Site icon IMLebanon

الجيش استعاد المبادرة وسيطر على التلال وعشرات القتلى من الإرهابيين

لبنان كله خلف الجيش ولا تراجع عن ضرب المسلحين وإخراجهم من عرسال

الجيش استعاد المبادرة وسيطر على التلال وعشرات القتلى من الإرهابيين

لبنان بمجلسه النيابي وحكومته ومؤسساته ومجتمعه المدني وروابطه الثقافية والرياضية والانمائية وفاعلياته الروحية وشعبه وراء الجيش اللبناني وقيادته، في معركته ضد «داعش» وما يشكله من «هواء اصفر» سيمتد الى كل لبنان ولن يسلم منه اي مواطن لبناني ومهما كان انتماؤه وطائفته. اللبنانيون وقفوا جميعا خلف الجيش، باستثناء قلة لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة وتبرأ منهم الجميع حتى ان مسؤولين في تيار المستقبل وصفوا هؤلاء «بالاصوات النشاز» وضرورة عدم اعطائها اي قيمة، حتى ان مسؤول صحيفة المستقبل لم يتوان في اجتماع وسائل الاعلام عن الافصاح عن ان بيانات الذين اساؤوا الى الجيش تم تجاهلها في صحيفة المستقبل ولم تنشر، مطالبا بعدم اعطائها اي قيمة لان تيار المستقبل وبقرار من رئيسه سعد الحريري مع الجيش اللبناني في معركته ضد الارهاب. وقوف اللبنانيين خلف الجيش سيؤدي حتماً الى انتصار الجيش، وبالتالي انتصار لبنان، في ظل عدم وجود بيئة حاضنة لهؤلاء الارهابيين كما هو الحال في بعض البلدان العربية، وهذه نقطة هامة واساسية لصالح الجيش. كما ان الحكومة اعلنت وبلسان رئيسها وقوفها خلف الجيش وتقديم كل الدعم له في معركته وعدم التساهل مع الارهابيين او الحكومة معهم، وضرورة خروجهم من لبنان اولا قبل كل شيء ومطالبة فرنسا بتقديم العون والسلاح للجيش اللبناني ضمن الاتفاقية الموقعة مع فرنسا والممولة من المملكة العربية السعودية.

وافيد ليليلا عن تعرض موكب هيئة علماد المسلمين لاطلاق نار داخل عرسال من قبل المسلحين، وافادت قناة الجديد عن اصابة الشيخ سالم الرافعي وجلال كلش ونبيل حلبي بجروح.

ولليوم الرابع واصل الجيش اللبناني معركته البطولية ضد داعش معلنا سقوط 14 شهيداً بالاضافة الى 84 جريحاً وفقدان 22 عسكرياً، وقد شيع العسكريون الشهداء في قراهم بأعراس النصر واعلان الوقوف مع الجيش اللبناني، حيث تجلت الوحدة الوطنية في ابهى مضامينها.

وفي أخر التطورات ليلا «ان الجيش اللبناني حقق تقدماً واسعاً في وادي حميد واسترد ملالتين كان قد سيطر عليهما المسلحون، كما وصل الى مدخل عرسال القديمة.

واشارت المعلومات ايضا ان وفد هيئة علماء المسلمين دخل الى عرسال ووصلها منتصف الليل، بعد ان توقف موكبهم عند مدخلها بسبب القصف.

الوضع الميداني

اما على الصعيد الميداني، فقد استعاد الجيش امس وبشكل كامل زمام المبادرة على الارض ،عبر فتح طرق الامداد الى مواقعه المحيطة ببلدة عرسال، وتحديداً في وادي الحصن حيث حقق الجيش تقدما واضحا. وكذلك عزز مواقعه في عين الشعب والمصيدة ووادي الرعيان ووادي عطا، ووصلها بمهنية عرسال على رأس تلة السرج حيث موقع الكتيبة 83. علما انه لا تواجد للجيش داخل عرسال ولا مواقع له منذ البداية. كما يعمد الجيش اللبناني من خلال التقدم باتجاه الحصن ووادي حميد الى قطع طرق التواصل بين المسلحين داخل عرسال وجرودها، وبالتالي محاصرتهم.

الاشتباكات بين الجيش و«داعش» كانت عنيفة واستخدمت فيها الاسلحة المختلفة وتركزت عند «نقطة المهنية» الذي صدّ الجيش كل الهجمات عليها، وكانت المعارك «كر وفر» بالقرب منها وعلى مسافة قريبة، وقد سقط للمسلحين اكثر من 100 مسلح عرضت مديرية الجيش لصورهم بالاضافة الى اسلحتهم. وانكفأ المسلحون الى منطقة «نزلة السرج» وهناك قاموا بتجميع قواتهم واستقدموا تعزيزات، وعند الساعة السادسة مساء أمس قاموا بهجوم جديد للسيطرة على المهنية، وتمكن الجيش من صد الهجوم بغطاء مدفعي من مختلف العيارات وبعيدة المدى، ومنع المسلحين من التقدم وحافظ على مواقعه في رأس السرج.

