Site icon IMLebanon

الجيش لن يتراجع وحملات مُداهمة وتوقيفات في مُختلف المناطق

الجيش لن يتراجع وحملات مُداهمة وتوقيفات في مُختلف المناطق واشنطن سرّعت وصول المساعدات

والدعم السعودي أسلحة ستدخل الخدمة فوراً

مع الانحسار النسبي للاشتباكات الدائرة منذ السبت في عرسال وجرودها، لم ترسم وقائع المواجهة اي آفاق واضحة الى إمكان انتهاء هذه المواجهة قريباً، في ظل لعبة الكر والفر التفاوضية بين هيئة العلماء المسلمين والمسلحين السوريين، التي استكملت امس بفصل جديد من فصولها، افضى الى نجاحها في انتزاع تمديد لوقف اطلاق النار لمدة 24 ساعة اضافية يبدأ خلالها المسلحون الانسحاب من داخل البلدة الى جرودها باتجاه الحدود، فضلا عن نجاحها في اطلاق سراح ثلاثة اسرى من الجيش، اثنان من عرسال قررا البقاء داخل البلدة اما الثالث فمن المنية، فيما استجدت معطيات سلبية على خط بلدة اللبوة التي منعت دخول قافلة المساعدات الانسانية الى عرسال وفقا لبنود اتفاق وقف اطلاق النار، رغم كل الاتصالات التي جرت مع فعاليات البلدة وبعض القوى السياسية، التي اعتبرت ان هذه المساعدات موجهة «لداعش».

بموازاة ذلك تقول مصادر ديبلوماسية غربية حظي لبنان بمؤازرة اقليمية ودولية استثنائية، تمثلت في خطوات اقترنت بالموقف السياسي الشديد الأهمية من خلال إجماع مجلس الوزراء اولاً على دعم غير محدود للجيش ومن ثم بموقفين عاليي الأهمية والتأثير: من كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية،بالتزامن مع تبلور موقف دولي واسع داعم للجيش عبّر عنه بيان لمجلس الأمن الدولي ومواقف للدول الغربية يمكن الاستناد اليه في استجرار سريع للدعم التسليحي الفرنسي للجيش من خلال الهبة السعودية كما أشار الى ذلك رئيس الحكومة تمام سلام الذي حرك الاتصالات مع باريس من اجل هذه الغاية، واعلان قائد الجيش العماد جان قهوجي ان المعركة تستلزم معدات وآليات وتقنيات يفتقد اليها الجيش، من هنا ضرورة الاسراع في تزويده المساعدات العسكرية اللازمة، عبر تثبيت لوائح الاسلحة المطلوبة ضمن الهبة السعودية عبر فرنسا ومؤتمر روما لدعم الجيش، لمواجهة الوضع الامني الخطير.

فالقيادات السياسية تقول مصادر متابعة لملف عرسال التي رأت في تطورات عرسال مقدمة لاسوأ قادم طالما ان الصورة السورية لم تتضح معالمها بعد، وسط السيناريوهات السلبية التي طرحتها تقارير الاجهزة الامنية على اختلافها، بخاصة التداعيات السلبية التي يمكن ان تتركها على ديمغرافية بعض المناطق. فتجربة البارد وما رافقها من سلبيات عادت تلوح في الافق، على هذا الاساس شكل تأمين التجهيزات اللازمة للجيش اولوية اساسية، في ظل اجماع على ضرورة التسريع في اجراء الاتصالات بالقوى الاقليمية والدولية الفاعلة، وفي مقدمتها فرنسا للإسراع في تنفيذ بنود الاتفاق الموقع بين طهران والرياض وبيروت بموجب الهبة المالية السعودية لتسليح الجيش اللبناني، وتقديم المعدات سبق لقيادة الجيش ان رفعت لوائح بها الى الجانب الفرنسي.

انطلاقا من ذلك ترجم، النداء الواضح الذي اطلقه قائد الجيش حول حاجة المؤسسة الى الدعم اللوجستي والتقني، الذي لاقاه الموقف المهم لحكومة «ربط النزاع الوطني» المدعوم بقرار القوى السياسية المترفع عن الخلافات الضيقة، اتصالات بعيدة عن الاضواء قادها في الداخل رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري الموجود في الرياض، دفعت بالعاهل السعودي الى المبادرة بسرعة والاعلان عن مكرمة المليار دولار الجديدة المخصصة لتسليح وتجهيز القوى الامنية والعسكرية بما تحتاجه بشكل سريع في حربها ضد الارهاب.

وتشير مصادر 14 آذار في هذا السياق الى ان السفير السعودي في لبنان علي عوض العسيري لعب دورا فعالا على هذا الصعيد اذ نقل رغبة الرئيس العماد ميشال سليمان الى الدوائر المعنية في بلاده حول الحاجة الملحة لدعم سريع، ليعود بعد ساعات ويبلغ سليمان بتقديم الملك مبلغ مليار دولار كمساعدة عاجلة للجيش. وقد انطلق طلب «المساعدة السليمانية» من اعتبار ان الآلية المتبعة من قبل الفرنسيين، الذين ابدوا حسن نية واضح وتحركوا بسرعة، لتنفيذ العقود المبرمة بموجب اتفاقية تسليح الجيش اللبناني بين باريس والرياض ستحتاج الى وقت وبالتالي فان تسليم المعدات المطلوبة لن يكون فوريا، مشددا على ان الوقت ليس في صالح الجيش.

وبحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الاتصالات التي اصبحت في مراحل متقدمة فان الجزء المخصص من الهبة للجيش اللبناني سيشمل تزويده بأنواع من الاسلحة والمعدات التي يجيد استعمالها وليس بحاجة للتدرب عليها، وهي ستكون موجهة بشكل اساسي للافواج الخاصة على ان تشمل اسلحة فردية «نوعية» من قناصات وقاذفات مضادة للدروع» فضلا عن مصفحات وآليات تسمح بالانتقال السريع الى بؤر التدخل، كما ستشمل تزويد الجيش بقذائف مدفعية وقذائف للدبابات متطورة، فضلا عن طائرات خفيفة ، سبق للطيارين اللبنانيين ان تدربوا عليها يمكنها ان تقدم الدعم الارضي للوحدات القتالية وطوافات قتالية واخرى مخصصة للنقل. وعلم في هذا السياق الى ان الجزء الاساسي من هذه المساعدات سيسحب من مخازن الجيش السعودي والاماراتي حيث يمكن ان تبدا طلائع هذه المساعدات في الوصول مع بداية القسم الثاني من الشهر الحالي.

والى جانب هذه المساعدة الطارئة، سرعت الولايات المتحدة من تحركها، اذ وصلت الاثنين الى بيروت طائرات عسكرية اميركية ناقلة كميات من الاسلحة والذخائر، كان متفق عليها سابقا في اطار برنامج التعاون القائم بين الجيشين.

على صعيد آخر وازاء الواقع المتردي في عرسال، رفعت القوى الامنية والعسكرية وتيرة تدابيرها الاحترازية في سائر المناطق حيث التواجد الكثيف للنازحين السوريين بقاعا وجنوبا ونفذت عمليات دهم في اكثر من منطقة، وداهمت مخابرات الجيش في النبطية وبعض البلدات البقاعية تجمعات النازحين وفتشت الخيم واماكن السكن ودققت في الهويات.

وتأتي هذه التدابير بعد توافر معلومات للقوى الأمنية عن إمكان تحركات لخلايا تكفيرية نائمة، وعن اتصالات بين جماعات إرهابية موجودة في عين الحلوة من «جند الشام» و«فتح الإسلام» لشن هجمات على الجيش، واكدت مصادر مطلعة على رفع درجة التعاون والتنسيق الى اعلى مستوياتها بين مخابرات الجيش وعدد من الفصائل الفلسطينية الفاعلة بهدف عدم إقحام المخيمات في أي مواجهة في غير محلها.

فرفعت القوى الأمنية والعسكرية من وتيرة تدابيرها الاحترازية في مدينة صيدا والجوار،فنفذت عمليات دهم وتفتيش لمركزي الاوزاعي وحي البراد للنازحين السوريين، في وقت ابقى فيه الجيش على اجراءاته الامنية المشددة على مداخل المدينة لا سيما في منطقة الأولي. كما داهمت مخابرات الجيش في النبطية تجمعات النازحين السوريين في احياء المدينة، وفتشت عددا من الملاجئ التي يقطنون فيها والطبقات السفلى لتلك التجمعات المحيطة بـ«مجمع ضاهر» التجاري وصولا الى محيط السراي في المدينة، ودقق عناصر المخابرات في هويات الرجال من النازحين.

كذلك شدد الجيش من إجراءاته الأمنية على المسالك والمنحدرات التي تربط جرود شبعا ببلدة بيت جنى السورية تخوفا من تسلل عناصر من «النصرة» و«داعش» إلى تلك الجرود لفتح ثغرة فيها أو الدخول إلى شبعا وتنفيذ عمليات ضد الجيش والقوى الأمنية.

اما شمالا فافادت المعلومات ان الاجهزة المعنية تمكنت من تحديد هويات الملثمين الذي شاركوا في الاعتداءات على مراكز الجيش في المدينة ،مشيرة الى ان الاوضاع الحالية فرضت على القوى العسكرية في المدينة التعامل «بحكمة» مع التوتيرات المتنقلة، محاذرة الوقوع في الفخ المنصوب لها لاستدراجها الى فتح جبهة اخرى بهدف استنزاف وحدات الجيش التي تخوض مواجهات عنيفة في عرسال،كما كما نفذت الوحدات العسكرية حملة مداهمات في عكار واوقفت عددا من السوريين.

وفي بيروت داهم الجيش تجمعا سوريا قرب المستشفى الحكومي في الجناح وتوقيف اربعة سورييين احدهم باللباس العسكري.

يشار الى نجاح مخابرات الجيش اللبناني في اعتقال احد المطلوبين المتهمين بقضايا ارهابية، ويدعى سليمان خالد العلي وهو من مواليد القاع 1990، المنتمي الى داعش، في كمين محكم في الفرزل البقاعية، بعدما كانت سرت شائعات عن توقيفه في بلدة دورس البعلبكية.