Site icon IMLebanon

 الجيش «سيف مُصلت» على التكفيريِّين في عرسال.. وبرّي: المسألة مصير وطن

 

دقّت ساعة الحقيقة لكي يحسم جميع الأفرقاء السياسيين خياراتهم بين الحفاظ على الدولة وسيادتها أو تركِ البلاد في مهبّ الفتنة التي يثيرها التكفيريون عبر محاولاتهم إلحاقَ لبنان بـ»دولتهم» الإسلامية المزعومة. وفيما الجيش يستبسل في الدفاع عن السيادة الوطنية ودرءِ الفتنة التي يحاول التكفيريون تعميمَها في لبنان عبر بوّابة عرسال، كانت بعض الأصوات النشاز تُحرّض عليه محاولة النَيل من أمن الدولة الداخلي عبر إطلاق بعض الصفات التي تسيء إلى وحدة المؤسسة العسكرية التي تحظى بدعم سياسي وشعبي واسع عبَّر عنه قائدها العماد جان قهوجي الذي أطلق أمس نفيرَ معركة استعادة عرسال إلى حضن الدولة من يدِ المسلحين القابضين على أهلها، لتكون المنطلق إلى تثبيت الاستقرار ومنع الفتنة، مؤكّداً أنّ الجيش «لن يسمح لأيّ طرف بنقلِ المعركة من سوريا إلى لبنان، ولن يسمح لأيّ مسلّح غريب عن بيئتنا ومجتمعنا بأن يعبَث بأمن لبنان وأن يمسَّ سلامة العناصر من جيش وقوى أمن». وفي غضون ذلك، شخصَت الأبصار إلى طرابلس حيث هاجم الإرهابيون مواقع للجيش فيها، محاولين إشغاله عن معركة استعادة عرسال من براثنهم.

خاض الجيش أمس لليوم الثاني على التوالي معركة «السيف المصلت» ضد المسلحين التكفيريين في عرسال وجرودها، الذين هاجموا بعض مواقعه السبت واستولوا على بعضها قبل ان يستردّها، في الوقت الذي تحصّن هؤلاء داخل البلدة مُستخدمين مجموعات من سكّانها دروعاً بشرية، ومزهقين أرواح بعض الأهالي الذين تصدّوا لهم الى جانب الجيش.

وفي هذه الأثناء، شهدَ لبنان استنفاراً سياسيا وأمنياً توّج باجتماع امنيّ مسائي في السراي الحكومي مهّد لجلسة إستثنائية لمجلس الوزراء تعقد قبل ظهر اليوم، فيما عقد قائد الجيش مؤتمراً صحافيا في وزارة الدفاع، اعلن فيه سقوط 10 شهداء للجيش و25 جريحاً، بينهم اربعة ضبّاط، وفقدان 13 جندياً قد يكونون أسرى لدى التنظيمات الإرهابية، محذّراً من أنّ أيّ تفلّت في أيّ منطقة ينذر بخطورة كبيرة لأنه يصبح عرضة للإنتشار.

وقدّم عرضاً للوضع الميداني، وقال إنّ الهجوم الواسع لأعداد كبيرة وضخمة من المسلحين على كل المراكز الأمنية المتقدمة والأمامية، عقب قبض الجيش صباح أمس الأول على اخطر المطلوبين المدعو عماد أحمد جمعة، كان محضّرا بدقّة.

وأشار الى انّ الجيش ردّ سريعاً بهجوم لفكّ الطوق عن المراكز، ونجح في حماية موقع المصيدة ووادي حميد، لكنّ مركز «تلة الحصن» سقط، والمعركة مستمرة لاسترداده ودحر الإرهابيين. واعتبر أنّ ما حصل أخطر بكثير مما يعتقده البعض «لأنّ الموقوف جمعة اعترف بأنه كان يخطط لتنفيذ عملية واسعة على المراكز والمواقع التابعة للجيش، وأنّه كان يقوم بجولة لوضع اللمسات الأخيرة على العملية، وليس صحيحاً أنّ العملية بدأت لأنّ الجيش أوقفَ هذا المطلوب».

