Site icon IMLebanon

الاحتلال تراجع عن كلّ أهداف عدوانه على لبنان عام 2006. فخرج مهزوماً وخائباً مخاوف إسرائيليّة من حرب مع لبنان

 : حزب الله يملك 140 ألف صاروخ مُقرّبون من 8 آذار : يدعمون المقاومة في غزة .. ويشنون الحملات على المقاومة في لبنان

في تموز العام 2006، وبعد ساعات قليلة على عملية «الوعد الصادق» ووصول الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرتهما المقاومة في عملية «خلة وردة» ، قال جنرالات الحرب الاسرائيليين ، ان الحرب لن تتوقف حتى تحقيق كامل اهدافها المتمثلة باستئصال المقاومة الممثلة بـ «حزب الله» ، و«تحرير» الجنديين الاسيرين من دون شروط (!)، وضرب قدرات المقاومة الصاروخية. لكن ميزان القوى في الميدان ، جردت الاحتلال من كل شروطه ، ليتورط في اكبر حرب يخوضها منذ قيام الكيان الاسرائيلي على ارض فلسطين ، ثلاثة وثلاثون يوما ، شكلت حرب استنزاف حقيقية شنتها المقاومة، واجبرته على رفض الانصياع لـ «ألارادة العربية» والدولية بالاستمرار في العدوان حتى تصفية المقاومة اللبنانية، فخرج من الحرب .. والهزائم تلاحقه، ..تقهقر العدو .. وخرج من خرج من الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين من معتقلات العدو ، في واحدة من اكبر الصفقات الخائبة التي يجريها الاحتلال ، بضع مئات من الاسرى الاحياء والشهداء مقابل جثتين هامدتين لجنديين اسرائيليين وضعا في صندوقين اسوديين ، شكل تسليمهما عند منطقة رأس الناقورة صدمة لدى المجتمع الصهيوني ومؤسساته العسكرية والامنية .

يومها، لم يأبه اللبنانيون لحجم الدمار الذي الحقه العدوان على مدى ثلاثة وثلاثين يوما، ولم تهزمهم سياسة الأرض المحروقة الحافلة بالمجازر البشعة ، ولم تغرِهم الدعوة الى الانسلاخ عن المقاومة، فاصروا على ان يكونوا بيئتها الحاضنة.

اما اليوم، وبعد ثماني سنوات من «تموز لبنان» ، دخل الاحتلال في الـ «تموز الفلسطيني» ليتمرّغ في وحل غزة ، وليبدأ بعض جنرالات حرب العدو يتحدثون عن اهداف الحرب على القطاع الفلسطيني، وهم، كما كانوا خلال عدوان تموز على لبنان ، يجهلون حجم القدرة القتالية للمقاومة وامكانياتها الصاروخية، وهي قدرة بدأت معالمها تظهر شيئا فشيئا، معالم راحت تُشرَّح لدى خبراء العلوم العسكرية والاستراتيجية ومعها الاجهزة الاستخباراتية للاحتلال، التي لم تجد نتائج مضمونة لهذا الهجوم، بل زادت من تحذيرها من الاقدام على مثل هذه الخطوة التي تتجاوز حد المغامرة، وها هي معالم الهزيمة ترتسم على المشهد الغزي، وان كان الفلسطينيون سيجدون من يُشكك بصمودهم وانتصارهم، مثلما وجد اللبنانيون من يشكك في انتصار الرابع عشر من آب.

} 140 ألف صاروخ بحوزة حزب الله }

وفي سياق ارتفاع منسوب القلق .. والمخاوف التي تغزو العقل الاسرائيلي، من حرب مقبلة على جبهة جنوب لبنان ، يحذر وزير الطاقة في الكيان الصهيوني عوزي لانداو من أن إنهاء الجيش الاسرائيلي لعملية «الجرف الصامد» مع النتائج التي حققها حتى الآن، سيؤدي الى أضرار على المستوى الاستراتيجي، وتحديداً تجاه حزب الله، الذي يملك 140 ألف صاروخ ، أثقل وأشد فتكا مما لدى «حماس» في قطاع غزة.