وقالت مصادر عسكرية ان هدف الجيش، السيطرة على كل التلال المشرفة على عرسال وقطع طرق الامدادات عن المسلحين من الجرود، تمهيدا للدخول الى عمق البلدة، مؤكداً عدم التراجع عن العملية العسكرية مهما كانت الظروف. وقال المصدر ان المعركة مع الجماعات المسلحة في عرسال مستمرة حتى النهاية، وان الجيش مصمم على محاربة الارهاب وضربه اينما كان لان الاعتداء الذي تعرضت له المؤسسة العسكرية اعتداء سافر وصارخ. ولفت الى ان المؤسسة العسكرية ارسلت منذ فترة مراسلة الى مجلس الوزراء تشدد فيها على ان لاجئي عرسال من سوريا ليسوا نازحين بل هم مقاتلون وارهابيون موضحا ان ما حصل مؤخرا اثبت ما كنا نحذّر منه واكد ان المعركة مع هؤلاء ستشتد بانتظار خروج اهالي عرسال من البلدة حرصاً على أرواح المدنيين. واكد ان الجيش لن يتهاون مهما كانت الأثمان.

واشارت المعلومات الى ان قوة من فوج التدخل الخامس في الجيش ومعها اكثر من 40 ملالة انضمت الى الفوج المجوقل والمغاوير للمشاركة في العمليات العسكرية.

«المستوصف»

الى ذلك، دارت اشتباكات في محيط المستوصف على أطراف عرسال، حيث سجلت عمليات قصف بالمدفعية، وقد تراجع المسلحون من هذه النقطة، وبدأوا يطلقون النار داخل البلدة، فيما قام الجيش بقصف بعض النقاط القريبة من المستوصف.

وشوهدت سحب الدخان قرب جامع اسماعيل. وأفادت معلومات عن دخول المسلحين مفرزة الجمارك في عرسال حيث استولوا على السلاح الموجود فيها، كما استولوا على مقر المحكمة الشرعية في المدينة. الى ذلك، أشارت المعلومات الى تدمير الجيش مركزا لتجمع آليات المسلحين في اطراف عرسال. كما اندلعت النيران في محطة للوقود جراء القصف.

في المقابل، أكد مسؤول أمني لبناني ان الجيش اللبناني تقدم في عرسال وعثر على جثث 50 مسلحا.

نزوح ونهب

في موازاة ذلك، شهدت عرسال حركة نزوح كثيفة. وعلم ان الجيش سمح لأهالي عرسال فقط بمغادرة المدينة، فيما منع النازحين السوريين من الخروج. الا ان المسلحين منعوا المدنيين من المغادرة بقوة السلاح، متخذين منهم دروعا بشرية، وقد قاموا بقطع الطريق قرب «المستوصف» وحفرها، لمنعهم من الخروج. ولم يتمكن عدد كبير من الاهالي من مغادرة البلدة نتيجة تمركز المسلحين بين الأحياء السكنية. في موازاة ذلك، تصدى أهالي عرسال للنازحين والمسلحين السوريين الذين قاموا بسرقة المنازل التي هرب منها سكانها. كما شهد وسط البلدة عمليات سلب ونهب للبيوت والمحال التجارية. وبعد الظهر، علت نداءات استغاثة من اهالي عرسال نظرا الى وجود عدد كبير من الجرحى في صفوف المواطنين على الطرقات. وعلم ان الجيش نقل عبر آلياته 50 عائلة من عرسال في اتجاه اللبوة، وأن المسلحين اقدموا على قتل حسن الحسين الحجيري وولديه وحسين احمد الحجيري.

وتضيف المعلومات ان الطيران الحربي السوري قصف مواقع وقافلة امدادات للمسلحين كانت متوجهة نحو عرسال، كذلك قصف المسلحون بلدتي اللبوة والنبي عثمان.

الاتصالات السياسية

وفي موازاة التصعيد العسكري، تسارعت الاتصالات السياسية بمشاركة الرئيس تمام سلام ووزيري الداخلية والعدل، كما شارك الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط بالاتصالات، وقام وفد من هيئة العلماء المسلمين برئاسة سالم الرافعي ومفتي البقاع خليل الميس والنائب جمال الجراح، واللواء محمد خير بمسعى للوصول الى وقف لاطلاق النار، وزاروا الرئيس تمام سلام وعقد لقاء بحضور وزيري الداخلية والدفاع. وكان موقف الحكومة واضحاً بضرورة انسحاب المسلحين الى خارج الاراضي اللبنانية، وتحديداً من عرسال واطلاق سراح عناصر الجيش اللبناني قبل البحث باي تفاوض، وانتقل الوفد بعدها الى اليرزة، بناء على طلب رئيس الحكومة. واشارت المعلومات الى ان جهود الوفد ومساعيه لوقف النار لا علاقة للجيش به ويعود لقيادته ان تقبله او لا ويقوم على وقف النار الشروط التي وضعها الرئيس سلام بانسحاب المسلحين والافراج عن الاسرى من العناصر الامنية، وانتشار الجيش اللبناني داخل عرسال.

