Site icon IMLebanon

الأسلحة الأميركية إلى عرسال .. و«داعش» تهدّد بتصفيات بعد 3 أيام

أهالي المخطوفين للمسؤولين: فاوضوا، بادلوا، وأعيدوا أبناءنا

الأسلحة الأميركية إلى عرسال .. و«داعش» تهدّد بتصفيات بعد 3 أيام

الحرارة الامنية المنبعثة من الوضع الخطر في عرسال كادت ان تغطي على حرارة الطقس المرتفعة في الايام الاخيرة من شهر آب في ظل ازمة كهرباء غير مسبوقة، وازمة مياه فاقمت من الوضع الحياتي والمعيشي للمواطنين في العاصمة والضواحي.

واذا كانت الدفعة الاولى من الاسلحة الاميركية التي تسلمتها قيادة الجيش عبرت عن ان دعم القوى المسلحة اللبنانية هي اولوية قصوى للولايات المتحدة، على حد تعبير السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل، فإن نقل هذه الاسلحة على وجه السرعة الى عرسال، من شأنها ان تمكن الجيش اللبناني من «تحرير» البلدة، ومنع المسلحين من استباحتها، تمهيداً لاستعادة الجنود وعناصر القوى الامنية المحتجزين لدى الجماعات السورية المسلحة والموزعة بين جبهة «النصرة» و«داعش».

وبما لا يقبل اي شك او جدال، جدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، عشية الاجتماع الوزاري الامني مساء بعد غد الاثنين، ان الدولة بكل مسؤوليها السياسيين والامنيين لن يهدأ بالها قبل تحرير الاسرى واعادتهم الى ذويهم.

وجاءت تأكيدات الوزير المشنوق في ظل ارتفاع اصوات اهالي العسكريين المخطوفين على ضرورة ان تأخذ الدولة مسؤوليتها، حتى ولو اقتضى الامر ان تفاوض المسلحين لاجراء مبادلة بين الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية والجنود الاسرى، وقال هؤلاء صراحة بعدما حملوا الدولة المسؤولية: فاوضوا، بادلوا، واعيدوا ابناءنا الذين مضى على اسرهم 27 يوماً.

ولم توفر تطمينات إمام مسجد السلام في عرسال الشيخ مصطفى الحجيري كفاية اهالي العسكريين المفقودين، عندما اشار في مداخلة تلفزيونية ليل امس الى انه بإمكانه ان يؤكد ان عناصر الدرك بخير، وانه على تواصل مع الجهة التي تحتجزهم، في حين بقي موضوع ذبح الرقيب في الجيش على احمد السيد، وهو ابن مختار بلدة فنيدق، اشبه بلغز، بعدما تحفظت هيئة العلماء المسلمين عن تأكيد نبأ استشهاده، وكذلك نفي رواية الذبح، ما اثار بلبلة في بلدته فنيدق والقرى العكارية المجاورة التي واصلت قطع الطرقات احتجاجاً، علماً ان والد الرقيب اكد للمؤسسة اللبنانية للارسال L.B.C ان الهيئة اكدت له ان خبر استشهاد ولده صحيح، لكن الهيئة نفت وجود اتصالات مباشرة مع الجهات التي تحتجز العسكريين، مشيرة إلى أن موقفها يعود لتوقف المفاوضات.

وزاد من خطورة الوضع الدقيق في عرسال، نشر «لواء فجر الاسلام» مقطع فيديو لتسعة من عناصر الجيش المحتجزين لديه، ناشدوا فيه اهلهم التحرّك والنزول إلى الشارع وقطع الطرقات للضغط على الدولة للتفاوض والافراج عنهم، وإلا سيكون مصيرهم الذبح ضمن مهلة ثلاثة أيام. وناشد العناصر الدولة تلبية مطلب «داعش» بمبادلتهم بموقوفين في سجن رومية.

ولم تظهر في الشريط صورة الرقيب السيّد الذي قال بيان «داعش» انه ذُبح.

المشنوق

 وفيما أكّد مصدر وزاري لـ «اللواء» بأن الرئيس سلام سيرأس في السادسة من مساء الاثنين الاجتماع الوزاري – الأمني في السراي، للبحث في خطة الطوارئ التي اقترحها وزير الداخلية في جلسة مجلس الوزراء أمس الاول، لمعالجة الوضع في عرسال، مبدياً انطباعه بأن الصورة التي نشرت لذبح الرقيب السيّد «مركبة»، شكك الوزير المشنوق، في مداخلة مع برنامج «كلام الناس» الذي استضاف فيه الزميل مارسيل غانم مجموعة من اهالي العسكريين المخطوفين، عبر شاشة L.B.C بصورة ذبح السيّد، لكنه قال انه لا يزال ينتظر أن تصدر قيادة الجيش بياناً حول الموضوع، مشيراً إلى ان خبراء الجيش يواصلون البحث والتدقيق في الصورة.