ويقول الوزير الصهيوني.. أن نُنهي المعركة مع غزة بهذا الشكل، فإنّ فاعلية ردعنا ستتقلص بصورة ملموسة، ومن شأن ذلك أن يتسبب بتمكن حزب الله في الوقت الذي يريده، ومع هذا العدد الكبير من الصواريخ، ببدء تنفيذ هجوم علينا، انّ هذه النتيجة يجب أن تكون حاضرة لدينا حيال حزب الله، اذ لست واثقاً الى أي حد سنتمكن من الرد على هذا التهديد كما نفعل حيال قطاع غزة، ذلك ان تهديد حزب الله مختلف تماما عما نشهده اليوم.

الدعم لغزة .. والتحريض للمقاومة في لبنان

اما لبنان، المشتت بين تضامنه مع الشعب الفلسطيني في غزة .. وبين المخاوف المتصاعدة من دخول لبنان «المرحلة الداعشية» التي تطل باستهدافات امنية خطيرة تطال الجيش اللبناني والقوى الامنية، من بوابة عرسال ، فان السياسيين المنقسمين على المعسكرين «الآذاريين»، الاول الذي يقوده «حزب الله» يرى في التضامن مع غزة ضد العدوان ، انطلاقا من الشراكة في المقاومة والمصير، فيما لا يتجاوز تضامن الفريق الثاني الذي يقوده «تيار المستقبل» حد التعاطف الذي يصطدم بخيار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

كيف ندعم المقاومة الفلسطينية ونحيي سلاحها في غزة؟.. وفي الوقت نفسه نشن الحملات المنظمة والتحريض ونعقد المؤتمرات ونقيم الاتصالات بالسفارات الغربية، للتخلص من المقاومة وسلاحها في لبنان ؟، سؤال تطرحه اوساط سياسية محسوبة على قوى الثامن من آذار، تتوقف مليا عن حملة التضامن التي نظمتها قوى الرابع عشر من آذار .. من اليسار السابق امين وهبي والقوات اللبنانية .. الى الرئيس فؤاد السنيورة، الذي فاجأ الجميع بـدفاعه الشرس عن المقاومة في غزة ، وذكّر بـ «الاحتضان والدعم والحماية» التي قام بها اللبنانيون خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006 .

تسخر الاوساط نفسها، من المشهد السوريالي الذي ظهر عليه رموز في قوى الرابع عشر من آذار، وتقول الاوساط .. المشكلة في سلوك هذه القوى تجاه المقاومة، حيث تقدم نفسها معنية بالصراع العربي ـ الاسرائيلي، خارج حدود لبنان، وفي لبنان ترفع شعار «النأي بالنفس» حتى في ملف الاعتداءات الاسرائيلية، وكأن سيادة لبنان مصانة او امنه محمي، وتسأل كيف يكون التصدي للعدوان الاسرائيلي في لبنان ومقاومته،مغامرة وتهديدا بمصير البلد والزعم ان المقاومة تورط لبنان في صراعات المحاور،.. وفي غزة يكون المشهد معاكسا، انطلاقا من انه حق وواجب وضرورة ومقاومة مشروعة؟.

وتقول .. اذا انخرط حزب الله في معركة المواجهة مع الاحتلال، عبر فتح جبهة جنوب لبنان، سيقولون .. ان المقاومة تريد تدمير لبنان وتوريطه، واذا قرر عدم الانجرار في مواجهة لا يختار هو مكانها وزمانها، يطلقون الاتهامات بحق المقاومة ويسألوا .. ماذا قدم «حزب الله» لغزة .. ولماذا يتفرج !؟، او القول ان حزب الله منشغل في الحرب داخل سوريا ، وامام هذه الاحجيات الآذارية ، فان المقاومة وحزب الله لن يكونا في موقف محرج يمنعهما من تبرير مواقفهما تجاه العدوان على غزة وعدم دخولهما في المواجهة ، والاجابة على فرضيات اوجدتها حملة التحريض على المقاومة وسلاحها.