اذا كانت جلسة مجلس الوزراء اليوم لن تشهد مبدئيا تطورات غير عادية نظرا الى عدم ورود موضوع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى الانتخابات النيابية الذي تأخر نشره عن موعده القانوني في جدول اعمال الجلسة، فإن جلسة أخرى مرشحة لأن تشهد نقاشا حاميا ستعقدها لجنة التربية النيابية وسط أجواء تربوية ونقابية شديدة التوتر، عقب النهاية الدراماتيكية لمشكلة الامتحانات الرسمية باصدار الافادات للتلامذة بدل نتائج الامتحانات الرسمية. وستخصص جلسة اللجنة لقوننة قرار وزير التربية الياس بو صعب منح الافادات فيما ظهرت غداة هذا القرار تباينات تعليمية ونقابية بين تمسك مجالس المندوبين لروابط نقابات معلمي الخاص بكل مراحله بمقاطعة الامتحانات، وبيان الجمعيات العمومية لمعلمي الخاص التي صوتت على العودة عن قرار مقاطعة التصحيح. كما ستتجه الانظار الى المؤتمر الصحافي الذي ستعقده هيئة التنسيق النقابية بعد الظهر لتحديد موقفها من موضوع تصحيح الامتحانات او المضي في المقاطعة.
وبدا من هذه الصورة ان ملامح فوضى غير مسبوقة قد أرخت بظلالها على الازمة التربوية عقب اتخاذ قرار اصدار الافادات بما من شأنه ان يزيد الاضرار المعنوية والتربوية الناشئة عن تفلت هذه الازمة عن الضوابط التي كان يفترض في جميع أطراف الازمة ان يلتزموا خطوطا حمرا لدى تجاوزها. ولم تقتصر الصورة التربوية القاتمة على هذا التطور اذ برزت ايضا، كما علمت “النهار” ثغرات ومخالفات في ملفات عدد غير قليل من الاساتذة الذين شملهم قرار التفرغ في الجامعة اللبنانية نتيجة عدم اكتمال هذه الملفات وعدم قانونيتها، سواء لجهة مستوى الشهادة او العدد المطلوب من ساعات التعليم وأمور اخرى تجعل ملفاتهم غير مكتملة. وفي المقابل ثمة عدد غير قليل ممن يستحقون التفرغ لم ترد اسماؤهم وبعض هؤلاء من خريجي جامعات اوروبية مرموقة. وأفيد ان وزارة التربية تعد ملحقا بأسماء الاساتذة المستحقين ممن لم ترد أسماؤهم في لوائح المتفرغين.
وعلمت “النهار” ان تحركاً نيابياً قد ينطلق قريبا من اجل ايجاد مخرج لموضوع سلسلة الرتب والرواتب بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري انطلاقا من المعطيات المعقولة التي تتيح إقرارها. وفي الوقت نفسه سيكون من شأن المبادرة الى فتح نافذة التشريع العمل على ايجاد حل لموضوع تمويل سندات اليوروبوند العالقة ومشروع الموازنة التي تفتح الباب امام الحلول للمسائل المالية العالقة منذ سنوات.
مجلس الوزراء
أما في شأن جلسة مجلس الوزراء اليوم، فعلمت “النهار” ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق غادر لبنان في زيارة خاصة، وعليه لن يحضر الجلسة اليوم. وتقول أوساط متابعة ان وزارة الداخلية قد أنجزت كل التحضيرات المطلوبة في شأن التزام المواعيد الخاصة باجراء الانتخابات النيابية وبات الامر منوطا الآن بمجلس الوزراء.
وقالت مصادر وزارية متعددة لـ”النهار” إن جلسة مجلس الوزراء ومثلها جلسة بعد غد الخميس لا يتضمن جدول اعمالهما مرسوم دعوة الهيئات الناخبة واذا كان هناك من بحث على هذا الصعيد، فسيكون من خارج الجدول. واشارت الى ان الجدول يتضمن بنودا مرجأة من الجلسة السابقة تتعلق بانشاء جامعات وكليات ومطامر النفايات وتجديد العقد مع شركة سوكلين. ولفتت الى ان المعطيات تفيد ان هناك انقساما في الرأي حول هذه البنود.
من جهة أخرى، علمت “النهار” ان موقفا وزاريا مسيحيا يشمل فريقي 8 و14 آذار يرفض التمديد لمجلس النواب وتاليا فان المسيحيين الذين انقسموا حيال انتخاب رئيس جديد للجمهورية اتحدوا في رفض التمديد لمجلس النواب.
في المقابل، قالت مصادر نيابية لـ”النهار” ان التطورات تشير الى ان الامور عادت الى مجلس النواب بدءاً من التشريع في مجال الافادات المدرسية مروراً بالتشريع لتقصير المهل الانتخابية بعدما أنقضت المهلة التي حددها وزير الداخلية ظهر امس وصولا الى التشريع لتمديد ولاية مجلس النواب.
مبادرة حرب
وعلى صعيد المواقف والتحركات المتصلة بالازمة الرئاسية، برزت امس المبادرة التي اعلنها وزير الاتصالات النائب بطرس حرب الذي اقترح انتخاب رئيس الجمهورية بالغالبية المطلقة وليس غالبية الثلثين، معتبرا ان “مقاربة موضوع الرئاسة يجب ان تتبدل لأن ابعادها تغيرت ولان ظروفها تجاوزت الظروف العادية لانتقال السلطة في لبنان ولان حياة اللبنانيين ووجودهم اصبحا في خطر”. كما برزت زيارة رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط لبنشعي حيث التقى النائب سليمان فرنجية في اطار جولته على قيادات سياسية.
البطاركة
في سياق آخر، علمت “النهار” ان وفد البطاركة والاساقفة الذي سيزور غدا العراق يقوم بهذه الخطوة بالتنسيق مع دوائر الفاتيكان منذ ان جرى التحضير لهذه المبادرة في الديمان الاسبوع الماضي. ويشار الى ان هناك موفدا بابويا في العراق يتابع حاليا ملف تهجير المسيحيين من الموصل. وفي المعلومات أيضاً ان التحرك الفاتيكاني، ومعه التحرك الكنسي اللبناني، يمهد لتحرك دولي لاحقا بمبادرة من الفاتيكان من اجل صدور موقف دولي يقف في مواجهة تفريغ العراق من المسيحيين. ومن المقرر ان يسافر الوفد الاعلامي المرافق للوفد اللبناني الى العراق اليوم على ان يسافر الوفد الكنسي غداً ويعقد لقاءاته طوال يوم كامل قبل عودته الى بيروت، إلا اذا كان ثمة ما يستوجب تمديد زيارته لمتابعة المحادثات مع المسؤولين العراقيين.
ويشار الى ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قام امس بزيارتين لبغداد واربيل حيث التقى عددا من المسؤولين العراقيين على رأسهم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني. وأعلن باسيل ان “الدعوات الى استقبال اي عراقي نازح هي دعوات مرفوضة ونطلب من العراقيين البقاء في ارضهم ونرحب بهم سياحا في لبنان”، واعتبر ان “المسيحيين ليسوا وحدهم مهددين في الشرق، فالعالم كله مهدد ولهذا يجب ان تكون هناك حمايات دولية للمكونات المسيحية العراقية”.