Site icon IMLebanon

إمتحان الفرصة الأخيرة

الجميع ينتظر بشغف ما سيطلقه رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، في إطلالته اليوم، من مواقف أو مبادرات إذا صحّ التعبير، حول الاستحقاق الرئاسي ليبنون على الشيء مقتضاه، خصوصاً وأن النائب عون هو الذي يعطّل انتخاب رئيس الجمهورية، بغيابه ونوابه وحلفائه عن كل الجلسات التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل وبعد الخامس والعشرين من أيار الماضي موعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، فما عساه أن يقول ويطرح من حلول تمهّد أو تعجّل في سدّ الفراغ في الرئاسة الأولى وتخفيف القلق على مصير هذا الموقع الذي يساور المسيحيين عموماً وبكركي خصوصاً.

المعلومات التي تداولتها أوساط النائب عون لا تؤشر الى إمكان إطلاقه مبادرة على غرار مبادرة خصمه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي أطلقها في الأسبوع الماضي والتي تدعو النائب عون الى اللقاء والاتفاق على مرشحين إثنين لرئاسة الجمهورية يتنافسان على هذا الموقع ويتوّج رئيساً من ينال أكثرية 65 صوتاً من أصوات أعضاء الهيئة العامة لمجلس النواب بقدر ما تؤشر الى أن مبادرته تقتصر على إعادة تكوين السلطة وتفعيل المشاركة المسيحية في الحكم، أي أنه سيطرح اقتراحاً يتعلق بتعديل قانون الانتخابات النيابية بما يضمن فوز النواب المسيحيين الذين يشكلون نصف عدد نواب الأمة بأصوات المسيحيين بحيث يتغّير الواقع القائم، على أن أكثر من نصف هؤلاء النواب يُنتخب بأصوات المسلمين، الأمر الذي أدى الى انعدام التوازن في السلطة وصار رئيس الجمهورية يُنتخب بأصوات المسلمين.

إذا صح هذا الاحتمال الذي يروّج له النائب عون عبر نوابه ومصادره، يكون قد حسم مسألة انتخاب رئيس للجمهورية وملء الفراغ في الموقع المسيحي الأول الى ما بعد الانتخابات النيابية أي أنه ترك الفراغ في هذا الموقع الى أول العام المقبل وربما الى ما بعده، وأوقع البلاد في مأزق البحث عن رئاسة الجمهورية، ذلك لأن الدستور نصّ على أن الحكومة تستقيل أو تصبح مستقيلة حكماً بعد الانتخابات النيابية، ويُفترض عندها أن يكون هناك رئيس للجمهورية لكي يُجري استشارات نيابية مُلزمة لتشكيل حكومة جديدة، في حين أن الأمر ليس كذلك بسبب الشغور في موقع رئاسة الجمهورية الأمر الذي يضع لبنان أمام أزمة نظام، مما يجعل النظام مطروحاً على بساط البحث ويحين ساعتئذٍ موعد المطالبة أو موعد فرض الهيئة التأسيسية التي اقترحها الأمين العام لحزب الله لإعادة البحث في تكوين السلطة وصولاً الي فرض نظام جديد على أساس المثالثة بين الشيعة والسنّة والموارنة. فهل هذا ما يريده النائب عون من طرحه الجديد لإعادة تكوين السلطة أم أنه سيبادر الى سحب ترشيحه لرئاسة الجمهورية ويلتقي مع خصمه اللدود سمير جعجع على استكمال تكوين السلطة بملء الفراغ في رئاسة الجمهورية عن طريق انتخاب الموارنة والمسيحيين الآخرين رئيس جديد لهذه الجمهورية على أن يشارك معهم كالعادة النواب المسلمين من شيعة وسنّة ودروز، وبذلك يكون لبنان قد انتصر على أزمته ويسقط هاجس الخوف على مصير الرئاسة الأولى عند المسيحيين، فهل يُقدم عون؟ هذا هو السؤال.