Site icon IMLebanon

اخواننا المسلمون لم يساعدونا وتركونا لوحدنا نذبح

بطريرك الكلدان في العالم ساكو لـ«الديار» : اميركا وراء داعش

اخواننا المسلمون لم يساعدونا وتركونا لوحدنا نذبح

لم يكن اجتماع بطاركة الشرق مع سفراء الدول الكبرى في بكركي على قدر الآمال المعلقة عليه، وباستثناء البيان الشديد اللهجة الصادر عن المجتمعين والذي كان شفافاً وصريحاً للغاية فإن اجوبة السفراء للبطاركة كانت مبهمة فيما آخرون لم يهزوا رؤوسهم لا ايجابا ولا سلبا على مطالبة البطاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن لإعادة المهجرين المسيحيين الى مناطقهم، وبالرغم من ذلك فإن البيان استعمل للمرة الاولى كلمات حازمة بفعل الوضع الذي لا يمكن تحمله كمثل الدعوة الى تسهيل عودة النازحين الى بلداتهم وتحرير سهل نينوى دون اللجوء الى الدعوة باستعمال القوة العسكرية من قبل القوات الدولية، واستنكر المجتمعون صمت الدول العربية والاسلامية ووقفت دون حراك في وجه الدولة الاسلامية والجماعات التكفيرية داعية الى اصدار فتوى دينية تحرم تكفير الآخر.

وفي موقف لافت حمّل المجتمعون الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية المسؤولية عن تنامي داعش دون الضغط على ممولي هذه التنظيمات بالمال والسلاح.

ولكن ما هو بارز الكلام الذي اطلقه بطريرك الكلدان لويس روفايل الاول ساكو الذي شن حملة عنيفة على أميركا ودول الغرب وقال لـ«الديار»: ان ما حصل اقرب الى قصص الخيال بتهجير اصحاب الارض منذ الفي سنة ويمكن ان لا يعودوا الى اراضيهم، اضاف: ان جيراننا المسلمين لم يساعدونا وليس كافيا إصدار فتوى بمنع المسلم من قتل المسلم بل المطلوب تحريم قتل الانسان البريء، مشيرا الى ان الغرب تفرج علينا ويبدو انه تناسى المأساة ويتحملون مسؤولية تاريخية لن يغفر لهم احد هذه الجريمة بحق الانسانية، وعن اللقاء مع سفراء الدول الكبرى قال البطريرك ساكو: لم يتجاوبوا معنا ونحن لا نريد اقوالاً وتصريحات وتحرير بيانات وان اميركا هي المسؤولة عما جرى للمسيحيين في الشرق، وان البطاركة لن يتوسلوا احداً لا العرب ولا غيرهم من اجل احقاق الحق، فالجميع يعرف مسؤولياته التاريخية والتي سيحاسب عليها عاجلاً ام آجلاً، وختم بالقول: ان اميركا وراء داعش مما يشكل جريمة العصر وبكل وقاحة يريدون نزع المسيحيين من اديارهم وكنائسهم بفعل حاجتهم في الغرب الى يد عاملة يريدون تهجيرنا الى هناك، لكننا لن نترك الارض مهما كانت التضحيات.

بري يعوّل على التقارب السعودي ـ الايراني

الى ذلك اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري لنواب لقاء الاربعاء النيابي انه يعول على اللقاء الايراني – السعودي لمواجهة الخطر في المنطقة آملا ان تتوافر الظروف اكثر لمواجهة خطر الارهاب ومنها بوادر أو فتح باب التقارب السعودي – الايراني، وامل بري خيراً من هذا التقارب الذي يخفف التشنجات في المنطقة.

