Site icon IMLebanon

استهداف وتقسيم المنطقة ‮)‬2‮/‬2‮(‬ ‮«داعش‮» ‬فيروس أميركي‮ ‬أم إيراني؟‮!‬

يتداول اللبنانيّون كمّاً هائلاً من النكات المتعلّقة بلفظ «داعش»، وما النُّكات وخطورة ما يُنسب إلى «داعش» من مخططات فالقلق يجب أن ينتاب الجميع، فالقاعدة التي قادت الولايات الأميركيّة إلى المنطقة ومكّنتها منها، ليس ببعيد أن تستولد «داعش» من قلب القاعدة لاستكمال مشروعها لتقسيم المنطقة، وهذا التقسيم هو الأمر الوحيد المتفّق عليه بين كلّ المتحاربين في المنطقة وعليها!!


في مصر يحذّرون من «داعش» ويصفونها بـ «الفيروس الأميريكى» وبأنها تخطط لاحتلال مصر والمنطقة العربية، فيما يؤكّد كبار العسكريّين بأنّ «الجيش المصري سيسحق التنظيم لو اقترب من حدود مصر»، وينصرفون إلى التأكيد بأنّ «أميركا لن تقوم بأي تدخل عسكري في العراق»، وأنّ هذا الفيروس «ينتشر في المنطقة العربية، ويتوغل يوما بعد يوم، في ظل صمت عربي غير مبرر بدعوة ظاهرها هو إقامة الدولة الإسلامية وعودة الخلافة، وباطنها هو السيطرة على النفط ومليارات الدولارات».

وهكذا قراءة تأتي من مصر لا بدّ أن تدفعنا إلى توسيع رقعة المخاوف العربيّة من «داعش» التي بلغت مصر مع انتشار «خارطة» تمثّل الدولة المستهدفة من «داعش» لبناء دولتها، مع ترويجٍ أميركي سارع إلى التأكيد مع سقوط الموصل العراقية إلى الإعلان بأنّ «داعش» أصبحت «أغنى تنظيم إرهابي في العالم»، في غضون سنوات قليلة، بعد تمكنها من السيطرة على عدة مناطق في العراق ونهب بنوكها وسيطرته على سلسلة من الموانئ النفطية في سوريا».

ولا بُدّ أن يستوقف أي متابع للـ «الحركة الداعشيّة» في العراق وتهديداتها «القذرة» بحقّ «العتبات المقدّسة»، على أنها خدمة جليلة ومجانيّة لإذكاء نيران المذهبية في المنطقة وسوقها باتجاه «تجميع» الشيعة تحت عنوان أساساً استغلّه حزب الله وإيران تحت عنوان عريض «حماية مقام السيدة زينب» لانخراطهم في الحرب على الشعب السوري، فعندما ينقل أنّ المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني قال لأفراد التنظيم:»حقاً أن بيننا تصفية للحساب، حساب ثقيل طويل ولكن تصفية الحساب لن تكون في سامراء أو بغداد، وإنما في كربلاء المنجسة والنجف الأشراك وانتظروا إنا معكم منتظرين»، فعلينا التخوّف حقيقة من «محرقة نازيّة» تنتظر المنطقة بدون استثناء.

ويتوسع المتابع ليجد أن الحال في إيران ليس بأفضل من العالم العربي، فإيران أساساً دولة قوميّات خمسة، يستأثر الفرس بحكمها، والحال في تركيا ليس بأفضل، فقد سارع وزير خارجيتها داوود أوغلو إلى إعلان تخوّف بلاده من امتداد النيران العراقية إلى تركيا، في كلتيهما إيران وتركيا وسوريا «كرستان» تنتظر انضمامها إلى «كردستان الكبرى»، وهذا أمر سيفتح شهيّة باقي القوميات الإيرانيّة إلى الاندفاع وراء استقلال ذاتي أيضاً، بصرف النظر عن البعد القليل الذي بلغته «داعش» [180 كلم] من الحدود العراقية الإيرانية من الحدود الإيرانيّة، ومقتل ثلاثة من حرس حدودها منذ يومين، ومسارعتها إلى إغلاق الحدود مع إيران، فيما يبدو أن الهدف الحقيقي لـ «داعش» هو السيطرة على «أنبوب الغاز الممتد من إيران إلى سوريا عبر العراق»!!

ولا بُدّ لنا هنا من التوقف عند مفاجأة خروج الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد من الظلّ، ليلقي كلمة تلفزيونية يوم الخميس من الأسبوع الماضي يؤكد فيها أن «إيران ستكافح العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة وفى العالم أجمع»، من دون أن يقول كيف؟!

نشرت «داعش» خريطة توضح هوية الدول المستهدفة لتكون «الدولة الإسلامية» التي تدّعي أنها تسعى لإقامتها، استوقف المتابعين وضع «داعش» الكويت بين الدول التي ستضمها دولتها المزعومة، وخارطة داعش تضمّ «العراق وسوريا وإيران والكويت والأردن وفلسطين حتى ومصر بدءاً بالسيطرة على سيناء»، هذه الخارطة تدفعنا إلى سؤال «المتداعشين من محور الشرّ الممانع»:أين لبنان من خارطة «داعش»، وأن نتساءل: من يجيبنا على سؤال:أين لبنان من هذه الخارطة، هل هو ليس بين أهداف «داعش»، أم أنها لا تقيم له اعتباراً ولا تعترف به دولة وكياناً مستقلاً؟!أوضاع العراق وتدهورها في الأيام المقبلة ستجيب عن هوية «داعش» الحقيقيّة، وكاذب من يدّعي أنه يعرف هويّتها الحقيقيّة، فمثلها مثل القاعدة التي قيل أن رأسها أسامة بن لادن قتل وألقيت جثته في المحيط، وللمارقة أنّ ميتته جاءت بنفس أسلوب جهاز المخابرات الأميركية في حلقاته الأضيق مع أخطر الجواسيس العسكريين الذين تدّعي أميركا مقتلهم ثم تمنحهم هويات جديدة حتى لا ينفضح أمر العمليات الكبرى القذرة التي نفذوها لصالحها في دول العالم.

ميرفت سيوفي