واشيع بعد اللقاءات عن اجواء هدنة عند الساعة السادسة ودخول وفد هيئة علماء المسلمين الى عرسال، لكن اللافت ان المسلحين استغلوا الكلام عن الهدنة وبادروا عند الساعة السادسة مساء الى القيام بهجوم واسع لاسترداد موقع المهنية على رأس تلة السرج التي خسروها صباح امس.

وعلم ان وفد العلماء طلب اجراء اتصال هاتفي بين الموقوف عماد احمد جمعة والقائد الميداني للمسلحين السوريين في عرسال ابو حسن الفلسطيني ، على ان الافراج عن عناصر الجيش لن يحصل قبل الافراج عن جمعه، وهذان المطلبان رفضهما الجيش اللبناني مؤكداً انه لا يتفاوض مع مسلحين.

وتضيف المعلومات، ان الجيش ابلغ الجميع بان لا افراج عن جمعة الذي اعترف بانتمائه الى جبهة النصرة والتخطيط لعمليات، وان هيبة الجيش اذا افرج عن جمعه ستمس بالصميم.

الحكومة

وفي ظل هذه الاجواء، ورغم التباينات خلال الجلسة والنقاشات التي بقيت تحت السقف، خرجت الحكومة بموقف متضامن مع الجيش وقيادته، ووقف جميع الوزراء خلف رئيس الحكومة تمام سلام الذي اعلن موقفا حازماً داعماً للجيش وقيادته من دون اي تحفظ، والتأكيد على عدم التفاوض مع الارهابيين بأي شكل.

وقد طالب وزراء الكتائب خلال الجلسة بتوسيع القرار 1701 ليشمل الحدود اللبنانية السورية، كما تحدث وزراء عن ضرورة معالجة الامور بهدوء وبشكل سياسي مع الحفاظ على هيبة الجيش وصورته، فيما تحدث وزراء عن سبب المشكلة وربطوها بتدخل حزب الله في سوريا، فيما تحدث وزراء 8 آذار عن خطر الارهاب على كل اللبنانيين وبان ما حذرت منه 8 آذار من مخاطر هؤلاء على البلد يتحقق الان داعين الى الالتفاف حول الجيش. واشاروا الى مواقف بعض نواب المستقبل من الشمال، لكن النقاشات جرت بهدوء ورغم التباينات كان الموقف موحداً، وقد اتفق الوزراء على ابقاء النقاشات سرية وعدم تسريب اي معلومة لوسائل الاعلام.

دعم دولي

على صعيد آخر، تلقى رئيس الحكومة وقائد الجيش سلسلة اتصالات من سفراء عرب واجانب اعلنوا تأييدهم للجيش وتضامنهم معه، واستفسروا عن سير المعارك العسكرية.

قلق من امتداد التوترات

لكن القلق الجدي الذي ساور المسؤولين امس يعود الى الخوف من ان تعمد القوى السلفية الى توسيع دائرة التوتر لالهاء الجيش، ولذلك عزز الجيش من مواقعه في بعض المناطق البقاعية كمجدل عنجر وغيرها من القرى بالاضافة الى المناطق المحيطة بقصقص وفي الناعمة وصيدا.

الوضع في طرابلس

اما في طرابلس فان الاوضاع خطيرة في ظل ممارسات المسلحين فقد خرج العشرات من انصار هيئة العلماء المسلمين والقوى السلفية المتشددة في تظاهرة من امام مسجد حربا في التبانة رافعين رايات تنظيم القاعدة وهتافات تنديد بالجيش اللبناني معلنين تضامنهم مع المجموعات الارهابية التي دخلت عرسال.

وتأتي هذه التظاهرة تلبية لدعوة من هيئة علماء المسلمين قبل ان تصدر بيانا آخر تعلن فيه تأجيل الحركات الاحتجاجية الى حين اجراء المفاوضات.

المتظاهرون في حالة غليان وشحن طائفي ومذهبي وعمدوا الى القاء الحجارة على عناصر الجيش ودورياته كما اعترضوا سيارة فان تنقل عسكريين خلال اجتيازها مستديرة الملولة ومن ثم احرقوا العلم اللبناني وعلم حزب الله.

ومنع الجيش محاولات المتظاهرين قطع الطريق الدولية عند الملولة فحصل صدام بين الجيش والمتظاهرين واضطر لالقاء قنابل مسيلة للدموع ومن ثم شن متظاهرون هجوما على مركز للجيش عند مستديرة نهر ابو علي والقوا قنبلة مولوتوف ادت الى سقوط ثلاثة جرحى من الجيش ورد عليهم بالرصاص.

ادت هذه الاعتصامات الى شل الحركة تماما في الاحياء القريبة من التبانة كما قطع الحيش طريق دوار نهر ابو علي باتجاه الملولة حرصا على سلامة المواطنين وعمد الى تحويل السير باتجاه الطريق البحرية وعند المساء القى المعتصمون قنبلة يدوية على مركز للجيش عند دوار نهر ابو علي واصيب عسكري بشظايا.