Site icon IMLebanon

الاستحقاق يتراجع…ومجلس الوزراء يتقدم يحذر

كتب عبد الامير بيضون

مع دخول لبنان يومه السابع من دون رئيس للجمهورية، واستمرار اقفال القصر الجمهوري في بعبدا، وتواصل السجالات وتبادل الاتهامات بتعطيل انجاز الاستحقاق الرئاسي… ووسط أجواء داخلية ملبدة، سياسياً واقتصادياً ومعيشياً وتربوياً واجتماعياً، بقيت الأنظار مصوبة في الغالب، نحو الخارج، الدولي والاقليمي والعربي، تتلمس اشارات ومواقف متصلة بالوضع اللبناني، تفضي الى اطلاق اشارة بداية الحل، وان من دون سقف زمني… والتي توجت يوم أمس بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي ويحث على انجاز الانتخابات الرئاسية، وقبله الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بالرئيس (السابق) ميشال سليمان وأكد فيه «دعم الاستقرار في لبنان… وتأييد اعلان بعبدا، باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار في لبنان…».

يوم امتحان سياسي بامتياز

وفي حين، تراجعت حركة الاستحقاق الرئاسي على نحو لافت، فلقد كان يوم أمس، يوم «امتحان سياسي» بكل ما لهذه الكلمة من معنى، لحكومة الرئيس تمام سلام، وهي تحضر للجلسة الأولى في السراي الحكومي، في ظل الفراغ الرئاسي، مؤتمنة على الصلاحيات، وذلك بعدما تصاعدت على مدى الأيام الماضية قراءات ومواقف واجتهادات متباينة بشأن هذه الصلاحيات والتي توزعت بين من يراها «مطلقة» وبين من يراه «مقيدة»…

وقبل انعقاد الجلسة أمس، وتفادياً لأية «دعسات ناقصة» او قراءات واجتهادات قد تعرض الحكومة لأية اهتزازات او مخاطر جراء عدم مشاركة الوزراء المسيحيين، فلقد كانت للرئيس سلام جولة لقاءات واتصالات، مباشرة وبالواسطة، مع عدد من الوزراء، من بينهم وزير الثقافة روني عريجي، الذي أكد المشاركة في الجلسة «لمناقشة آلية عمل الحكومة، خصوصاً وان كل طرف لديه أفكار» مؤملاً الوصول الى «الايجابية» المتوخاة…

وفي السياق عينه، التقى الرئيس سلام، وزير التربية الياس بوصعب، الذي أكد بدوره «المشاركة»، كما أكد «الاتفاق مع الرئيس سلام على المقترحات التي قدمها بشأن ملغى الجامعة اللبنانية، وسلسلة الرتب والرواتب، هذا مع الاشارة الى موقف لافت لوزير السياحة ميشال فرعون الذي أشار الى «امكان المقاطعة السياسية اذا طال أمد الفراغ في الرئاسة…».

اجتهادات حول صلاحية الحكومة

وبحسب المعلومات التي حصلت «الشرق» عليها، فإن موضوع حضور جلسة الحكومة أمس، حظي باهتمام واسع من الرئيس سلام الذي حرص، وفق مصادره، على ان لا تتعرض الحكومة لأية انتكاسة من شأنها ان تدخل البلاد في أزمة رديفة لأزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية وتعممه على سائر المؤسسات… وكان قيد اتصالات شملت كتلة «المستقبل» التي قامت بدور مع تكتل «التغيير والاصلاح» وافضت الى شبه توافق على مبدأ مشاركة وزراء «التيار الحر» (العوني) في الجلسة وذلك على خلفية افساح المجال أكثر، لتحديد أسس عمل مجلس الوزراء وكيفية وضع جدول الأعمال…» ليبنى على الشيء مقتضاه…

وكانت مصادر وزارية أكدت لـ«الشرق» ان اتفاقاً حصل مع الرئيس سلام، لحضور الجلسة «لمناقشة نقطة محددة – هي الاجتماع في غياب رئيس الجمهورية وآلية التعاطي في مجلس الوزراء…» ووفق المعلومات (الاولية) فإن النتائج «لم تكن واضحة تماماً» حيث بدا ان لكل طرف قراءته…

وفي هذا، فقد أكد المرجع الدستوري حسن الرفاعي ان «صلاحيات الحكومة في ظل الشغور الرئاسي تبقى كاملة وشاملة، حتى أنه تضاف اليها صلاحيات رئيس الجمهورية، ويستمر عملها بشكل طبيعي…» لافتاً الى أنه «في حال انسحاب ثلث الوزراء زائداً واحداً، فقط تعتبر مستقيلة وتتحول حكومة تصريف أعمال وتصبح صلاحياتها محدودة جداً ضمن نطاق تصريف الأعمال…».

الحراك الماروني وعودة الراعي

أما على صعيد الاستحقاق الرئاسي، فلم يطرأ جديد لافت أمس، وبقيت مواقف الافرقاء على حالها، لاسيما مواقف النائب (الجنرال السابق) ميشال عون، التي خلصت الى رفض الاقتراحات التي نقلتها اليه «المؤسسات المارونية الثلاث» وتقضي، بحسب مصادر، «بترشح عون وسمير جعجع في جلسة الانتخاب المقبلة في 9 حزيران، على ان ينسحب من يحصل على عدد أقل من الأصوات لصالح الآخر…».

