التعادل السلبي الخميس: إبعاد جعجع وعون بالأوراق
«اللقاءات الباريسية» لتأمين النصاب .. والراعي في السراي اليوم
ملف النازحين السوري يتصدر محادثات سلام في السعودية
يمكن اعتبار الأيام الثلاثة الفاصلة عن جلسة الخميس في 22 أيار الحالي، أياماً حافلة بالتفاؤل والخيبات والترقّب وخلط الأوراق:
1- الأوساط النيابية والسياسية والديبلوماسية تترقب «معلومات دقيقة وصحيحة» عما دار في الاجتماع الثلاثي الذي جمع في منزل الرئيس سعد الحريري في باريس، على غداء عمل، الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وبمعزل عن البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، وفيه أن هدف الاجتماع «تدارس كيفية تجنّب الفراغ في الاستحقاق الرئاسي»، فإن الأمر يتعلق، وفقاً لمصادر مطلعة، بأسماء المرشحين ولا سيما الدكتور جعجع نفسه، وما يدور من حوار بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والذي يشكل «نقزة» ما لدى «القوات اللبنانية»، مع العلم أن نواب كتلة «المستقبل» يرددون صراحة وضمناً أن مرشح 14 آذار في جلسة الخميس ما زال الدكتور جعجع ولم يحدث تغيير حتى تاريخه لجهة هذا الترشيح.
وبحسب مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» فإن المعطيات التي يملكها عن لقاءات باريس، تفيد بأن الخشية من احتمال الدخول في الفراغ الرئاسي، ما زالت قائمة، وأن الهدف من اللقاءات هو ضرورة القيام بكل الجهود الممكنة والاتصالات لمنع حدوث الفراغ، موضحاً أن مرشح «المستقبل» ما زال هو الدكتور جعجع، وهذا القرار هو قرار 14 آذار، وأي موقف آخر سيكون لـ 14 آذار ككل، مشدداً بأن نواب الكتلة سيحضرون أي جلسة انتخاب ستتم الدعوة إليها، من دون أن يكون لديها «فيتو» على أحد من المرشحين الرئاسيين، بمعنى أن أي مرشح يستطيع في جلسة مكتملة النصاب أن يؤمّن 65 صوتا، فنحن نباركه.
وكشف المصدر أن الرئيس الحريري التقى الأمير سعود الفيصل الموجود في العاصمة الفرنسية، وكذلك التقاه جعجع، مشيراً الى أن اللقاءين تمّا على انفراد وكلٌ على حدة، وأن زيارة النائب وليد جنبلاط الى باريس هي لهذا الغرض.
2- أبلغ عضو كتلة «الإصلاح والتغيير» النائب سليم سلهب «اللواء» أن هناك تفاؤلاً بإمكان وصول النائب العماد ميشال عون الى بعبدا لدى التيار، «لكننا ننتظر الجواب»، من الرئيس الحريري بشأن تأييد عون في الانتخابات الرئاسية، وذلك قبل انتهاء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي. لكن النائب العوني استدرك في تصريحه لـ «اللواء» أمس، بأن «لا شيء ملموس حتى الساعة، وأن هناك ترقباً لما ستنتهي إليه نتائج الحراك الحاصل في العاصمة الفرنسية».
وعن زلّة اللسان الجنبلاطية، وخلافاً لما أبلغه النائب وليد جنبلاط للذين التقوه، قال النائب سلهب: «إن ما صدر عن جنبلاط لم يكن زلّة لسان بل كلام مقصود»، مضيفاً: «جنبلاط صرح بأنه يريد رئيساً لإدارة الأزمة، في حين أن العماد عون لا يدير أزمة بل يحلّها».
3- لم يكن المشهد في لقاءات بريح الشوفية والمختارة ودير القمر منسجماً مع النتائج المتاحة أو المرتقبة للاجتماعات الباريسية، فالرئيس ميشال سليمان غمز من قناة التيار العوني، عندما وصف جنبلاط بـ «بيضة القبان»، والبطريرك بشارة الراعي غمز من قناة المرشحين القويين ميشال عون وسمير جعجع عندما دعا الى رئيس وسطي يتابع مسيرة الرئيس سليمان، فيما تقصّد جنبلاط الإشادة بالوسطية لترسيم معالم موقفه الثابت من الابتعاد عن مرشحي الاستقطاب في 8 و14 آذار، مكرراً أمام الذين التقاهم بعد «خطاب زلّة اللسان» أنه أراد أن يعبّر عما يختلج في صدور الناس لجهة استبعاد انتخاب بعض الشخصيات للرئاسة الأولى.