وقال إنّ الهجمة الإرهابية لم تكن هجمة بالصدفة، أو بنتَ ساعتها، بل محضّرة سلفاً، وعلى ما يبدو منذ وقت طويل، في انتظار التوقيت المناسب». ولفت الى انّ «العناصر المسلحة غريبة عن لبنان وتكفيرية تحت كل التسميات، وتضمّ جنسيات مختلفة وآتية من خارج الحدود اللبنانية، وبالتنسيق مع أشخاص مزروعين داخل مخيمات النازحين».

وأكّد قهوجي جهوزية الجيش «أمام هذا الخطر الكبير الذي يهدّد الوطن بكيانه واستقلاله ووحدته ووجوده، والذي يحاول البعض التقليل من أهميته، لمواجهة كلّ الحركات التكفيرية التي قد تستفيد مما يجري في عرسال، وتقوم بأمر مماثل في أيّ منطقة أخرى». ودعا الى التركيز على معالجة وضع النازحين والمراكز التي ينتشرون فيها كي لا تكون أيضاً بؤرة للإرهاب».

وأعلنت مصادر عسكرية لـ«الجمهورية» جهوزية الجيش في التصدّي للمسلّحين ونيّته الإستمرار في المعركة حتى القضاء على معاقلهم. وكشفَت انّ من ضمن مخطط المسلحين سلخ عرسال عن الدولة اللبنانية لإقامة إمارة فيها. وأوضحت أنّ قيادة الجيش تشترط انسحاب المسلّحين من عرسال وإطلاق العسكريين المحتجزين قبل وقف إطلاق النار، ولن ترضخ لمطلب إطلاق الموقوف عماد جمعة، فالتحقيق مستمر معه على ان يُحال الى القضاء.

برّي

وشدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الجمهورية» على ضرورة دعم الجيش بكل الوسائل، في معركته ضد الجماعات التكفيرية، مؤكّداً أنّه لم يعُد يكفي ما يقدّم له من مساعدات تكاد تكون بلا قيمة عسكرياً أمام حجم المهمات والمعارك التي يخوضها للحفاظ على الاستقرار، والدفاع عن السيادة اللبنانية.

وقال: «طالبتُ في مبادرتي التي أعلنتُها في 31 آب من العام الماضي بدعم الجيش عدّة وعديداً وبكلّ الوسائل، وطالبتُ مراراً بتطويع 5 آلاف جندي ولا أزال».

ووصف برّي المعركة التي يخوضها الجيش بأنّها معركة الدفاع عن الوطن، وأنّ عرسال هي بلدة عريقة في وطنيتها وفي تقديمها الشهداء دفاعاً عن لبنان، وربّما يكون قد غُرّر ببعض اهاليها، لكنّ هذا الامر لا يلغي انّ هذه البلدة قدّمت شهداء على مذبح الوطن، وينبغي الحفاظ عليها. وما سمعته اليوم من تعليقات للذين نزحوا منها يؤكّد حقيقة ما أقول عن وطنية أهالي عرسال».

وحذّر بري من خطورة ما يجري، غامزاً من قناة ما حصل في طرابلس، وقال: «لقد بذلنا جهوداً مضنية لتحقيق الاستقرار في طرابلس ولكن للأسف صدر كلام عن بعض النواب الطامحين للحفاظ على مقاعدهم النيابية يسيء الى لبنان ويحضّ على الفتنة عبر الإساءة الى المؤسسة العسكرية بدلاً من الوقوف الى جانبها في هذه المرحلة الحسّاسة».

ونوّه بري بمواقف النائب وليد جنبلاط مؤكّداً «أنّ الرجل لا يضيّع البوصلة في اللحظات المفصلية، وإنّ قوله «كلّ جندي إسرائيلي يُقتل هو فخر لكلّ الأمّة العربية والإسلامية»، يؤكّد أنّ الاسلام الحقيقي يعبّر عنه المجاهدون في غزّة، وليس هؤلاء التكفيريون العاملون على تشويه الاسلام وزرع الفتنة في لبنان والمنطقة.