ومع عودة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي من زيارته الرعوية الى «الاراضي المقدسة» توقعت مصادر ان تتجدد المساعي المارونية الآيلة الى ايجاد حل ماروني للأزمة المارونية، وان كان هذا تعترضه العديد من الصعوبات، خصوصاً وان مصادر ديبلوماسية غربية حذرت من ان تكون هناك أطراف تتعمد عرقلة الاستحقاق الرئاسي، بانتظار ما ستؤول اليه التطورات على المستويات الدولية والاقليمية (ايران) والعربية، وتحديداً السعودية…

وفي هذا، فقد كان لافتاً أمس، كلام، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الذي جزم بأن «حزب الله» لن يقبل بعد اليوم رئيساً يكون خصماً للمقاومة وغير حافظ للعهد معها…».

الحراك على جبهتي الحريري – عون

ومع ذلك، فإن (الوزير السابق) وديع الخازن، كشف أمس عن ان «هناك حراك واضح بين الرئيس سعد الحريري والعماد عون، للوصول الى حل يرضي بقية الاطراف» لافتاً الى أنه «إن حصل التوافق بين عون والحريري فستكون حلحلة للعقد ونكون وصلنا الى انتخاب رئيس للجمهورية…».

وبدوره قال عضو كتلة «المستقبل» النائب هادي حبيش ان اللقاءات بين «المستقبل» و«الحر» لاتزال قائمة، ولكن لا يجوز اطالة عهد الفراغ بانتظار نتائج هذه اللقاءات».

وفي السياق نفسه، فقد كشف النائب مروان حماده عن ان معلوماته تشير «الى ان الكثير من الايحاءات وصلت اليه من أجواء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، تؤكد أنه لا يستطيع ان يكون الجنرال عون مرشحاً توافقياً للرئاسة…».

اضراب الهيئات… والامتحانات رهن السلسلة

اما على الخط التربوي – الحياتي، وفي وقت كان وزير التربية الياس بوصعب يلتقي رئيس الحكومة تمام سلام، كانت «هيئة التنسيق النقابية… تصعد من تحركاتها واصفة العام الدراسي، ومصير مئات آلاف الطلاب على المحك، باعلان الاضراب المفتوح في القطاع العام ومقاطعة الامتحانات الرسمية المقرر ان تبدأ في السابع من حزيران…» مؤكدة، ان «النواب أمام الفرصة الأخيرة، فإما ان يقروا مشروع سلسلة الرتب والرواتب وفق مذكرة الهيئة قبل 6 حزيران، او ان يتحملوا مسؤولية شل القطاع العام…».

وكان الوزير بوصعب أكد بعد لقائه الرئيس سلام، توافقه في الرأي مع رئيس الحكومة في ان تنصب كل الجهود لحل مشكلة سلسلة الرتب والرواتب واقرارها في وقت سريع وبالطريقة المناسبة…» لافتاً الى «ان الامتحانات الرسمية رهن السلسلة».

فرعون: مقاطعة الحكومة اذا طال الفراغ

اكد وزير السياحة ميشال فرعون ان «روحية الدستوري تعطي صلاحية الرئاسة للحكومة مجتمعة وفي حالات استثنائية، مع حق الوزراء بالاطلاع على جدول الاعمال قبل 24 ساعة من الجلسة لتسيير امور المواطنين». واوضح في تصريح انه «سيكون كفريق سياسي مع تطبيق روح الدستور في ما خصّ الحكومة وحضور جلساتها»، مشيراً الى «امكان المقاطعة السياسية للحكومة اذا طال امد الفراغ في الرئاسة». وجدد فرعون رفض «14 آذار» «الامتناع عن حضور جلسات مجلس النواب باستثناء المواضيع الاساسية على قاعدة ان لا تشريع في غياب الرئيس».

ميقاتي التقى مخزومي وقرطباوي

استقبل الرئيس نجيب ميقاتي رئيس حزب «الحوار الوطني» فؤاد مخزومي في مكتبه في ستاركو. واوضح مخزومي انه «تم البحث في اوضاع لبنان والمنطقة، واتفقنا على ضرورة العمل لتسريخ انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وما يهمنا في هذه المرحلة ان تبادر كل الفئات السياسية الى دعم الحكومة في سبيل المحافظة على مصالح المواطنين في مرحلة الفراغ الرئاسي التي نمر بها. وقال: «انني ارى ايضاً «ضرورة اعادة النظر في كل السياسات الاقتصادية في البلاد خاصة المتعلق منها بقطاعي النفط والغاز لانه ركيزة مستقبل الشباب اللبناني الذي لا يجد امامه الا الهجرة بحثاً عن مستقبله. كما واستقبل الرئيس ميقاتي الوزير السابق شكيب قرطباوي.

الرئيس الحريري هنأ السيسي

ابرق الرئيس سعد الحريري الى المشير عبد الفتاح السيسي مهنئا بانتخابه رئيساً لجمهورية مصر العربية، ومتمنياً له النجاح في مهماته لمواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه مصر.

وقال الرئيس الحريري في برقيته: «إن الإقبال على اختياركم رئيساً لجمهورية مصر العربية، خطوة مباركة نحو إستعادة مصر لعافيتها ودورها القيادي في المنطقة والعالم العربي. ونحن في لبنان إذ نشارك الشعب المصري الشقيق فرحة الإنتقال الى مرحلة واعدة من الإستقرار والتقدم والعدالة الإجتماعية، فإننا نجد في الثقة العارمة التي أولاكم إياها، مناسبة لتجديد الآمال المعقودة على مصر في هذه المرحلة الفاصلة من حياة أمتنا، وشهادة قاطعة على دحض الحملات والمفاهيم الخاطئة التي تعرضت لها ثورة الثلاثين من يونيو وعملت على التشكيك في صدقية الحراك الشعبي والأهداف النبيلة التي أعلنها».