Site icon IMLebanon

التحالف الدولي – الإقليمي تجميع معقّد للمصالح هل ينقلب المدّ ضدّ إطاحة سايكس – بيكو؟

هل يقلب التحالف الدولي من اجل مواجهة ما يسمى تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في العراق وسوريا المد الذي هدد باطاحة حدود سايكس – بيكو في المنطقة فيعيد اليه الاعتبار بعد مؤشرات لنعيه ودفنه على وقع تهديد الاكراد العراقيين باعلان الاستقلال الذاتي وعلى وقع انقسامات مذهبية بين السنة والشيعة هددت بتقسيم المنطقة انطلاقا من العراق بحيث يزيل تاليا المخاوف من تقسيم يطاول دول المنطقة كلها؟

تتم مراقبة التحالف الاقليمي والدولي الذي يتم الاعداد له بين الولايات المتحدة ودول الناتو الطامحة ايضا الى تعاون الدول الاقليمية من اجل مواجهة تنظيم داعش وتوسعه في ضوء مجموعة اعتبارات وأسئلة غير واضحة الاجابة عنها حتى الآن من بينها في شكل اساسي ما اذا كان هذا التحالف سيكون شبيها بالتحالف الذي قاده جورج بوش الأب من اجل اخراج صدام حسين من الكويت حيث كانت عملية سريعة نسبياً، على رغم ان مواقف المسؤولين الاميركيين الكبار بمن فيهم مواقف الرئيس باراك أوباما نفسه، لا ترفع الآمال بحرب سريعة تسهل التخلص من تنظيم” الدولة الاسلامية”. وليس خافيا ان مواقف الرئيس الاميركي في المؤتمر الصحافي الاخير الذي عقده متحدثا عن غياب استراتيجية لديه لمواجهة داعش عززت الشكوك التي نشأت في المنطقة ككل منذ تراجعه عن توجيه الضربة العسكرية للنظام السوري لتجاوزه الخط الاحمر الذي رسمه أوباما حول استخدام الاسلحة الكيميائية، على امكان تراجعه في اي لحظة يمكن ان تؤدي الى انخراط اكبر لا يريده للولايات المتحدة في المنطقة. او هل سيكون التحالف على غرار ذلك الذي حصل من اجل ليبيا وأدى الى اخراج معمر القذافي في ظل قيادة للولايات المتحدة من خلف يخشى ان تتكرر بالنسبة الى ما ينتظر حصوله في العراق ايضا فلا تواصل الادارة الاميركية او تتابع الخطوات اللاحقة؟ تضاف الى ذلك الاسئلة المتعلقة بكيفية تنسيق العملية ضد داعش مع كل من ايران من جهة ومع الدول العربية من جهة اخرى من حيث تكامل الادوار وليس تنافسها او تناقضها. والدول الغربية تبدي حذرا كبيرا وتشترط جملة امور. من العراق تطلب امرين على الاقل الاول تأليف حكومة شاملة تضم الجميع وان تطلب هذه الحكومة من الدول الغربية ان تساعدها بالتدخل من اجل انهاء داعش خصوصا ان التطورات اظهرت في الاسابيع الاخيرة عجز العراق عن استعادة المدن التي خسرها امام داعش على رغم مساعدة الولايات المتحدة بالضربات الجوية او بالمساعدة التقنية على الارض من جانبها كما من جانب ايران. يضاف الى ذلك ان الحكومة لم تتألف بعد ولا تزال تواجه عقبات من دون امكان الجزم بامكان او احتمال نجاحها ام لا، وصيغة الحكم التي يتم الاتفاق عليها لا تبتعد عن كونها فيدرالية مقنعة لكن من ضمن الحدود المعروفة والمعترف بها للعراق اقله وفق ما يتم البحث فيه في الظروف الراهنة. كما تطلب من الدول العربية ان تضطلع بدور كبير ليس تمويلا فحسب بل في تأمين الغطاء السياسي والطائفي الاجتماعي الذي يسمح من دون ارتدادات كبيرة مفترضة على هذه الدول كما على الدول الغربية.

وهذه الاسئلة وسواها الكثير فضلا عن الغموض المحيط بالاجابات عنها يزيد من حال الشكوك في مآل التطورات في المنطقة في المدى المنظور والتي لا يملك كثر تقديم صورة محتملة لمسار الامور.

الا ان الموقف الدولي من حيث المبدأ في السعي الى تحالف واسع من اجل مواجهة تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا يفيد بالنسبة الى مصادر معنية ان هناك قرارات اتخذت من حيث المبدأ بوقف كرة الثلج التي كانت تتدحرج في اتجاه اطاحة الحدود بين دول المنطقة وما يعرف بحدود سايكس – بيكو والتي عمدت اليها داعش ان من خلال ازالتها الحدود فعلا وعمليا بين العراق وسوريا وانتشارها في المدن والبلدات الممتدة بين الدولتين او من خلال السعي الى التمدد في المنطقة على قاعدة توسيع نفوذها وسلطتها. فما يجري راهنا على صعيد تحضير التحالف الدولي لمواجهة داعش هو على قاعدة مواجهة الارهاب ومنع تمدده في شكل اساسي مستفيدا من توظيف اسلامي متطرف. وهذه القرارات التقت عليها مصالح الدولة الغربية مع دول المنطقة كإيران والمملكة العربية السعودية في شكل خاص على تناقض مصالحهما والتوتر القائم بينهما. وتقول المصادر ان هذه الرسالة اي مواجهة الارهاب هي الاقوى بهذا المعنى. لكن هذه القرارات تفيد ايضا بتوجيه رسائل اخرى وفي مقدمها ان المجتمع الدولي لا يسمح بتغييرات او تقسيمات جذرية تعيد رسم حدود الدول او تسمح بنشوء دول جديدة في المنطقة. ورفض الدولة المستقلة المحتملة للاكراد هو جزء من هذا المشهد وليس فقط رفض نشوء تنظيم الدولة الاسلامية وسيطرته. ما يسقط تاليا، اقله من ضمن المنظار الحالي للامور وتطوراتها، اي تكهنات او رهانات ارتفعت من ضمن هذا الاطار انطلاقا من الحرب القائمة في سوريا اولا اي فرز المناطق على احتمال حصول تقسيم واقعي لها. وهي رهانات عادت فأخذت اوجها بالتطورات الدرامية في العراق من خلال سيطرة داعش على مدن سنية والسعي الى التوسع نحو مدن اخرى فيما ينذر التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق بأنه سيعيد الامور الى نصابها.