Site icon IMLebanon

الانتصار الإيراني النووي المرفوض دولياً

حدد مسؤول غربي بارز في جلسة خاصة في باريس الأهداف الحقيقية التي تسعى أميركا والدول الغربية الأخرى اليها في مفاوضاتها النووية مع ايران فركز على الأمور الأساسية الآتية:

أولاً – تتعامل أميركا والدول الغربية مع ايران على أساس انها ليست دولة صديقة أو حليفة بل دولة مهمة ذات مصالح وسياسات وحسابات تتناقض جذرياً مع مصالح وسياسات الأميركيين والغربيين وحلفائهم العرب. والهدف الأول لهذه المفاوضات هو اضعاف قدرات ايران ودورها وليس تعزيز نفوذها وامكاناتها النووية والامتناع عن عقد أي تفاهمات معها على حساب الدول الخليجية قد تؤدي الى تغيير موازين القوى في المنطقة لمصلحة النظام الايراني وحلفائه.

ثانياً – ليست لدى أميركا والدول الغربية خطة أو برنامج لاسقاط النظام الايراني، لكنها ترغب في تغيير سياساته الاقليمية، في حال انجاز اتفاق نووي نهائي، بطريقة تؤدي الى بناء جسور الحوار والتفاهم بينه وبين الدول الخليجية والدول العربية المعتدلة على أساس مبادىء حسن الجوار والاحترام المتبادل للمصالح المشروعة وبرعاية غربية، من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ومنع انفجار نزاع سني – شيعي على نطاق واسع.

ثالثاً – لن تسمح أميركا والدول الغربية لايران بالانتصار في مفاوضاتها النووية والحصول على ما تريد، بل انها تعمل، بالتفاهم مع روسيا والصين ضمن اطار مجموعة الست، على انهاء الاستقلال النووي لايران ومنعها من مواصلة تطوير برنامجها النووي كما تريد ودفعها الى جعل قدراتها ومنشآتها النووية خاضعة لمطالب وشروط مجموعة الست الرافضة لامتلاك الايرانيين السلاح النووي وكل ما يرتبط به.

رابعاً – تريد الدول الغربية بالتفاهم مع روسيا والصين حرمان ايران نهائياً أي قدرات تكنولوجية متطورة يمكن أن تسمح لها بانتاج السلاح النووي، وتطالبها بتقديم تنازلات جوهرية كبيرة في المفاوضات معها واتخاذ قرارات وخطوات عدة ملموسة تؤدي الى تغيير جذري في طبيعة برنامجها النووي وتقليص حجم هذا البرنامج من أجل أن يكون للأغراض السلمية وحدها. وهذا يتطلب تخلي ايران عن الاجراءات والأعمال التي نفذتها في السنوات الأخيرة من أجل امتلاك القدرات الضرورية لانتاج السلاح النووي، والتي أنفقت عليها عشرات المليارات من الدولارات وتحملت بسببها العقوبات القاسية والشديدة التأثير.

وأوضح المسؤول الغربي ان أميركا والدول الغربية الأخرى تتمسك في المفاوضات بستة مطالب رئيسية من أجل ضمان عدم امتلاك ايران السلاح النووي ومن أجل منعها من مفاجأة العالم وانتاج هذا السلاح سراً وهذه المطالب هي الآتية: أولاً – خفض عدد أجهزة الطرد المركزي الايرانية التي تتولى تخصيب الأورانيوم من 19 ألف جهاز حالياً الى أربعة آلاف جهاز في أقصى حد. ثانياً – دفع ايران الى خفض نسبة تخصيب الأورانيوم في منشآتها من 20 في المئة الى خمسة في المئة. ثالثاً – التخلص نهائياً من مخزون الأورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة الذي تملكه ايران أو تحويله مواد قابلة للاستخدام في مفاعلات نووية ذات أغراض سلمية. رابعاً – منع أي منشأة ايرانية من امتلاك مواد تسمح لها بانتاج السلاح النووي كالأورانيوم العالي التخصيب أو البلوتونيوم. خامساً – اخضاع كل المنشآت النووية الايرانية لرقابة دولية مشددة ومنتظمة ينفذها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتسمح لهم بالقيام بزيارات مفاجئة لهذه المنشآت من أجل ضمان رضوخ ايران للمطالب الدولية. سادساً – رفض رفع أو الغاء العقوبات الدولية – الغربية القاسية النفطية والمالية والمصرفية والتجارية التي أنهكت الايرانيين فوراً ودفعة واحدة اذا أدت المفاوضات الى انجاز اتفاق نووي نهائي ايراني – دولي، ووضع برنامج زمني لرفعها تدريجاً وعلى مراحل من أجل ضمان تنفيذ النظام الايراني الاجراءات المتفق عليها.

واستناداً الى المسؤول الغربي “ان ايران ترفض هذه المطالب لأنها متشددة في رأيها وتتناقض مع مصالحها الحيوية. وهذا الرفض جعل المفاوضين الدوليين والايرانيين يفشلون حتى الآن في انجاز الاتفاق النووي النهائي. ولن تقبل الدول الغربية بانجاز أي اتفاق قبل موافقة ايران على هذه الشروط الجوهرية والقاسية”.

ولخص مسؤول أميركي مشارك في المفاوضات الموقف بقوله: “الدول الست الكبرى ترفض أن تنتصر ايران نووياً وتحقق ما تريد وتطالبها باتخاذ قرارات صعبة جداً جداً من أجل ضمان نجاح المفاوضات. والمشكلة الحقيقية انه ليس واضحاً ما اذا كانت ايران مستعدة فعلاً لأن تتخذ كل الخطوات الضرورية المطلوبة لكي يطمئن العالم ويتأكد من ان برنامجها النووي سلمي وسيبقى سلمياً”.