الانتحار الكامل.
الى ذلك، كشف عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب سليم سلهب لـ «اللواء» أن لقاء نصر الله – عون تناول وضع الحكومة حيث كان تأكيد على أنها تتمتع بحصانة داخلية، وأن ما من مصلحة لأحد الخروج منها أو عدم البقاء فيها، باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي لا تزال تعمل والمطلوب هو تفعيل دورها.