Site icon IMLebanon

التمسّك بالمالكي تمسّك بالتقسيم!

لم يوفر نوري المالكي أحداً من اتهاماته الزائفة والفجة. فالمرجع الأعلى علي السيستاني في نظره خالف الدستور في دعوته الى تشكيل وحدة وطنية تنهي اخطاء الماضي البائس الذي أوصل العراق الى الانهيار. وجون كيري يسعى الى احداث انقلاب في البلاد لمجرد انه دعا الى الاسراع بتشكيل هذه الحكومة!

مسعود بارزاني استحق هجوما شنيعا، فقد اتهمه المالكي بالاستغلال الرخيص والخاطئ للظروف التي يمر بها العراق، بهدف نيل مكاسب فئوية على حساب الشعب العراقي، لمجرد قوله ان العراق لن يعود الى ما كان عليه، وإبلاغه كيري ان من حق الاكراد الحصول على هوية ودولة لإنهاء معاناتهم المزمنة!

خصوم المالكي السياسيين مثل اياد علاوي واسامة النجيفي وصالح المطلك حظوا بأبشع الاتهامات عندما قال انهم يحاولون مصادرة ارادة الناخبين والانقلاب على الدستور والعملية السياسية!

التطور الوحيد في كلام المالكي، انه لم يعد يرى، في الانهيار الدراماتيكي الذي اصاب جيشه ودمر سلطته، حركة “داعش” وحدها، بل اعترف أخيرا بوجود معارضين له من العشائر السنية، ليصفهم بالمتمردين والخونة. فقد تحالفوا مع الارهابيين ووفروا لهم الغطاء وهو ما يجعلهم اكثر خطرا من الارهاب نفسه!

وهكذا لا يتوانى المالكي المحاصر تقريبا داخل بغداد عن شن حروب دونكيشوتية على الجميع، من الاميركيين الذين يتوسل اليهم لقصف مراكز “داعش” والعشائر لكنهم يرفضون سوى تقديم المشورة عبر غرفة عمليات مشتركة، الى مهزلة مهاجمة دول الجوار واتهامها بدعم مؤامرة اقليمية عبر دعم حركة التمرد.

على هذا الاساس تبدو المحادثات التي اجراها كيري مع المالكي وركزت على تشكيل حكومة جديدة لإنقاذ البلاد من حرب طائفية طاحنة بلا نتيجة. اما دعوة السيستاني الى تشكيل حكومة من كل الافرقاء لتلافي خطايا الماضي التي سببت الكارثة على يد المالكي فبلا معنى!

كل هذا يعني في شكل واضح، ان ايران تتمسك بالمالكي على رغم الاجماع العراقي السني والكردي وحتى الشيعي والدولي على ضرورة رحيله وتشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بداية تموز اي بعد اربعة أيام.

ومن الواضح ان ايران تعرف اكثر من غيرها انها ستفقد العراق بفقدان رجلها المالكي وهذا يعني هزيمة سياسية ماحقة ستلحق بها ليس في العراق وحده بل في سوريا ايضا، لأن من الواضح ان حكومة المالكي تلعب دور الظهير العسكري لنظام بشار الاسد وفق الخطط الميدانية التي توضع في غرف العمليات في طهران وتوزع على الجبهات!

وعلى هذا يفرض التساؤل نفسه مرة جديدة: ماذا يفعل خبراء اوباما العسكريون الذين نزلوا في العراق ان لم يكن الإشراف على خطوط التقسيم التي رسمت على الخرائط… وربما بالتعاون مع الايرانيين؟