Site icon IMLebanon

الاسد‮ ‬يحمي‮ ‬المسيحيين؟!

ما نُشر في الصحف منسوباً الى الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنّ بشار الأسد حمى المسيحيين في سوريا، لا أعلم مدى دقته.

ولكن على افتراض أنّه قال هذا الكلام فأغلب الظن أنّ الرئيس أوباما مغرّر به بالمعلومات غير الدقيقة… وفي أي حال، من المستغرب أن يصدر عن رئيس أعظم دولة في العالم كلامٌ على الأمور بهذه الخفة.

ولو سألنا الرئيس أوباما عن نشأة «داعش» (الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام) من أنشأها؟ وأين كان زعماء هذا التنظيم المتطرّف؟ فهل يعرف جيداً أنّ قادة التنظيم كانوا في سجن أبو غريب وسجن البصرة في العراق، وسجن تدمر وسجن صيدنايا في سوريا، وأنّ الرئيس الأسد هو الذي استغل أبو مصعب الزرقاوي مؤسّس «القاعدة» في العراق، وكان الأسد يحرّضه ويكلفه مهمات عديدة لمحاربة الوجود الأميركيهناك؟!.

هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإنّ الحرب الأهلية في سوريا دخلت عامها الرابع والنظام السوري يمعن قتلاً، شمالاً ويميناً، بمواطنيه لا يميّز بين مسلم ومسيحي… ومَن يعرف مثلاً مدينة حمص فإنّ نسبة المسيحيين فيها كبيرة، وعندما تقصف الطائرات العسكرية المدينة وترمي بالبراميل المتفجرّة عشوائياً، وهنا أسأل الرئيس الأميركي: هل يفرق البرميل المتفجّر الذي يسقط على رؤوس أهل حمص، بين المسلم والمسيحي، وكيف؟

هذا النظام، نظام الأسد، قتل أكثر من 300 ألف مواطن سوري بين مسلم ومسيحي، واعتقل أكثر من 500 ألف مواطن سوري مسلم ومسيحي غير معروف مصيرهم… كما أنّه هجّر 11 مليون مواطن سوري مسلم ومسيحي، ودمّر أكثر من نصف المدن والقرى والمدارس والجوامع والكنائس والمستشفيات بلا تمييز، أمّا الهدف الوحيد فهو التدمير بعد القتل.

فبعد كل ما فعله النظام في سوريا أريد أن أسأل الرئيس الأميركي أيضاً: كيف حمى الأسد المسيحيين؟

ونعود الى «داعش» فقط من أجل المعلومات: إنّ هذا التنظيم تطوّر وكبر منذ أكثر من سنتين وسيطر على منطقة نفطية، إذ أنّه يبيع النفط من النظام ومن تركيا اللذين يقبلان على الشراء…

وتحضرني بضعة أسئلة:

السوال الأول: لماذا لم يحارب النظام السوري هذا التنظيم؟

السؤال الثاني: هل يعتبر النظام تنظيم داعش إرهابياً أم ماذا؟

السؤال الثالث: هل المنطقة التي يحتلها «داعش» منطقة من السهل على الجيش السوري احتلالها لو أراد؟

السؤال الرابع: في وقت لم يستثنِ الطيران السوري المدن السورية كلها من القصف، فلماذا امتنع عن قصف وإلقاء البراميل المتفجّرة على مناطق وجود وتمركز «داعش» في الرقة ودير الزور؟

السؤال الخامس: عندما كان الجيش السوري والطائرات العسكرية تضرب وتقصف «الجيش الحر» فلماذا لم تقم بأي عملية عسكرية ضد «داعش»؟

بعد عرض هذه المعلومات الدقيقة والقليلة أظن أنّ الرئيس الأميركي عليه أن يقرأها فيستطيع أن يسأل عن دقتها وبعدها يعطي رأيه!