كلام الرئيس نبيه بري تزامن ايضا مع اشارات سعودية – ايرانية تحدثت ايجاباً عن اللقاء بين وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ومساعد وزير الخارجية الايراني الامير حسين عبد اللهيان، وعن استمرار التواصل بين الدولتين لتحسين العلاقات بينهما حيث حظي الملفان العراقي والسوري بالاولوية. واللافت ان المملكة العربية السعودية استكملت اتصالاتها مع دول الخليج قبل اجتماع مجلس التعاون الخليجي اواخر الشهر، ومن المتوقع صدور موقف حازم ضد القوى التكفيرية الارهابية، وقد زار وفد سعودي برئاسة وزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن بندر بن عبد العزيز ووزير الداخلية محمد بن نايف دولة قطر، واجتع بأميرها الشيخ تميم آل ثاني ثم انتقل الوفد الى قطر.

وكذلك فان المعلومات السرية تشير الى تقارب اميركي – غربي – ايراني في الملف النووي مما يسمح بتعزيز التفاهمات والتركيز على محاربة «داعش»، وفي هذا الاطار اعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي عن اعادة تصميم قلب مفاعل اراك النووي معتبرا ان السبيل اصبح سالكاً امام ايران لصنع الجيل الجديد من اجهزة الطرد المركزي.

واشارت معلومات «ان هذا التعديل سيؤدي الى رفع مخاوف بعض الدول بشأن مفاعل اراك مما سيؤدي الى رفع التحفظات الغربية في هذا الملف والوصول الى نتائح خلال الاجتماع القادم لمجموعة الخمس زائد واحد.

وكان لافتا امس اجتماع بري مع الرئيس سلام وقائد الجيش العماد جان قهوي وكان التركيز بشكل خاص على موضوع قضية العسكريين المخطوفين والوضع في عرسال. وبالنسبة لقضية العسكريين هناك اهتمام وتنسيق بين المراجع لضمان سلامتهم، واطلاق سراحهم لكن المعلومات المتوافرة لـ«الديار» انه لم تصدر اية اشارات ايجابية واضحة من قطر وتركيا حول هذا الملف حتى الان. اما بالنسبة لتكليف اللواء عباس ابراهيم فانه حتى لو لم يصدر اي تكليف رسمي لكن المعلومات تشير «انه بات بحكم المكلف في هذا الملف خصوصا في ضوء تجاربه السابقة في قضيتي اعزاز وراهبات معلولا.

اما الموضوع الثاني الذي تركز عليه الاهتمام والنقاش هو موضوع تسليح الجيش وقد وضع بري سلام وقهوجي في فحوى مباحثاته مع سفراء الدول الكبرى ووعودهم بتسليح الجيش وضرورة متابعة الوعود التي قطعها السفراء بدعم الجيش وان بعضهم ابلغ انه سيطلع حكومات بلاده على ماهية ومضامين ما يحتاجه الجيش.

اما المحور الثالث فكان المحور الرئاسي الذي لم يطرأ عليه اي جديد، وخصوصاً على المستوى الداخلي وهناك مراجع مطلعة، ان الكلام عن مواعيد لحسم هذا الاستحقاق هو مجرد كلام «صحف» لكن هناك رغبة اكيدة في العمل من اجل تحريكه جدياً باتجاه الحل.

عودة المعارك الى عرسال

ووسط هذه الاجواء، بقي الوضع في عرسال وجرودها متوتراً في ظل عودة الاشتباكات العنيفة الى منطقة الجرود بين المسلحين من جهة والجيش العربي السوري و«حزب الله» من جهة ثانية، حيث شن الطيران الحربي السوري غارات جوية استهدفت المسلحين السوريين، كما حصلت اشتباكات بعد ان قام المسلحون بمحاولة لفك الطوق عنهم بالقرب من بلدة فليطا مما ادى الى اشتباكات عنيفة وفشل المحاولة بعد ان قتل للمسلحين مسؤول من النصرة. فيما ذكرت معلومات ان الجيش اوقف سيارة من نوع «فولفو» محملة بالقذائف والاسلحة يقودها شخصان من عرسال، حيث واصل الجيش دورياته في المدينة واستحدث بعض النقاط لضرورات المراقبة في وادي الحصن في المنطقة التي يمكن للمسلحين ان يتسللوا منها على المدينة.