وأكّد بري انّه لا ينبغي ان يكون هناك مواقف رمادية لأنّ المسألة تتعلق بمصير وطن وليس بمصير اشخاص او احزاب، فعلى الجميع ان يلتزموا الدفاع عن لبنان في مواجهة الجماعات التكفيرية التي تستهدف إغراقه في الفتنة وتعريض استقراره للخطر.

ولفت بري الى ما اشار اليه قائد الجيش من انه كانت هناك خطط مُعدّة سلفاً للهجوم على الجيش وتالياً لتعريض استقرار لبنان للخطر. وكشف بري انّ سلام اتصل به وتشاور وإياه في ما يمكن اتّخاذه من خطوات لدعم المؤسسة العسكرية وإنهاء ما يحصل في عرسال.

وأبلغَ سلام اليه انّه سيعقد اجتماعاً امنياً ـ وقد انعقد هذا الاجتماع مساء امس ـ وأنّه دعا مجلس الوزراء الى جلسة تعقد ظهر اليوم تتّخذ فيها مواقف وقرارات دعماً للجيش في معركته ضد الارهاب.

كذلك تلقّى بري اتصالات من نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت الذي نقل إليه، بعدَ آخرين، عرضاً بوقف إطلاق النار في عرسال وإطلاق الموقوف جمعة، في مقابل انسحاب المسلحين منها الى خارج الاراضي اللبنانية، فردّ برّي مصرّاً على انّه لا يمكن القبول بهدنة أو وقف إطلاق نار إلّا بعد إطلاق العسكريين الاسرى ومحاكمة جمعة وتقديم ضمانات فعلية بالانسحاب الكامل من عرسال.

مبادرة طوِيت

وقالت مصادر مطّلعة شاركت في المفاوضات لـ«الجمهورية» إنّ افكاراً تبودلت لوقف العمليات العسكرية بين الجيش والمسلحين السوريين عبر وزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل أشرف ريفي قضت بالآلية الآتية:

• وقف إطلاق النار ما بين الساعة الرابعة والسادسة من مساء الأحد.

• إنسحاب جميع المسلحين السوريين من عرسال وتلالها الى الأراضي السورية.

• إجراء محاكمة عادلة للموقوف السوري عماد جمعة.

• إطلاق العسكريين المخطوفين من الجيش وقوى الأمن الداخلي.

• توفير العلاج لجميع المصابين في العمليات العسكرية.

وذكرت المصادر أنّ توافقاً تمّ على هذه الطروحات، لكنّ الوقائع الأمنية جرت بما لا يشتهيه أصحاب المبادرة فطوِيت.

الحجيري

ومساءً، أكّد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ«الجمهورية» التوصّل الى وقف اطلاق نار دائم وليس فقط لإجلاء المدنيين»، وقال إنّ «الاوضاع سلكت مسار الحل وتمّ الإتفاق على تولّي طرف ثالث الوساطة والمفاوضات، يتألف من النائب جمال الجراح والامين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء الركن محمد خير».

وأشار الى أنّ «المسلحين سينسحبون الى الجرود ويخلون المراكز التي سيطروا عليها وأنّ المسألة باتت مسألة وقت، فيما سيستمرّ التفاوض على تحرير العناصر الأمنية المحتجزة».

رواية عسكرية

في المقابل، قالت مصادر عسكرية لـ«الجمهورية» إنّها لا يمكن أن تزيد شيئاً على العرض الذي قدّمه قائد الجيش في مؤتمره الصحافي. وأوضحت أنّ مواقع الجيش تعرّضت لهجمات المسلحين السوريين القادمين من الأراضي السورية عبر الجرود المؤدّية الى البلدة ومن داخلها، بعدما إنطلقت مجموعات منهم من مراكز المخيمات السورية في البلدة وداخلها في خطة محكمة لملاقاة بعضهم البعض ومحاصرة مواقع الجيش في البلدة وعلى تخومها.