وإذا كان الراعي في عظة الأحد اعتبر أن «لا أحد أعلى من الرئاسة، ولا أحد يحل محلّها»، متهماً الساعين الى الفراغ في سدة الرئاسة بأن يتحمّلوا نتائجها، داعياً النواب الى تحمّل مسؤوليتهم قبل أن يلحقهم العار، منوّهاً بعهد الرئيس سليمان، فهو (أي الراعي) يزور السراي الكبير اليوم، قبل سفر الرئيس تمام سلام الى المملكة العربية السعودية، إما لتوضيح مقاصده من ملء الفراغ، وأن المقصود ليس الرئيس سلام أو حكومته، وإما تحميله رسالة لمناسبة سفره الى الرياض.
8 آذار
4 – تردّد أن فريق 8 آذار كثّف من لقاءاته في الساعات الماضية، وإن كانت مصادر المعلومات لم تشأ الإفصاح عن مستوى الاتصالات التي جرت، لكن الأكيد، انها تناولت ثلاث نقاط: المشاركة في جلسة الخميس وماذا يمكن ان يحل إذا توفّر النصاب وجرى الانتخاب وما هي محاذير ذلك. احتمالات جواب الحريري على الانتظار العوني، والاسم الذي يمكن ان يجري التصويت له بدل الورقة البيضاء، أو اعتماد الورقة البيضاء مجدداً.
وفي المعلومات أن نواب تكتل «الاصلاح والتغيير» و«كتلة الوفاء للمقاومة» التقت المشاورات بينهم على ضرورة المشاركة في الجلسة وتأمين النصاب، وإن كان الانتخاب شبه مستبعد، وفقاً للمصادر عينها.
اما معلومات «حزب الله» التي يجري تداولها، فهي تصب في تبني ما يبلغه من حليفه العوني من ان أسهم «الجنرال» مرتفعة، من دون أن تعطي ما يُعزّز هذه المعطيات.
وستكون للأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله إطلالة مساء الأحد المقبل في بنت جبيل، في مهرجان يقيمه الحزب لمناسبة عيد التحرير بعنوان: «المقاومة هويتنا»، يفترض ان تكون كلمته مفصلية لمرحلة جديدة، بعد انتهاء المهلة الدستورية.
وفي تقدير مصادر مطلعة أن عنوان المهرجان أو شعاره «المقاومة هويتنا» يرسم ابعاد موقف الحزب من هذا الاستحقاق، حيث أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد انه «لن يصل إلى الرئاسة الا من يحرص على المقاومة» فيما لاحظ الوزير محمّد فنيش ان المدخل الطبيعي لموقع الرئيس المقبل هو الوفاق، ومن دون وفاق سيبقى هذا الأمر لوقت طويل».
الخيط الأبيض والأسود
وبانتظار جلاء الخيط الأبيض من الخيط الأسود في جلسة الخميس، فان الانطباعات الغالبة على المشهد السياسي توحي بأن لا انتخاب لرئيس جديد في جلسة الخميس، وبالتالي لا انتخاب لا يوم الجمعة ولا يوم السبت، لأن معطيات الخارج لا توحي بتفاهم على رئيس جديد، وإن كان كل المرشحين الموارنة «يكدون» للتواصل مع مراكز القرار عربياً في الرياض، اوروبيا في فرنسا، ومحلياً بين بيت الوسط وحارة حريك، فضلاً عن عين التينة والرابية والمختارة.
على أن هذا الترقب لم يمنع الرئيس سليمان من إرسال تحية واشارة مودة للسيد حسن نصرالله والمقاومة من الشوف الجنبلاطي، قبل أن يترأس اجتماعاً وصف بأنه الاخير لمجلس الدفاع الأعلى ليزوده بتوجيهات وصفت بأنها على درجة من الأهمية اذا ما انقضت الايام الستة من دون انتخاب رئيس.
