Site icon IMLebanon

التمديد بات أزمة رئاسيّة نيابيّة فهل من خضّة أمنيّة تُنتج الرئيس العتيد أم الانفتاح السعودي ــ الإيراني المستجدّ؟

خضّة «الجبهة الإشتراكية» أوصلت شمعون و«ثورة 1958» جاءت بشهاب والاجتياح أتى بالجميلّين و7 أيار بسليمان التمديد بات أزمة رئاسيّة نيابيّة فهل من خضّة أمنيّة تُنتج الرئيس العتيد أم الانفتاح السعودي ــ الإيراني المستجدّ؟

غالباً ما غادر رؤساء الجمهورية اللبنانية القصر الرئاسي على وقع انتفاضات وخضات امنية جاءت بمعظمها على خلفية شهوة هؤلاء للتمديد فعسل القصر الجمهوري غالباً ما سال له طعم الذين تذوقوه وكما في الجمهورية الاولى كذلك في الثانية وكأن التاريخ يعيد نفسه باستمرار في وقت لم يتعلم فيه سكان القصر درساً من الماضي القريب او البعيد وفق الاوساط المواكبة للمسيرة السياسية في الجمهورية التي ولدت كتسوية في نهاية الحرب الاولى وتحولت الى جنة التسويات في لعبة فن الممكن، لكن هذه التسويات غالباً ما سقطت مع اختلاف المصالح الشخصية للاعبين الكبار.

لا ينسى اللبنانيون ان الرئيس بشارة الخوري كان اول من افتتح لازمة التجديد لعهده الذي لعب فيه دوراً بارزاً شقيقه سليم الذي لقب بـ«السلطان»، الا ان هذا التجديد اطاحت به «الجبهة الاشتراكية» المؤلفة من كمال جنبلاط وكميل شمعون وغسان تويني وعبد الله اليافي وغيرهم والتي دعت الى اضراب عام في البلاد، مما اضطر بشارة الخوري الى الاستقالة عام 1952 ويقال يومها ان مارون عرب الذي كان المستشار الشرقي في السفارة البريطانية قابل الرئيس المستقيل ليوضح له موقف الانجليز مما جرى فقال له: «نحن الى جانبك يا فخامة الرئيس ولا تتصور ان لنا علاقة بما حدث».

اما عهد الرئيس كميل شمعون فقد انتهى بثورة 1958 على وقع الصراع حول «حلف بغداد» الذي انضم اليه شمعون ما اشعل الثورة المذكورة ودفع الادارة الاميركية الى اتخاذ قرار انزال «المارينز» الشهير على الشواطىء اللبنانية لا دعماً للعهد الشمعوني بل كان نتيجة لسقوط حكم الفيصل في العراق ونوري السعيد الذي سحل في الشوارع العراقية.

وتقول الاوساط ان «ثورة 1958» اوصلت قائد الجيش المير فؤاد شهاب الى الرئاسة الاولى حيث امسك البلد بقبضة من حديد عبر «الشعبة الثانية» اثر المحاولة الانقلابية التي قام بها الحزب «السوري القومي الاجتماعي» بقيادة النقيب فؤاد عوض، وعلى الرغم من ارتكابات «الشعبة الثانية» الا ان شهاب وضع البلد على سكة الدولة المؤسساتية وكلامه مشهور عندما وصف الامور في نهاية عهده بالقول، «لقد نجحت في بناء دولة ولكني فشلت في بناء وطن» والمعروف ان شهاب رفض التمديد لعهده عندما حاول نواب «النهج» الضغط عليه لاستمراره في الحكم.

ومع انتخاب الرئيس شارل حلو بدأت رياح الثورة الفلسطينية بالهبوب واجبرت السلطة اللبنانية على توقيع «اتفاق القاهرة» عام 1968 الذي اقتطع ارضاً لـ«فتح» في العرقوب بهدف الانطلاق لضرب الاهداف الاسرائىلية انطلاقاً من لبنان ونجحت المخيمات الفلسطينية في ابتلاع الدولة بكاملها في الحرب الاهلية اللبنانية.

وتشير الاوساط الى ان هذا الواقع ادى الى انتخاب الرئيس سليمان فرنجيه الذي عرف عهده بداية الحروب الاهلية المتناسلة حيث تربع التمديد على عرش المجلس النيابي من العام 1972 حتى العام 1992 مع دخول قوات الردع العربية الى لبنان، بات التمديد لازمة في عهد الوصاية.

وتضيف الاوساط ان الاجتياح الاسرائيلي كان السبب في وصول الشيخ بشير الجميل الى الكرسي الاولى، لكنه لم يستطع دخول القصر الجمهوري حيث اغتيل في 14 ايلول عام 1982 ليخلفه الرئيس امين الجميل في قصر بعبدا، وقد حاول الاخير التمديد لنفسه في زيارته عشية نهاية ولايته الى دمشق ولقائه الرئيس السوري حافظ الاسد، لكن دمشق ابلغته ان جميع الاوراق باتت لدى اخصامه المسيحيين.

اما الرئيس الياس الهراوي فقد نعم بالتمديد لنصف ولاية قابلها تمديد لقائد الجيش الرئيس اميل لحود الذي اوصلته الوصاية الى قصر بعبدا مع ملحق تمديدي لعهده الرئاسي، وكما في زمن الوصاية ربما قدر اللبنانيين التأقلم مع التمديد كما حصل في التمديد لمجلس النواب، وفي محاولة التمديد للرئيس ميشال سليمان الذي اوصلته خضة 7 ايار الى بعبدا، والذي يقول اليوم انه يرفض الامر وينتظر بفرح موعد 25 ايار ليغادر الجمهورية دون خلف كون الطبق الرئاسي في مكان واللاعبون اللبنانيون في مكان آخر، فهل الانفتاح السعودي ـ الايراني قد يقصر فترة شغور الكرسي الاولى ام ان خضة امنية قد تكسر الجمود وينتخب رئيس على اثرها على خلفية «اشتدي ازمة تنفرجي»؟