وأضافت المصادر أنّ الجيش تصدّى للمعتدين بما توافر له من قوى، وأنّ العمليات العسكرية مستمرة بلا أيّ آجال محدّدة، فالهدف واضح وصريح وهو إعادة الوضع الى ما كان عليه وطرد المسلحين من المنطقة وبسط سلطة الجيش وحده فيها ومحاكمة الموقوفين لديه. وعن عدد المسلحين المتمركزين في المنطقة، في ضوء الحديث عن وجود 6000 مسلح، قالت المصادر إنّ العدد غير معروف ولم يتمّ أيّ إحصاء حتى الساعة.

الاجتماع الأمني

وخلال الاجتماع الأمني في السراي عرض القادة الأمنيون لآخر المعطيات في عرسال وجوارها، والجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية للتصدّي للمخطط الذي بدأ المسلحون الارهابيون تنفيذه في المنطقة. واطّلع المجتمعون على آخر ما توصّلت اليه التحقيقات مع الموقوف جمعة، واستمعوا الى عرضٍ لملابسات احتجاز عناصر قوى الأمن الداخلي في عرسال.

وأوضح القادة الأمنيون أنّ الموقف في البلدة داعم للجيش والقوى الأمنية، والمسلحين الذين خططوا للاعتداء على القوى اللبنانية ونفّذوه لم يتمكّنوا من تأمين قاعدة تأييد ومساندة لهم داخل عرسال.

«حزب الله»

في المقابل، أعلن «حزب الله» وقوفه صفّاً واحداً مع الجيش، واعتبر أنّ استمرار الجرائم التي ترتكبها جماعات إرهابية منظّمة، مدعومة بغطاء خارجي وبتبرير داخلي، هي دليل على الخطر المحدق بلبنان وكلّ أهله، من دون تمييز». وأيّد كلّ الخطوات التي يتّخذها الجيش من أجل الحفاظ على هيبة هذه المؤسسة وتعزيز حصانتها وقدرتها في وجه الاعتداءات الإرهابية.

فنَيش

ووصف الوزير محمد فنيش الحاصلَ في عرسال بأنّه «عدوان على الجيش وعلى أهل عرسال وعلى لبنان كلّه». وقال لـ«الجمهورية»: «إنّ المشروع الذي يضرب المنطقة كان يطلّ في السابق بوسائل امنية، والآن يطل بوسائل عدوانية عسكرية عبر استهداف الجيش، والواجب الوطني يقتضي منّا جميعاً تجاوز أيّ تباين في الرأي والوقوف صفّاً واحداً إلى جانب الجيش والقوى الامنية لحماية لبنان من المشروع التكفيري الارهابي التخريبي الذي يضرب عدداً من دول المنطقة.

فالتضحيات الجسيمة التي يبذلها الجيش هي تضحيات في سبيل الوطن وينبغي الوقوف امامها إجلالاً وتقديراً واحتراماً، وعدم هدر هذه التضحيات بأيّ مهاترات سياسية، بل جعلها سياجاً لحماية الوطن ولمنعِ التكفيريين الارهابيين من الوصول الى غاياتهم في تخريب لبنان بمخطّطهم الإجرامي التدميري».

وأضاف فنيش: «نحن امام مرحلة حسّاسة، لكنّ لبنان استطاع تجاوز محطات صعبة عدة، وإذا أحسن الجميع التعامل مع هذه التطوّرات بوحدة رؤية وموقف، وتمسّكوا جميعاً بالأمن والوحدة الداخلية، فنحن قادرون على إحباط المشروع العدواني على كلّ اللبنانيين».

وثمّنَ فنيش موقف جنبلاط الذي أكّد فيه أنّ «مقولة ذهاب الحزب إلى سوريا استحضر «داعش» الى لبنان ليست صحيحة، وأنّ عناصر الحزب يستشهدون في سوريا وبطل مارون الراس استشهد في العراق أمس»، وقال فنيش: «إنّها الرؤية الصحيحة والسليمة، وهو المدرك للتطورات والوقائع، وأيّ كلام آخر خارج هذا السياق لا يندرج إلّا في خانة من يعطي تبريرات.