وأكدت مصادر مطلعة لـ «اللواء» أن اجتماع المجلس الأعلى، وبغياب قائد الجيش العماد جان قهوجي الموجود في السعودية، كان مقرراً في وقت سابق، وسبق واتفق على عقده بشكل دوري، وهو انعقد أوّل من أمس، قبيل أيام من انتهاء الولاية الرئاسية. وقد حرص الرئيس سليمان على اعطاء توجيهاته إلى أعضاء المجلس للمحافظة على المؤسسات العسكرية والامنية وتوحيد الجهود الأمنية وزيادة جهوزيتها وجعلها اكثر عملانية، والاستمرار في تسليح الجيش والعمل على السعي لاقرار الاستراتيجية الدفاعية، ووضع دراسة لتعديل القوانين المتعلقة بترقية الضباط والسن القانوني ونظام التقاعد.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع ناقش الوضع الأمني في البلاد وأهمية بقائه محصناً في حال حصول شغور في رئاسة الجمهورية. وإن قادة الأجهزة الامنية عرضوا للاجراءات التي يتم تنفيذها، وكان تشديد على أهمية مواصلتها في المرحلة المقبلة.
ونفت المصادر أن يكون الاجتماع قد تطرق إلى تعيينات المجلس العسكري التي لا تقع ضمن اختصاص المجلس الأعلى للدفاع.
وكان الرئيس سليمان قد أعلن من دير القمر أن العماد قهوجي قد توجه أمس إلى السعودية لتوقيع العقد بين الجيش اللبناني والمملكة والجيش الفرنسي لتنفيذ هبة الـ3 مليارات دولار، فيما اعتبره المراقبون رسالة الى عون تؤكد التمسك بقائد الجيش وربما دعمه في مواجهة عون، خصوصاً وان سليمان رفض المس بشكل نهائي بوضع قائد الجيش في هذه المرحلة بالذات، لأن الجيش يقوم بتنفيذ خطط أمنية مهمة في أكثر من منطقة، ولا يمكن التلاعب به على مستوى القيادية.
سلام في السعودية
ويرافق الرئيس سلام في زيارته إلى المملكة العربية السعودية اليوم وفد وزاري يضم ستة وزراء هم: أكرم شهيب، ميشال فرعون، عبد المطلب حناوي، الياس بوصعب، رشيد درباس، ومحمد المشنوق.
ولفت من تشكيلة الوفد، أن ملف النازحين السوريين سيكون في صدارة المحادثات الرسمية.
وأبلغ الوزير درباس «اللــواء»: ان هذا الملف سيطرح من زاويتين: الأولى ان لبنان لا يستطيع لوحده أن يتحمل عبء هؤلاء النازحين، خصوصاً بعدما بلغ عددهم ربع سكان لبنان، والثانية، ان هذه القضية بالأساس هي قضية عربية، ويجب استنفار كل الجهود الممكنة لمساعدته في مواجهة هذا العبء، ومن خلال الضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وتوقع درباس أن تكون للزيارة نتائج ايجابية في مختلف المجالات التي سيتم تناولها، لافتاً إلى ان هناك زيارة ثانية سيقوم بها الرئيس سلام إلى الكويت، من ضمن جولة خليجية، لكن هذا الأمر مرهون بتطورات الاستحقاق الرئاسي من الان وحتى نهاية المهلة الدستورية.
يشار إلى ان السفير السعودي علي عواض عسيري غادر بيروت مساء أمس، متوجهاً إلى جدة لمواكبته زيارة الرئيس سلام، وهو أكد على أهمية الزيارة لأنها تستند إلى تاريخ من العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، اضافة اى ما للرئيس سلام من مكانة لدى المملكة، مبدياً ارتياحه للتوفيق الذي يحالف الحكومة برئاسة سلام والتي استطاعت في مرحلة قصيرة اتخاذ قرارات إدارية وأمنية على قدر كبير من الأهمية، متمنياً ان ينسحب التوافق السياسي الداخلي علي كافة المواضيع فينعم لبنان وشعبه بالأمن والاستقرار، وأن يشكل الاستحقاق الرئاسي مناسبة لجمع الأشقاء اللبنانيين وترسيخ الهدوء وتعزيز الازدهار».