وإذ اعتذر المشنوق من أهالي العسكريين عن أي تقصير قد يكون حصل من الحكومة، على الأقل بشكل علني، أكّد أن هناك قراراً من الحكومة، بأننا لن نترك باباً الا ونطرقه من أجل تحرير العسكريين، ولن نترك أحداً لا في لبنان ولا في سوريا، ولا في أي بلد في العالم ينام قبل إطلاق الأسرى، فهؤلاء هم اولادنا وأولاد المؤسسة التي ينتمون إليها، وهي مسؤولة عنهم، مشيراً إلى انه يتفهم وجع الأهالي، لكن العلانية في هذا الموضوع مضرة ويجب ان تكون هناك سرية.

وحيّا المشنوق الشيخ مصطفى الحجيري على وطنيته، وعلى الدور والجهد الصادق الذي يقوم به من أجل المساعدة لاطلاق العسكريين، مشيراً إلى انه يعرف تماماً الجهد الذي قام به، ليس بمفرده وإنما من أشخاص كثيرين من أبناء عرسال، خصوصاً وأن هذه البلدة تعتبر محتلة، وقرارها السياسي محتل، وهنا خطورة المساعي التي يقوم بها أهالي البلدة الذين يخاطرون بحياتهم من اجل إطلاق العسكريين.

ورداً على سؤال عمّا إذا كان بحث مع العماد ميشال عون موضوع مبادلة العسكريين بالموقوفين في سجن رومية، أجاب: «بحثت معه بإطلاق سراح عرسال فقط لا غير.

وكان وزير الداخلية قد أعلن بعد زيارته الرابية أمس، أن موضوع عرسال لم ينتهِ، مشيراً الى أنه اتفق مع العماد عون على مزيد من التشاور والتنسيق في موضوع عرسال تحديداً، والذي يحتاج الى توافق كل القوى السياسية على عدد من المواضيع والتوجهات، لأن الذي نشهده والذي حصل ليس فقط لم ينتهِ، بل قنبلة موقوتة جاهزة دائماً للانفجار.

وأفادت مصادر تكتل التغيير والاصلاح لـ «اللواء» أن لقاء عون – المشنوق اتسم بمقاربة موضوعية لملف عرسال، في ظل توافق على أن الارهاب آفة تطاول الجميع، وأن دعم الجيش والقوى الأمنية مطلب القوى السياسية على اختلافها. وفُهم من المصادر نفسها أن الوزير المشنوق تحدث صراحة عن دقة الوضع ومعالجة ملف العسكريين المخطوفين وكيفية متابعته.

وأشارت المصادر نفسها الى أن أي حديث أو تفصيل شامل بشأن الانتخابات الرئاسية لم يتم التطرق إليه، لأن عناوين المحادثات بينهم كانت واضحة وتتصل بما يجري في عرسال، والمواكبة الحكومية لها والمفاوضات المتصلة لعودة المخطوفين سالمين.

تجدر الإشارة الى أن الشيخ الحجيري أبلغ الحلقة التلفزيونية التي كانت عاصفة، وكان أهالي العسكريين شديدي التأثر، بأنه لن يترك العسكريين وسيظل يطمئن عليهم بوسائله، مؤكداً أن الدركيين منهم بخير وأن وضعهم جيد ويلقون معاملة حسنة، مشيراً الى أن لدى الخاطفين مطالب رسمية، وأخرى سرّبوها تحت الطاولة، لكنه يجهلها، إلا أنه يعرف أن المطلب الرسمي هو انسحاب «حزب الله» من سوريا.

أما وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي، فأكد من جهته لـ «اللواء» أن ملف عرسال لا يعالج بيوم أو يومين، وأن الحكومة ماضية في دعمها للجيش اللبناني وبذل الجهود لاستعادة المخطوفين، مشدداً على أنه ما من باب إلا سيصار الى طرقه لهذه الغاية، وأن الرئيس سلام والوزير المشنوق يقومان بجهد جبّار، لكنه شدد على ضرورة إحاطة الموضوع بالسرية.

وكشفت مصادر وزارية أنه لم يوزع على الوزراء حتى مساء أمس، أي دراسة حول الموضوع المالي المدرج على جدول أعمال الجلسة الاستثنائية يوم الثلاثاء المقبل، من دون ان تؤكد ما اذا كان الموضوع يتصل بمشروع الموازنة.

«صيد ثمين»

أمنياً، ورغم عودة الهدوء النسبي الى عرسال في فترة قبل الظهر فقد اشتبك الجيش بعد الظهر مع مسلحين في جرود البلدة واوقع بينهم قتلى وجرحى، في حين تمكن من اسر اثنين منهم، بينهما خالد احمد امون المسؤول عن تفخيخ السيارة التي انفجرت في محطة الايتام في الهرمل والتي استهدفت حاجزاً للجيش يومذاك.

واوضح بيان للجيش ان قواته رصدت في احد مرتفعات منطقة وادي حميد سيارة نوع جيب شيفروليه بداخلها ثلاثة مسلحين، فلاحقتها دورية واشتبكت مع المسلحين، وتمكنت من توقيف إثنين هما اللبنانيان خالد امون ومحمد رياض عز الدين، فيما تمكن الثالث من الفرار.

وكانت القيادة قد اعلنت ان حاجز مستوصف عرسال التابع للجيش اوقف سيارة بيك آب يقودها اللبناني خالد محمد ديب كرنبى ومعه سوريين اثنين للاشتباه بمشاركتهما في القتال ضد الجيش في عرسال.