فإذا كانت هذه الجماعات تهجم على الجيش داخل الاراضي اللبنانية فهل هناك بعد تبرير لمثل هذه الأعمال؟ وأيّ كلام آخر يخطئ اصحابه بحقّ انفسهم وبحق لبنان، ويعطي اصحاب هذا المشروع فرصةً ليراهنوا على إمكانية توفير غطاء للاعمال العدوانية. فالمطلوب عدم إعطاء أيّ تبرير، أو توفير أيّ ذريعة، وعدم تغطية مثل هذه الاعمال بأيّ تبرير أو كلام آخر لا يدرك اصحابه خطورة هذا المشروع ولا طبيعته التكفيرية الإرهابية».

عراجي

ومن جهته، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي لـ«الجمهورية»: «نستنكر بشدّة أيّ اعتداء على الجيش، لأنّ عناصره هم اولادنا وأهلنا، وجميعنا نعوّل عليهم لحماية لبنان من تداعيات ما يحصل في المنطقة، سواءٌ في سوريا أو في العراق. الجيش يُستهدف اليوم وفي الوقت نفسه تحوّلت عرسال مدينة مخطوفة على يد مسلحين، لذلك هي بين مطرقة التطرّف وسندان الدولة اللبنانية التي تحاول استعادة مراكزها التي احتلها المسلحون.

كان يجب على الحكومة السابقة معالجة قضية النازحين عبر إنشاء مخيمات لهم على الحدود، لا أن يدخلوا إلى القرى والمدن بهذه الأعداد الضخمة. ففي منطقة بر الياس التي يبلغ عدد سكّانها 30 ألف بات يوجد 70 ألف نازح سوري، ومعظم النازحين جاؤوا إلى المناطق السنّية لأنّهم يشعرون بالأمان فيها أكثر من مناطق أخرى.

لكنّ الحق على الحكومة السابقة التي كان عليها، بالتعاون مع الامم المتحدة، إقامة مخيمات على الحدود وفي المناطق الشاسعة بين الحدود اللبنانية السورية بحماية دولية. فما حصل قد حصل، ونقول اليوم إنّ عرسال اليوم مخطوفة، والحلّ لا يكون عسكرياً، لأنّ فيها نحو 50 ألف مواطن لبناني، ويجب إجراء محاولات سياسية لحلّ الأزمة».

وسُئل عراجي: هل نفهم أنّ على الدولة أن تحاور المسلحين؟ فأجاب: «ليس بالضرورة ان تتحاور هي أو الجيش معهم مباشرةً، فالجماعات المتطرفة خطفت وأسرَت نحو 20 عنصراً على الأقل من قوى الامن، و13 عسكرياً من الجيش، وهؤلاء ايضاً يهمّنا تحريرهم، وبالتالي يجب المحاولة بطريقة غير مباشرة مع فاعليات في عرسال لكي تتواصل مع المسلحين وتكون صلة الوصل بينهم وبين الجيش والدولة كي ينسحبوا إلى الجرود ويحرّروا العناصر الأمنية لتجنيب عرسال حمّام دم.

أطرحُ ذلك كمحاولة، وإذا لم تنجح في خلال 24 أو 48 ساعة فليأخذ عندئذ الجيش كلّ الإجراءات المطلوبة، ونحن معه، ونتمنّى ان لا يقاتل «حزب الله» الى جانبه، بل ان يقاتل الجيش وحده التطرّف والإرهاب لكي لا تأخذ القضية بعداً طائفياً ومذهبياً.

واشنطن

وكانت الولايات المتحدة الأميركية دانت بشدّة هجوم «جبهة النصرة» على الجيش، معربةً عن تعازيها ومواساتها لعائلات الضحايا ومتمنّية الشفاء للمصابين. وقالت الناطقة بإسم الخارجية الأميركية جان ساكي: «فيما يتمدّد العنف ليطاول جيران سوريا، بما في ذلك عنف المتطرفين، نحضّ كلّ الأطراف في لبنان على احترام سياسة الحكومة اللبنانية النأيَ بالنفس عن النزاعات الإقليمية، كما نصَّ «إعلان بعبدا».

وجدّدت التزام واشنطن أمن لبنان واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه، ودعمَها القوي لمؤسّسات الدولة في لبنان، بما في ذلك القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، في عملِهم لصون وحماية لبنان المستقرّ والسيّد والآمن».