Site icon IMLebanon

«التغيير والإصلاح» يُريد تحرير الرئاسة من التسويات  

أعلن مصدر نيابي في تكتل «التغيير والإصلاح» أن استعجال إتمام الإستحقاق الرئاسي الذي أكد عليه النداء الأخير للتكتل، والذي دعا فيه إلى انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من قبل الشعب، هدف في الدرجة الأولى إلى تحرير عملية انتخاب الرئيس من التسويات الدولية والإقليمية، كما هي الحال اليوم، وذلك بعد ربط الإستحقاق بالأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا والعراق، أو بأي وضع دولي آخر. وشدّد على أن القراءات الأولية لهذا الإقتراح اقتصرت على تصويره من زاوية ضيقة ومحدّدة، بينما الواقع أن مقاربته يجب أن تكون على قاعدة البحث في كيفية إيجاد حل للأزمة السياسية والإنتخابية القائمة، والتي تهدّد بإبقاء الشغور الرئاسي لفترة طويلة، وبالتالي تعطيل المؤسّسات الدستورية. وكشف المصدر أن الإقتراح المذكور لا يشمل صلاحيات رئيس الجمهورية ولا يتطرّق إلى تعديلها أو الإنتقاص منها، إذ هو يركّز فقط على تغيير آلية اقتراع الرئيس وتحويلها من الكتل النيابية «المحدلة» إلى الشعب، وذلك للخروج من النفق المسدود الذي دخلت إليه كل المؤسّسات الدستورية مع تعثّر إنتخاب رئيس الجمهورية. وأضاف أن التعديل المقترح سيمنح هذا الرئيس قوة معنوية وحضوراً سياسياً أقوى خصوصاً بعد أن يكون الشعب هو الذي اختار رئيسه وليس النواب الذين ما زالوا حتى الآن عاجزين عن القيام بهذه المهمة، في ضوء فشل كل المبادرات الداخلية والخارجية للتوصل إلى تسوية على هذا الصعيد.

وذكّر المصدر نفسه، بأن تعديل آلية الإقتراع قد حصل لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية ولن تكون المرّة الأولى التي يجري الحديث عنه فيها كما ورد في اقتراح تكتل «التغيير والإصلاح»، لافتاً إلى أن هذه الآلية تنص على دروتين: الأولى ينتخب فيها المسيحيون فقط، على أن ينتقل المرشّحون الحاصلون على أعلى نسبة من الأصوات إلى الدورة الثانية، وشدّد على أن المسيحيين سيلعبون دوراً كبيراً ومؤثّراً في الإنتخابات، أي أن الكرة ستبقى في الملعب المسيحي لأنه من الصعب أن تتوحّد الطوائف الأخرى كلها على تأييد مرشّح واحد فقط.

ورداً على التعليقات المتنوّعة التي تناولت الاقتراح العوني، والتي توالت خلال الأيام الماضية من فريقي 8 و 14 آذار، لم يخفِ المصدر النيابي ذاته، أن الهدف هو تصحيح التوازنات والخلل في الدور المسيحي، كما المسلم في الوقت نفسه من جهة، ورفض التسويات السياسية التي تحصل في اللحظة الأخيرة وفي الإستحقاقات الإنتخابية بين فريقي 8 و 14 آذار، والتي كانت تتضارب مع مجمل الخطاب السياسي المعلن للفريقين. وإذ اعتبر أن النجاح لم يكن دائماً حليف هذه الطروحات الهادفة إلى تصحيح الخلل القائم منذ 24 عاماً إلى اليوم، لفت إلى أن النظرة يجب أن تكون شمولية وتتخطى المواقف المبدئية المعلنة، لأن الخطر الذي يتهدّد مسيحيي الشرق سيطال لبنان عاجلاً أم آجلاً.

وأضاف المصدر النيابي، أنه على أقل تقدير، وفي حال لم يتم السير في هذا الإقتراح، فإن التكتل يكون قد حاول وسعى إلى إحداث ثغرة وفتح نافذة في جدار الإستحقاق الرئاسي وتحرير هذا الإستحقاق من الضغوطات الخارجية والتسويات الإقليمية التي اتّخذت من موقع الرئاسة الأولى رهينة اليوم. وخلص إلى أن ما من طائفة مستهدفة من خلال هذا المسار، بل على العكس، فإن الهدف هو الحدّ من تهميش الدور المسيحي ودفع كل الأطراف السياسية ومن دون استثناء إلى احترامه، وذلك بصرف النظر عن نفوذ الطوائف الأخرى.