إيران ستتعاون مع «الشيطان الأكبر» (الولايات المتحدة الأميركية) في الحملة ضدّ «داعش»، وقد بدأ التنسيق الفعلي بين الضباط الإيرانيين والضباط الاميركيين في العراق تنفيذاً لتعليمات مرشد الجمهورية خامنئي.
وهذا يفتح الباب على استحضار بعض الوقائع المذهلة عن التعاون الايراني – الاميركي والإيراني – الاسرائيلي من خلال ما عُرف يومها بـ»كوبرا» وكذلك بفضيحة «إيران غيت»… التي يبدو أنّها فرّخت «إيران غيت» ثانية هذه الأيام.
ففي الرابع من حزيران 1981 سُجّل طلب السماح لطائرة بريطانية للقيام برحلة نقل أسلحة أميركية الى إيران… ثم تبيّـن أنّ الأسلحة الاسرائيلية بدأت بالوصول الى طهران منذ بداية الحرب الإيرانية – العراقية، ثم كشفت وثيقة عبارة عن عقد بين الاسرائيلي يعقوب نمرودي والعقيد الايراني إيماني، وقد وقع هذا العقد في تموز 1981م. ويتضمّن بيع أسلحة إسرائيلية بقيمة 135.848.000 دولار، ويحمل العقد توقيع كل من شركة «اي.دي.اي» التي تقع في شارع كفرول في تل أبيب ووزارة الدفاع الايرانية يمثلها نائب وزير الدفاع الايراني (الخ…)
ويتضح من الوثائق المتوافرة عن تلك المرحلة أنّ رسالة سرية عاجلة تفيد بأنّ العراق سيقترح وقف إطلاق النار خلال شهر محرّم، وأنّ العقيد إيماني يوصي بألاّ يرفض الايرانيون فوراً هذا الإقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الاسلحة الاسرائيلية.
وتكشف وثيقة أخرى أنّ حسين موسوي رئيس الوزراء الايراني طلب من وزارة الدفاع وضع تقرير حول شراء أسلحة إسرائيلية.
وثيقة أخرى توضح أنّ العقيد إيماني يشرح المشاكل الاقتصادية والسياسية وطرق حلها، ثم يعلن أنّ السلاح سيجري نقله «من إسرائيل الى روتردام ثم الى بندر عباس» حيث سيصل في بداية نيسان 1982م.
أمّا آلية تلك الوثائق فهي كناية عن صورة لتأشيرة الدخول الاسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطبائي قريب الخميني، الذي قام بزيارة لإسرائيل للإجتماع مع كبار المسؤولين الاسرائيليين ونقل رسائل لهم من القيادة الايرانية بمن فيهم الخميني شخصياً.
ويمكن الإسهاب في المزيد من هذه الوثائق المتوافرة للجميع عبر مصادر المعلومات.
وعُرف ذلك كله بفضيحة «إيران غيت» التي حدثت في الوقت الذي كانت السفارة الأميركية في طهران تحت الحصار الذي استمر 444 يوماً… ولم يفك الحصار إلاّ بعد وصول الرئيس الراحل رونالد ريغان وتوجيهه تحذيراً…
يومها كانت أميركا تمثل «الشيطان الأكبر» وإسرائيل تمثل «الشيطان الأصغر»… وهما تسميتان أطلقهما الخميني.
واليوم، خامنئي على خطى الخميني، إذ لا مانع عنده من التنسيق مع الأميركيين (الشيطان الأكبر) لمحاربة «داعش»…
فقد أعطى أوامره أمس الى ضباطه لينسّقوا مع الضباط الاميركيين الموجودين في العراق في سبيل خوض الحرب ضد «داعش».