Site icon IMLebanon

«البرتقاليّون» لن يسمحوا لجنبلاط بالتحكّم في اختيار رئيس للجمهوريّة «فحجمه لا يُقارن بحجم الكتلتين الكبيرتين»

 

في الوقت الذي تستبعد فيه الاوساط الضليعة في علم الكواليس ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية قبل الاستحقاق الرئاسي السوري حيث ترشح الرئيس بشار الاسد لولاية اخرى على الرغم من الغضب الدولي ووصف فرنسا هذا الترشح «هراء ومحاكاة ساخرة»، الا ان الاوضاع الميدانية تتجه لصالح النظام السوري الذي حقق مكاسب ميدانية في معظم المناطق السورية.

واذا كانت فرنسا ترفض ترشح الاسد لاسباب معروفة وعلى قاعدة ان الازمة السورية لن تنتهي في الامد المنظور، الا ان العاصمة الفرنسية باريس متحمسة جداً وحريصة على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ضمن المهلة الدستورية، وتشهد حالياً زحمة سير سياسية على الصعيدين الاقليمي والدولي وكذلك المحلي، وتتميز هذه الزحمة وفق الاوساط المطلعة بالزيارات المكوكية التي يقوم بها مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون افريقيا والشرق الاوسط ايمانويل بون بين بيروت وواشنطن في سبيل انضاج الطبق الرئاسي في موعده كما ان العاصمة الفرنسية شهدت زيارة خاطفة للسفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل تتعلق بالاستحقاق الرئاسي الذي توليه باريس اهتماماً خاصاً ويبدو ان واشنطن ربما لزمت الامر لفرنسا وبقيت تدير العملية عن بعد خصوصاً وان هموماً كثيرة لدى الادارة الاميركية تضعها في سلم اولوياتها وفي طليعتها الملف النووي الايراني والمفاوضات حوله.

في ظل هذه الصورة يبدو الحراك المحلي في زاوية المراوحة في ظل تعادل القوى بين فريقي 8 و14 آذار، حيث تؤكد اوساط «التيار الوطني الحر» انها لن تسمح للنائب وليد جنبلاط بالتحكم باختيار رئيس للجمهورية ففي لعبة الاعداد لا يقاس جنبلاط بحجم الكتلتين الكبيرتين اي 8 و14 آذار اللتين لهما الكلمة الفصل اذا ما اتفقتا على مرشح توافقي حيث يفقد الزعيم الاشتراكي دور بيضة القبان الذي سمح له بالتدلل على الفريقين الكبيرين اللذين لا يأمنان جانبه نظراً الى مواقفه الزئبقية، ومن هذه الزاوية لن يسمحا لجنبلاط بلعب دور اكبر من حجمه بكثير في ادارة الاستحقاق الرئاسي.

وتقول الاوساط نفسها ان هناك استحالة في ان يستطيع فريقا 8 و14 وآذار انتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة كسر العظم لتوازن القوى بينهما، وان الرئيس التوافقي سيكون الحل للطرفين، اما بالنسبة لجلسة اليوم، فاستبعدت الاوساط اكتمال النصاب الذي يتيح اجراء جلسة لانتخاب الرئيس وان الجنرال ميشال عون لن يحضر الجلسة بل سينزل نوابه الى المجلس ولكنهم لن يدخلوا قاعة الانتخاب كون المفاوضات لا تزال جارية مع الرئيس سعد الحريري في باريس عبر الوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب، وان الجنرال بانتظار نتائج هذه المفاوضات التي ربما تفتح ثقباً في جدار الاستحقاق الرئاسي، قد يأتي في اللحظات الاخيرة وأن عملية المفاجآت غير متوقعة وان الفراغ سيتربع في النهاية داخل قصر بعبدا انما لمدة قد تصل الى الخريف ولكن في النهاية سترسي الامور كما نريد، علماً ان الامر يرتبط بالتسوية الاقليمية عندما تنضج الاطباق المعدة للمنطقة.

وتضيف الاوساط ان القرار النهائي في مسألة الاستحقاق الرئاسي ليس بيد الحريري وحده انما داخل المطابخ الدولية التي تعمل حالياً على ترسيم التسوية في سوريا، وانه قبل انتهاء هذه التسوية، لن يكون هناك رئيس للجمهورية فما قبل الانتخابات السورية ليس كما بعدها وان التطورات تسير لمصلحة النظام السوري، اما بالنسبة لعلاقة التيار مع الادارة الاميركية فتصفها الاوساط بانها عادية وان واشنطن ترى انها كلما ضغطت على الجنرال كلما تشدد والافضل وفق صناع القرار الابتعاد عن ذلك لانه قادر على تأمين ثقة معينة تتعلق بتخفيف تدخل «حزب الله» في الملفات الاقليمية وان هذا الكلام ليس كلام التيار بل كلام الاميركيين انفسهم.

اما بالنسبة للموقف السعودي فيبدو ان المملكة قلقة على «اتفاق الطائف» وحريصة عليه وهي على دراية بأن الاطاحة بهذا الاتفاق سيخلق مقاربة سياسية جديدة لن تكون لمصلحة المملكة محلياً واقليمياً ويبقى السؤال هل يمتد الفراغ الرئاسي الى رأس السنة علماً ان ولاية المجلس الممددة تنتهي في تشرين الثاني من العام الجاري.