Site icon IMLebanon

إلى متى يقاتل “حزب الله” في سوريا؟

هذا هو السؤال الذي يطرحه كل لبناني عندما يقرأ كلمة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال بني غانتس أمام مؤتمر هرتسليا الـ14 التي قال فيها إن الحرب في سوريا قد تستمر 10 سنين، ولدى متابعته ما يجري على الحدود العراقية – السورية بعد إقدام “داعش” على السيطرة على الموصل وازالة الحدود مع المناطق التي تسيطر عليها في سوريا تحضيراً لاعلان قيام دولته الإسلامية.

بعد أكثر من سنة من مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية، لا تلوح في الافق مؤشرات لنهاية هذه الحرب. وعلى رغم كل التحليلات المتفائلة لحلفاء سوريا بعد انتخاب بشار الأسد لولاية جديدة، فإن أحداً لم يجرؤ على القول إن هذا الانتخاب هو مؤشر لقرب انتهاء الحرب الأهلية. بالطبع، في رأي المعارضين ان اعادة انتخاب الأسد ستؤدي الى استمرار الصراع الى ما لا نهاية له. وفي رأي الوسيط الدولي الأخضر الإبرهيمي ان سوريا تحولت “دولة فاشلة”. أما في رأي رئيس الأركان الإسرائيلي غانتس فإن المنظومة السياسية في سوريا تتهاوى مثل “برج من ورق”، وجميع الاطراف الاقليميين والدوليين لم يعودوا يتوقعون نهاية سياسية للأزمة وخصوصاً بعد اعلان الرئيس الأسد قبل يومين الموت الرسمي لمؤتمر جنيف 2.

كل هذا يحتم على قادة “حزب الله” اعادة درس التبريرات الدينية والسياسية والاستراتيجية لمشاركتهم في القتال في سوريا، وذلك في ظل المتغيرات المتسارعة التي تطرأ في كل ساعة على خريطة التحالفات والعداوات بين التنظيمات المتقاتلة داخل سوريا من جهة، وفي ضوء التحول الدراماتيكي للصراع السني – الشيعي في العراق، وبعد التفكك السريع للجيش العراقي، وبدء الكلام على احتمال اعلان دولة إسلامية متشددة في المناطق التي يسيطر عليها “داعش” في كل من العراق وسوريا.

مما لا شك فيه ان توسيع “داعش” رقعة سيطرته على أراض عراقية جديدة، وتعزيز قبضته على مزيد من الاراضي داخل سوريا، يشكل من أمور أخرى أكبر تهديد للتحالف القائم بين إيران ونظام بشار الأسد في سوريا و”حزب الله” في لبنان منذ بدء الحرب الاهلية السورية. من هنا إسراع إيران وسوريا الى اعلان دعمهما لحكومة نوري المالكي وتعبيرهما عن استعدادهما لتقديم العون العسكري له. فهل معنى هذا أن “حزب الله” الذي لديه، استناداً الى غانتس، “قدرة هائلة وتسليح أفضل من بعض جيوش العالم”، قد يشارك في مرحلة لاحقه في مقاتلة “داعش” بصفته جزءاً من المحور الإيراني – السوري؟ والى متى يظل الحزب متورطاً في قتال أهلي مذهبي دموي معرّض لمزيد من التعقيد يوماً بعد يوم؟!