Site icon IMLebanon

ابتزاز «حزب الله»: «رئيسي» أو المؤتمر التأسيسي

 

من دون مواربة وبكل صراحة يحدّد «حزب الله» بلسان كبار مسؤوليه ملامح رئيس الجمهورية الذي يسمح للبرلمان بانتخابه، والاّ فهو يهدّد، عبر فرض الفراغ الرئاسي، بالوصول الى «مؤتمر تأسيسي» يشرّع له مكاسب سلطوية اضافية ويخلصه من «اتفاق الطائف» هيكل دستورنا الحالي. لكن الحزب الذي يخشى الوقوع ضحية صراع المتشددين والمعتدلين في ايران لا يملك من الادوات الا تلك التي تساعده في احسن الاحوال على فرض الفراغ الرئاسي متلطيا وراء شبق ميشال عون للوصول الى سدة الرئاسة الاولى.

فإيران، التي أنشأت «حزب الله» وموّلت قدراته منذ نحو ثلاثة عقود، مربكة في خضم مفاوضاتها مع المجتمع الدولي على حلّ لملفها النووي ينبغي انجازه في تموز المقبل ويقيها شر العقوبات التي انهكت اقتصادها. ومن ابرز ادلة الارباك الناجم عن الصراع بين معتدليها ومتشدّديها تلك التصريحات التي تحرج اقرب حلفائها، من «حزب الله« الذي سبق لأمينه العام حسن نصر الله ان اعلن نفسه جنديا في ولاية الفقية الى الرئيس السوري بشار الاسد، وفق ديبلوماسي عامل في سفارة اجنبية في بيروت.

ويقول المصدر الديبلوماسي نفسه ايران تبدو مربكة في تحركاتها، فهي كيفما اتجهت تخشى ان تصطدم بأحد جدارين: داخلي او خارجي. الداخلي قد تصله عندما ينفجر الصراع بين المعتدلين والمتشددين اذا فشلت المفاوضات في التوصل الى اتفاق مقبول بما قد يؤدي الى تحركات داخلية تذكر بالانتفاضة الخضراء عام 2009 وتعطي السلطة الايرانية بوضوح الاولوية لهذا الجانب بما يجعلها لا تتورع عن احراج الحلفاء بلسان متشدديها.

فالمستشار العسكري للمرشد الاعلى القائد السابق للحرس الثوري اللواء يحيى رحيمي صفوي لا يتورع عن التبجح بان حدود بلاده تمدّدت الى جنوب لبنان بحيث بات «البحر المتوسط بالقرب من اسرائيل يشكل العمق الاستراتيجي لايران» . وتبع ذلك اعلان آخر لا يمحو اذيته حذفه لاحقا عن وكالة انباء فارس التي نشرته، وهي الوكالة القريبة من الاجهزة الامنية. في هذا الخبر يكشف قائد سابق آخر للحرس الثوري هو اللواء حسين همذاني عن العزم على انشاء «حزب الله» ثان في سوريا التي يقاتل رئيسها نيابة عن ايران فيما هي تستعد لمده بـ130 الفا من قوات التعبئة.

امام الارباك الايراني ولكون المشهد اللبناني مفتوحا حكما على المشهد الاقليمي، لم يتورع «حزب الله« عن اعلان تمسكه برئيس للبلاد يلتزم سياسته والاّ ففراغ رئاسي يفتح الباب الى مؤتمر تأسيسي، متناسيا ان المؤتمر التأسيسي ينعقد بموافقة جميع الاطراف في بلد فقدت مؤسساته كامل اهليتها لا في بلد كلبنان حيث، ورغم مساوئ الفراغ الرئاسي، يحدّد الدستور مآل الصلاحيات التي تنتقل الى مجلس الوزراء مجتمعا. فمؤخرا اعلن رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد انه «لن يكون هناك رئيس الا اذا كان على وفاق ووئام مع شعب المقاومة وخيار المقاومة«. وسبق لنائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم التأكيد «ان الظروف الحالية ليست مناسبة» لانتخاب رئيس. ويأمل «حزب الله« بان يفتح تعطيله الاستحقاق الرئاسي الباب الى مؤتمر تأسيسي حذّر مؤخراً رئيس الجمهورية ميشال سليمان من استدراج البلاد اليه لانه «يؤدي الى الاخلال بالمناصفة والميثاقية ويغير وجه لبنان» داعيا الى استكمال تطبيق «اتفاق الطائف».

ويلفت الديبلوماسي الى ان «حزب الله« يبدو وكأنه يسعى الى الانتقام من الرئيس سليمان، الذي يعارضه في تورطه في سوريا ويدعو الى انضواء كل سلاح تحت لواء الشرعية، ولن يسمح له بتسليم البلاد الى خليفته وإنما الى «فخامة الفراغ».