الجميّل يُعلن ترشّحه وفاقياً وفريقا 8 و14 آذار يضعانه في دائرة الشكوك الإنتخابات العراقيّة والمصريّة والسوريّة حتّمت تأجيل الاستحقاق اللبناني الى أيلول
الاوساط المراقبة لاعداد الطبق الرئاسي باتت اكثر قناعة ان النواب في البرلمان كالزوج المخدوع وآخر من يعلم من الرئيس العتيد كون اطراف النزاع السياسي اسرى تحالفاتهم الخارجية حيث يتم انتاج الرئيس وفق تقاطع المصالح الاقليمية والدولية فكل الكلام الذي قيل ان ظروف انتخاب الرئيس كانت لاول مرة في يد اللاعبين المحليين ليس دقيقاً، فالبلد الذي كان تسوية ارستها الحرب العالمية الاولى جعلت كافة الامور على رقعته تسووية من رأس الهرم وحتى القاعدة.
وتضيف الاوساط ان الرياح الاقليمية في المنطقة تؤكد اتجاهاتها على ان الطبق الرئاسي لم ينضج بعد وان تمرير الاستحقاق في موعده الدستوري يعتبر معجزة , لاسيما وان المجريات في المحيط تتصدر الاولوية في الاجندات الدولية حيث هناك رزمة استحقاقات رئاسية في المنطقة تحتل الصدارة لتجعل من انتخاب الرئيس اللبناني تفصيلاً صغيراً في لعبة الامم.
وتشير الاوساط الى ان الانتخابات في مصر تحظى بعناية دولية فائقة بعد فشل «الاخوان المسلمين» في الحكم وسقوط الصفقة بينهم وبين الادارة الاميركية التي بدأت تعيد حساباتها في نتائج «الفوضى الخلاقة» التي انتجتها فاعطت نتائج كارثية وتركت المنطقة في المجهول رهينة النزعات الطائفية والعرقية، وما قيام المشير عبد الفتاح السيسي بالترشح لرئاسة الجمهورية سوى ردة فعل على الصفقة الاميركية الاخوانية , لاسيما وان السيسي يجد فيه الناخبون المصريون وجه جمال عبد الناصر ,ما اشعل حنينهم الى العروبة التي حاول «الاخوان المسلمين» محوها من الذاكرة ولكن ذاكرة الشعوب اقوى من ان تنسى , ووفق النتائج التي قد توصل السيسي الى الحكم يتوضح في الافق الدولي تجاه مسيرة البوصلة في المنطقة.
وتقول الاوساط ان الساحة المحلية بانتظار نتائج الانتخابات العراقية، فاذا فاز نور المالكي مؤشر على ما ستكون عليه الاوضاع في العراق الذي يرزح تحت ارهاب السيارات المفخخة التي تحصد اسبوعياً ضحايا تفوق اعدادهم بكثير ما يسقط في سوريا يومياً، ويبدو هنا الكباش السعودي الايراني جلياً على رقعة المنطقة.
وضمن هذا السياق وفق الاوساط تندرج عملية الانتخابات في سوريا حيث من المؤكد ان الرئيس بشار الاسد سيفوز بولاية اخرى بعد الانتصارات الميدانية التي تحققها القوات السورية الموالية للنظام وان الوقائع السورية والعراقية والمصرية تحتم تأجيل الانتخابات اللبنانية للرئاسة الى ايلول القادم لتبني الدول الكبرى على الشيء مقتضاه على الرقعة المحلية.
وعلى الرغم من المعطيات السالفة يستمرالرئيس نبيه بري في تحديد مواعيد جلسات الانتخاب لانتاج الرئيس العتيد حيث تبدو ان المنازلة بين فريقي 8 و14 آذار بلغت اوجها واذا كان ترشح الدكتور سمير جعجع لاشغال الكرسي الاولى قد اطاح بالجلسة الماضية فان خروج الرئيس امين الجميل من دائرة الترقب معلناً ترشحه وفاقياً للرئاسة سيخلط اوراق اللعبة من جديد، فاذا كان ترشح جعجع قد قطع الطريق على الجنرال ميشال عون، المصر على ان يكون مرشحاً وفاقياً، فان الجميل يسير في هذا الخيار ولكن ان يكون هو نفسه هذا المرشح مراهناً على الرئيس نبيه بري في ذلك، ولعل الغريب ان الجميل، التمس دعم 14 آذار وتفهم 8 آذار والا ان المؤشرات الميدانية تؤكد ان الفريقين غير مستعدين على الاطلاق لانتخابه، فهو بالنسبة ل14 آذار يضع «رجلاً في البور واخرى في الفلاحة» وانه اكثر زئبقية من النائب وليد جنبلاط ,كما ان مواقفه بالنسبة الى الاحداث في سوريا لا تتناسب مع الفريق الذي يلتزم به تارة ويتفرد عنه تارة اخرى و اما علاقته مع فريق 8 آذار ليست باحسن حال لا بل يضعه الفريق الاخير في خانة الخصوم اضافة الى ان تجربته الرئاسية في الثمانيات لا تشجع كافة الاطراف وعلى قاعدة ان «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين».