Site icon IMLebanon

الإسراع في تطبيق الخطّة الأمنية يمنع اشتعال جبهة جرود عرسال

حجبت المجازر الاسرائيلية ضد أهالي غزة من أطفال ونساء وشيوخ، وكذلك اضطهاد تنظيم “داعش” لمسيحيي الموصل واضطرار كثيرين منهم الى الهرب من ممارسات هذا التنظيم وترك ألاديار والارزاق، وأخبار تمدد القتال السوري الى جرود عرسال وحرص مسلحي المعارضة المتمركزين في أعالي تلك الجرود على رمي اللبوة والنبي عثمان وغيرهما بالصواريخ التي لم تصب أحداً من السكان بأي أذى، لكنها تترك جواً من القلق والتوتر والاستنفار لما يمكن ان يحصل في قراهم.

أهتمّ لبنان الرسمي بما يجري من مذابح في غزة على الرغم من مشاكله المتزايدة من جراء الاهتزاز في الاستقرار السياسي. وشارك في اجتماع “مجلس حقوق الانسان” في جنيف الذي عقد قبل نحو تسعة أيام، وصدر في ختام المناقشات التي دامت نحو ست ساعات، موقف داعم للفلسطينيين، لكنه لم يوقف المجارز، بل ارتفعت وتيرتها على مدى 23 يوماً من المواجهات بين الطرفين.

ونبّه مسؤول غير سياسي لدى سؤال “النهار” له الى ان ما يجري في المنطقة الشرقية من البقاع على صعيد الممارسات والتجاوزات، يجب وقفه قبل تفاقمه. وأعرب عن أمله في تنفيذ الخطة التي وعد بها وزير الداخلية نهاد المنشوق لجهة توسيع الخطة الأمنية، فيتمكّن الضباط والجنود من منع تسلل “داعش” والمقاتلين، وان اي مسؤول آخر يفكر في ذلك يكون يفتح جبهة سورية مقاتلة لا أحد يمكنه أن يتكهن بما ستؤدي اليه من تهجير للسكان بأعداد كبيرة الى لبنان أو الاردن.

وأكد أن مقاتلة المجموعات المسلحة ليست سهلة كما يتصوّر بعض المسؤولين، وينصح القيادة السياسية اللبنانية بضرورة إحكام السيطرة على قمم الجرود وعلى كل ما يؤدي الى عرسال والقرى المحيطة، قبل اشتعال المواجهة التي قد يذهب ضحيتها الكثير، وربما قد تنتقل العدوى الى مناطق أخرى.

ولفت الى أن لبنان الذي يسعى أيضاً الى مساعدة مسيحيي الموصل الذين هربوا من تجاوزات “داعش”، جنّد ديبلوماسيته بعدما طالبه بطريرك السريان الارثوذكس مار افرام الثاني، بإثارة مجازر الموصل وتغيير نموذجها التعايشي في المحافل الدولية وفي الامم المتحدة، لأن الحكومة العراقية عاجزة حتى الآن عن اعادة السيطرة على الموصل وطرد “داعش” منها.

ودعا الى الاسراع في إيصال التعزيزات العسكرية الشرعية قبل مدّ القتال السوري الى عقر دار اللبنانين، وسيؤدي ذلك الى تهجيرهم.

وأشار الى معلومات توافرت لديه عن احتمال لجوء المعارضين الى التسلل الى قرى مسيحية وشيعية وربما سنية لارتكاب مجازر، في محاولة لاشعال فتنة مذهبية سنية – شيعية نجح وعي الزعماء من كلا الفريقين في تجنيب البلاد شرّها، على الرغم من الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في مناطق من الضاحية الجنوبية بقيت دون أي ردّة فعل، لتفويت الفرصة على من يتآمر لضرب وحدة لبنان وصيغة العيش المشترك النموذجية التي يتميز بها عن دول الجوار التي تشهد قتالاً شرساً.